عندما يكبر الإنسان، وتمر به سنوات العمر، غالبا ما يتذكر ويحن إلي لحظات السعادة في طفولته، لتخفف عنه ما يعانيه من آلام وصعاب، إلا »إيمان»، فمعاناتها بدأت منذ ولادتها، لتعيش حبيسة جسدها الذي تجاوز وزنه نصف طن. الأطباء شخصوا حالة إيمان أحمد عبد العاطي، ذات ال 36 ربيعا، عند ولادتها بوجود خلل في الغدد وهرمونات الجسم، تسبب في زيادة وزنها بشكل هائل، حيث تقول والدتها ان وزن ابنتها عند ولادتها كان يتجاوز ال 5 كيلوو250 جراما مما دفعها لإستشارة الأطباء. معاناة الفتاة لم تتوقف منذ ذلك الوقت حيث واظبت علي تناول عقار »انتروكسيد» لعلاج خلل الغدد، إلا أنه لم يكن فعالا بشكل كاف، ليزداد وزنها يوما بعد يوم، ومنعها وزنها الزائد من الذهاب إلي المدرسة لتتوقف رحلة تعليمها بإنتهاء دراستها بالصف الخامس الإبتدائي. وبحسب والدتها فإن إيمان فشلت في الوقوف علي قدميها عندما وصل سنها الي 11 عاما بعد أن تضاعف وزنها، وتقوست قدماها، لتظل حبيسة المنزل تسير علي ركبتيها بين غرفه غير قادرة علي الذهاب إلي المدرسة أوأي مكان آخر. وبمرور السنوات تضاعفت معاناة إيمان وتحول جسدها إلي وحش يلتهم براءتها ويشل حركتها، وحتي السير علي ركبتيها بين غرف منزلها بمنطقة سموحة بالإسكندرية، لم تعد قادرة عليه بعد أن أصيبت بما يسمي »إلتهاب خلوي» في ركبتيها نتيجة للسير عليها. وتشير شقيقتها»شيماء» إلي أنهم عجزوا عن نقل إيمان إلي المستشفي لعلاج ركبتها، فقاموا بإستدعاء أطباء أجروا لها عملية جراحية في المنزل، قائلة: »من بعدها لم تعد قادرة علي الحركة ولازمت الفراش.. وصرنا عاجزين عن مساعدتها علي الجلوس في مكانها». رحلة أخري من المعاناة تعرضت لها إيمان بعد أن فوجئت أسرتها المكونة من والدتها وشقيقتها فقط حيث توفي والدها منذ شهور، بعدم قدرتها علي التنفس وبصعوبة تم نقلها خارج منزلها للوصول لأقرب مستشفي، ولكن حتي هذا لم يكن بالأمر السهل حيث رفضت جميع المستشفيات إستقبالها. وتقول شقيقتها:» بصعوبة وافق أحد المستشفيات الخاصة علي إستقبالها وإيداعها غرفة العناية المركزة مقابل 10 آلاف جنيه يوميا، حيث تبين أنها تعاني من جلطة في المخ.. وسرعان ما إكتشفنا أيضا وجود مشاكل طبية في الكلي والرئة وغيرهما بسبب الوزن الزائد». وتتذكر »شيماء» لحظة رفض جميع مراكز الأشعة إجراء أشعة علي المخ لشقيقتها للتأكد من عدم وجود نزيف، وفصل جديد من المعاناة قبل أن يوافق أحدهما علي إجراء الأشعة لها، مشيرة إلي أن إيمان مرت بحالة إكتئاب شديدة بسبب مرضها ولكنها لديها عزيمة وأمل في الشفاء. وأضافت أن زيادة وزن شقيقتها لا يتعلق بشراهة في الشهية أوتناول كميات كبيرة من الطعام، مؤكدة أنها مريضة بخلل في الغدد وإنسداد في الأوعية الليمفاوية وهوما يتسبب في إفراز كميات هائلة من المياه تتجمع و»تتحجر» بالجسم. »الحمد لله».. كلمات قليلة قالتها لنا إيمان بصعوبة من غرفتها عندما حاولنا الإطمئنان علي حالتها بعد أن أصيبت بصعوبة في النطق والحركة في نصف جسدها من جراء الجلطة التي تعرضت لها. وبجوارها وقفت والدتها قائلة: »صرفنا مبالغ كبيرة علي علاجها دون فائدة وجميع المستشفيات ترفض علاجها.. ومؤخرا أرسلنا تقريرا بحالتها للمركز الطبي العالمي فكان ردهم أنهم غير مجهزين لإستقبال مثل تلك الحالات»، مناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع، بإستقبال إيمان في أي مستشفي عسكري لإنقاذ حياتها.