بعد جدل كبير واتصالات سرية مكثفة في الأيام الماضية تفجرت قضية بيع حقوق بث ورعاية بطولات الاتحاد الافريقي لكرة القدم في صفقة مدوية ومثيرة كثيرا للريبة ويمكن أن يطلق عليها صفقة المليارات السوداء بعد بيع الكاف حقوقه لشركة سبورت فايف الفرنسية التي كانت صاحبة الحقوق في السنوات الاخيرة وانتهي عقدها ووجدت منافسة قوية من شركة بريزنتيشن المصرية التي خسرت السباق رغم تقديمها العرض الأعلي وهو ما فجر أزمة عنيفة، خاصة مع انعقاد الجمعية العمومية للاتحاد الافريقي بالقاهرة يومي امس وامس الاول لانتخاب ممثلي افريقيا في تنفيذية الفيفا. وبرغم ترسية الكاف الصفقة علي العرض الفرنسي الذي وصل لقيمة مليار دولار لشراء حقوق بث البطولات الافريقية لمدة 12 سنة ورفضه عرض الشركة المصرية رغم انه الاعلي والبالغ مليار و200 مليون دولار لنفس المدة وحتي 2028، وبعد تأزم الموقف واتجاه الشركة المصرية للتصعيد ورفع الأمر للفيفا بدأت بوادر الانفراجة في الموافقة علي عرض شراء البث للشركة المصرية عندما ردت الوكالة الفرنسية التي قامت بشراء حقوق الرعاية الخاصة بالكاف برغبتها في التفاهم مع الشركة المصرية ودعت مسئوليها لجلسة تفاوض في باريس لحسم الامور كلها.. وأكد محمد كامل رئيس شركة بريزنتيشن انه قبل بداية المؤتمر الصحفي الذي دعت اليه الشركة المصرية بعد ظهر امس تلقي رسالة علي الايميل الخاص بالشركة ردا علي المراسلات السابقة من الشركة للوكالة الفرنسية يفيد باجراء اجتماع خلال الايام القليلة القادمة وربما يكون تحديدا في 22 أكتوبر القادم في مدينة باريس، حيث مقر الشركة الفرنسية للبدء في التفاوض حول تلك الحقوق وذلك بناء علي العرض الذي تقدمت به شركة بريزنتيشن لشراء حقوق البث للمباريات واذاعتها في مصر مقابل 500 مليون دولار وحقوق البث في الشرق الاوسط مقابل 750 مليون دولار. وجاء ذلك الرد بعد أن اجلت الشركة المؤتمر الصحفي لمدة 24 ساعة بناء علي طلب من الشركة الفرنسية بعدما هددت بريزنتيشن بعدم السكوت علي الأمر واللجوء لكافة المسئولين الدوليين عن هذا الامر حيث كان محمد كامل قد كشف عن نيته في عقد مؤتمر صحفي بمدينة زيورخ التي يتواجد بها مقر الاتحاد الدولي فيفا للاعلان وكشف تفاصيل الازمة بين الشركة من جهة والاتحاد الافريقي والراعي من جهة أخري حيث هددت بريزنتييشن بمخاطبة الفيفا في تلك القضية واللجوء للمحكمة الرياضية الدولية اذ ماتوصلت لاتفاق بشان شراء تلك الحقوق التي تحتكرها احدي القنوات الاسيوية رغم ان العرض من الشركة المصرية يعد هو الاكبر بما يعني ان الاتحاد الافريقي يختارالعروض المالية الاقل للدول المشاركة معهم حيث وقعوا اول امس عقد بيع حقوق الرعاية مع الوكالة الفرنسية مقابل مليار دولار في حين ان بريزنتيشن تقدمت لشراء نفس الحقوق مقابل مليار و200 مليون دولار. وكشف محمد كامل عن مساندة الدولة المصرية له في تقديم مثل هذا العرض خاصة ان هذه العملية التجارية تؤثر بالطبع علي اقتصاديات الدول وسوف تكون مفيدة للاقتصاد المصري وسوقه هو الاكبر والاعلي معدلا في مشاهدة المباريات الافريقية بالاضافة للاقدم تاريخيا في المشاركة في بطولات دول واندية القارة وكلها معايير تصب في صالح مصر وهو الامر الذي يضعها في مقدمة الدول التي تبحث عن الفوز بحقوق البث لتلك المباريات. وأضاف كامل أنه يتمني الدعم الكامل والمساندة من كافة المؤسسات المصرية لتلك القضية خاصة ان بريزنتيشن هي الشركة المصرية الوحيدة التي تنافس علي شراء الحقوق مع الشركات الأجنبية فيما اكد عمرو وهبي المدير التنفيذي لشركة برزنتيشن علي أن الدولة ممثلة في التليفزيون المصري ساندت وبقوة الشركة عندما خفضت سعر شارة البث الفضائي إلي 11 ألف دولار في حالة اذاعتها في احدي القنوات الاجنبية خارج مصر وعلي الرغم من انه رقم كبير جدا الا ان وهبي اكد ان كل امنياته ان يتم اذاعة مباريات الدوري المصري علي القنوات الاوربية مثل يورو سبورت وانه ربما يفكر في تحمل شركته تكاليف شارة البث لمباراة الاهلي والزمالك لكي تكون تلك هي المرة الاولي التي تذاع فيها مباراة من الدوري المصري علي قناة أوروبية. وأكد عمرو وهبي ان شراء حقوق البث لمباريات الاتحاد الافريقي واذاعتها في مصر لها بعد اجتماعي كبير بخلاف البعد الافتراضي وهو ما جعل شركته تدخل وبقوة منذ 6 اشهر في هذا الصراع الدولي الكبير وهي الخطة التي وضعتها بريزنتيشن لنفسها منذ عام 2013 وتخيل البعض وقتها انها مجرد خرافات ولن تستطيع ان تنفذ هذا الامر وتكسر احتكار القناة الاسيوية للمباريات الأفريقية.