من محاولة لتفجير قلب العاصمة الفرنسية باريس بواسطة سيارة معبأة بقنابل الغاز قرب كاتدرائية نوتردام إلي الاشتباه في مؤامرة للهجوم علي محطة قطارات إلي جهود لتجنيد شباب للانضمام إلي داعش.. 3 حوادث شهدتها فرنسا الشهر الماضي ربط بينها عامل واحد هو وجود النساء في قلب كل منها دون أن يتضح ما إذا كان الأمر ظاهرة عابرة أم أنه بداية لاتجاه جديد تلعب فيه النساء دورا أكبر في تخطيط وتنفيذ الهجمات في الغرب. ويشعر المسئولون الأمنيون في فرنسا بالقلق من هذه الظاهرة ويسعون لفهم السبب الحقيقي وراءها وما إذا كان تصعيد النساء جاء لأن الرجال تحت المراقبة أو قيد الاحتجاز أم أن الجماعات الإرهابية تلجأ لتوظيف النساء لدفع الرجال للشعور بالعار وبالتالي تنفيذ هجمات أم أن الأمر جزء من استراتيجية لدفع الأوروبيين للشعور بالخوف من الرجال والنساء علي حد سواء. ويقول فرانسوا مولاينس المدعي العام الفرنسي المسئول عن تحقيقات الإرهاب علي المستوي الوطني إنه مهما كانت الأسباب فإن السلطات تعتبر الآن أن المرأة جزء من استراتيجية داعش لاستهداف اوروبا. وتختلف نساء داعش حاليا في عدة نواح عن الأجيال السابقة من النساء اللاتي انضممن إلي جماعات إسلامية فمن يقبض عليهن حاليا غالبا ما يكن أصغر سنا كما أنهن بعيدات عن الأدوار التقليدية للرجال والنساء داخل الجماعات الإسلامية المتطرفة فهم أكثر استعدادا لاتخاذ مواقف بدلا من البقاء وراء الكواليس وذلك علي النقيض تماما من النساء اللاتي غادرن أوروبا للزواج من مسلحي داعش وإنجاب أطفال. وتختلف المتطرفات الفرنسيات اليوم عن المتطرفات في الشيشان والعراق اللاتي نفذن هجمات انتحارية بناء علي تعليمات وعلي رصد دقيق من الرجال. كما تختلف المتطرفات الفرنسيات المسلمات عن الأجيال السابقة من المتطرفات غير المسلمات مثل هؤلاء التابعات للألوية الحمراء اللاتي اعتنقن العنف لكن من منظور نسوي. وعادة ما تعلن المتطرفات الفرنسيات اليوم عن ولائهن لداعش ويكون هناك اتصال ما بينهن وبين شخصيات من التنظيم لكن يبدو أن دور رجال التنظيم يقتصر فقط علي التوجيه من بعد سواء في سوريا أو أوروبا. ومع ذلك توجد علامات علي وجود الثقافة الإسلامية المتطرفة التي يهيمن فيها الرجال علي النساء وقال مولاينس إن واحدة من النساء التي تم القبض عليهن مؤخرا ارتبطت عن طريق الإنترنت باثنين من المتطرفين علي التوالي وأوضح أنها لم تلتق وجها لوجه بأي من الشابين اللذين قتلا خلال مشاركتهما في تنفيذ عمليات إرهابية في فرنسا وأضاف أنها ارتبطت بعد ذلك بشاب ثالث معتقل حاليا. وتشير هذه العناصر المتناقضة إلي حد ما إلي أن التهديد الآن قادم من نوع أكثر استقلالا وأكثر نسوية من المتطرفات اللاتي يرين أنفسهن مثل الرجال لكن في الوقت نفسه فإن بعضهن يتصرفن بناء علي أوامر رجال داعش. ويري الخبراء أن داعش يستخدم النساء لاستدراج الرجال ودفعهم لشن المزيد من الهجمات وهو ما تؤكده التصريحات الأخيرة للفرنسي رشيد قاسم الذي يعتقد أنه من أبرز قادة الدعاية في التنظيم. فقد كتب قاسم الشهر الماضي عبر تطبيق "تليجرام" للرسائل "النساء والأخوات ينفذن هجوم.. أين الإخوة؟ ". كما تشير الحوادث الأخيرة إلي الروابط المشتركة بين النساء المتورطات فبعضهن تحولن للإسلام ويستغل داعش رغبتهن في الانتماء وشعورهن بالضعف وبعضهن حاولن الذهاب إلي سوريا لكن تم إرجاعهن وبعضهن مضطربات عاطفيا خاصة الفتيات الصغيرات مثلما تقول وفاء مسعود وهي عالمة دين تعظ النساء المسلمات في السجون الفرنسية. أخيرا فإنه من المؤكد أن مسئولي التجنيد لدي داعش وجدوا أرضا خصبة في الفرنسيات وهو ما توضحه أرقام وزارة الداخلية الفرنسية التي تشير إلي أن أكبر عدد من النساء الأوروبيات اللاتي سافرن إلي سوريا والعراق كان من فرنسا وأن 40% من الشباب الفرنسي المسافر لسوريا والعراق من النساء.