أول مدبغة تعمل في مدينة الجلود نهاية العام الانتهاء من 80 عنبرا إنتاجيا بمساحة إجمالية 170 ألف متر 18 جهازا تكنولوجيا تصل القاهرة نهاية العام لتطوير صناعة الجلود مدينة صناعية متكاملة.. تقع بين قلعتين صناعيتين كبيرتين أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي لإحداث نقلة كبري نوعية في صناعة الجلود في مصر. إنها مدينة الروبيكي التي تتوسط مدينتي بدر والعاشر من رمضان. الطريق إليها لا يستغرق أكثر من ستين دقيقة من قلب العاصمة وتبعد بضع دقائق من مدينة بدر الصناعية. ملامح المدينة التي رصدتها عدسة »الأخبار» تؤكد التطور المتسارع الذي تنفذ به المشروعات القومية، فقبل عام لم تكن المدينة سوي صحراء جرداء لا تسمع فيها سوي أصوات الحيوانات. اليوم وطبقا لتعليمات الرئيس السيسي تبدلت الأحوال وتغيرت الملامح، فتجد طرقا مرصوفة يتخللها أشجار وجزر مزروعة تبث راحة نفسية تساعد علي العمل، علي جنبات الطرق تجد عنابر إنتاجية مرصوصة بشكل عرضي منتظم ومصممة طبقا لأحدث المواصفات العالمية وبخبرة إيطالية. وفي أقصي اليمين من مدخل مدينة الروبيكي تجد محطات إسعاف ومطافئ وقسم شرطة يسهر لتوفير الأمن للمواطنين وحماية ممتلكات المستثمرين. حلم الروبيكي الذي طال انتظاره منذ سنوات تحول أخيرا إلي حقيقة. في البداية قال المهندس محمد الجوهري رئيس شركة القاهرة للاستثمار والتطوير الصناعي والعمراني المشرف علي مدينة الروبيكي: المشروع يهدف بالأساس إلي إنشاء مدينة صناعية متكاملة متطورة متخصصة في دباغة الجلود وصناعتها كمدينة جاذبة للصناعة الوطنية من خلال الدعم المقدم من الدولة لأصحاب المدابغ وتوفير أحدث الماكينات العالمية المطورة لصناعة المنتجات الجلدية، فضلا عن أهداف أخري تتمثل في إعادة المظهر الحضاري إلي منطقة مصر القديمة وذلك بمساعدة من الجانب الإيطالي من خلال برنامج مبادلة الديون. وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة حوالي 160 فدانًا. وأضاف في تصريحات خاصة ل »الأخبار» أن بعثة إيطالية تزور »الروبيكي» حاليا وتستمر لمدة أسبوعين لمساعدة أصحاب المدابغ في نقل وتركيب ماكينات الدباغة من منطقة مجري العيون إلي العنابر الإنتاجية المخصصة لهم في مدينة الروبيكي ولبحث الفرص الاستثمارية المتاحة بمدينة الجلود لجعلها مدينة صناعية متكاملة حيت تعتبر إيطاليا من أكبر المستوردين للجلود المصرية. وأضاف أن الحكومة حريصة علي تطوير صناعة الجلود في مصر لتنافس المنتجات العالمية، مشيراً إلي أن الغرض من نقل مدابغ مجري العيون هو رفع معدلات التصدير لتحسين دخول العمال. وقال إن الحكومة متمثلة في محافظة القاهرة ووزارة التجارة والصناعة بدأت أعمال هدم مدابغ مجري العيون، مضيفا أن أعمال التوطين بمدينة الروبيكي خلال الأيام المقبلة لكل من يريد نقل معداته استعدادا لبدء العمل. وحدات معالجة ويذكر رئيس شركة القاهرة للاستثمار والتطوير الصناعي والعمراني أنه تم إضافة وحدات خاصة لمعالجة الملوثات والمخلفات الناتجة عن عملية دباغة الجلود، كما تم الاستعانة بالخبرة الايطالية في تصميم نظام شامل لمعالجة مياه الصرف الناتجة عن عملية الدباغة. حيث تم إنشاء منظومة ثلاثية متكاملة للصرف تشمل ثلاث مراحل: صرف صناعي وصرف صحي بالإضافة إلي عملية صرف ومعالجة مادة الكرو الخطرة المستخدمة في عملية دباغة الجلود. وأشار إلي أن مياه الصرف التي يتم معالجتها سوف يتم استخدامها في ري وزراعة غابة شجرية علي مساحة 850 كيلو مترا مربعا حتي يتم تحقيق أقصي استفادة من المنظومة بما يساعد علي المحافظة علي الصحة ومراعاة البعد البيئي من حيث التخلص من المخلفات والملوثات بكفاءة عالية وأيضا توفير مناخ يساعد في توفير هواء نقي وبيئة صحية سليمة للعاملين بالمدابغ فضلا عن المظهر الجمالي الناتج عن زراعة الأشجار. وأضاف الجوهري أن دباغة الجلود تعد من أكثر الصناعات الملوثة للبيئة بسبب المخلفات الخطرة التي تنتج عنها، حيث ينتج عن كل طن جلود حوالي 700 كيلو مخلفات أي ما يعادل 70% من الجلود المستخدمة تخرج في صورة مخلفات خطرة تهدد سلامة العاملين في المجال فضلا عن الروائح الكريهة التي تحاصر سكان المناطق المحيطة، وقد تم تجنب كل هذه المساوئ عند تصميم عنابر الإنتاج ومحطات المعالجة. وأضاف الجوهري أنه تم الانتهاء من 97% من تجهيزات المرحلة الأولي المقامة علي مساحة إجمالية تصل إلي 160 فدانا بما يساوي 672 ألف متر، وجاري العمل علي تجهيز وترفيق المرحلة الثانية. وتم الانتهاء من إنشاء 80 عنبرا انتاجيا بمساحات تتراوح ما بين 48 مترا و6500 متر حتي تناسب جميع احتياجات أصحاب المدابغ وبما يساهم في رفع الكفاءة الإنتاجية لهم طبقا لإمكانياتهم ويصل إجمالي مساحة العنابر التي تم انشاؤها إلي 170 ألف متر مربع. وأشار إلي أن عدد العنابر التي تم تجهيزها يكفي لاستيعاب جميع المدابغ الموجودة حاليا بمنطقة مجري العيون. وأوضح الجوهري أن جميع العنابر تم تصميمها طبقا لأحدث الأنظمة العالمية وروعي في إنشاء الوحدات أن تكون جميعها عرضية والاستغناء عن نظام الأدوار المتكررة كما هو الحال في مجري العيون، مشيرا إلي أن هذا التصميم يساعد بشكل كبير في تحقيق أفضل استغلال لمساحات العنابر ويوفر حرية الحركة للعمال داخل الوحدات، كما تم تصميم خطوط انتاج عرضية داخل جميع العنابر بما يساهم في تحقيق السيولة والنظام في عملية الانتاج. زيادة الصادرات وأشار الجوهري إلي أن مدينة الروبيكي تستهدف زيادة صادرات مصر من الجلود إلي خمسة أضعاف حيث يبلغ إجمالي صادراتنا إلي جميع دول العالم 200 مليون دولار ونستهدف الوصول بحجم الصادرات إلي مليار دولار وذلك يا يعادل خمسة أضعاف المعدل الحالي وذلك خلال خمسة أعوام، مشيرا إلي أن هناك اهتماما كبيرا من الدول المستوردة للجلود المصرية وعلي رأسها اسبانياوإيطاليا بتطوير صناعة الجلود في مصر التي تعتبر من أفضل أنواع الجلود علي مستوي العالم. وأوضح أن زيادة الصادرت سيتم من خلال رفع جودة المنتجات الجلدية وزيادة الكميات المنتجة والعمل علي تصدير منتج كامل وعدم الاعتماد علي تصدير الجلود في صورتها الأولية بما يساعد في زيادة القيمة المضافة للمنتجات. نقلة حضارية وأكد الجوهري أن مشروع الروبيكي يمثل نقلة حضارية لصناعة الجلود في مصر، موضحًا أن الشركة تخطط لإنشاء فنادق سياحية ومشروعات ترفيهية بمنطقة مجري العيون بعد هدمها، نظرًا لموقعها المتميز بكورنيش النيل. وقد بدأت هيئة التنمية الصناعية في اتخاذ أولي الخطوات الفعلية في تنفيذ مشروع النقل للروبيكي وتطوير منطقة سور مجري العيون من خلال هدم 20 وحدة من المدابغ التي طلبت وقف النشاط واستلام التعويضات. وأشار الجوهري إلي ان قيمة التعويضات لأول 20 مدبغة طلبت وقف النشاط تبلغ 34 مليون جنيه وتتراوح مساحتها من 100 متر حتي 3 آلاف متر. ويجري العمل حاليا في الروبيكي لاستكمال الوحدات لبدء التسكين. نقل المدابغ وأوضح أن إجمالي الطاقة الاستيعابية لمدينة الروبيكي بعد الانتهاء من المراحل الثلاثة يعادل إجمالي المدابغ الموجودة حاليا بمنطقة مجري العيون، حيث تبلغ المساحة الاجمالية لجميع المراحل 511 فدانا . وتوقع أن يتم نقل أول مدبغة إلي الروبيكي خلال ثلاثة أشهر حتي يتم الانتهاء من التنسيق مع الجهات المختلفة لتقنين عمليات نقل المعدات والماكينات من مجري العيون، مضيفا أنه طبقا لما هو محدد سيتم الانتهاء من نقل كافة المدابغ خلال عام، مشيرا إلي أن الحكومة ممثلة في محافظة القاهرة سوف تتحمل تكلفة نقل وذلك تشجيعا لأصحاب المدابغ علي الاستجابة لنداء المصلحة الوطنية والإسراع في توفيق أوضاعهم تمهيدا لنقل مدابغهم إلي الروبيكي. وأضاف أن إجمالي عدد المدابغ العاملة بمجري العيون يصل إلي 957 مدبغة منها 296 مدبغة رفض أصحابها الانتقال إلي الروبيكي وطلبوا تعويضا ماديا نظير تخليهم عن وحداتهم بمجري العيون، وطبقا لقرار اللجنة المختصة تم تحديد سعر المتر للمدابغ الموجودة بمجري العيون لمن يرغب في الحصول علي تعويض مادي عند 2310 جنيهات، وبالفعل تم البدء في صرف تعويضات لبعض أصحاب المدابغ وعليه تم إزالة وحداتهم. مشيرا إلي أن عدد المدابغ التي وافقت علي الانتقال إلي الروبيكي واستوفت جميع الشروط بلغ 175 مدبغة وهناك 661 طلبا يتم دراستها حاليا لإصدار قرار بشأن انتقالها إلي الروبيكي من عدمه. وأكد الجوهري أن عمليات نقل المدابغ سوف تتم بشكل تدريجي حتي لا تتأثر عمليات الانتاج، وهناك بعثة إيطالية تزور مصر حاليا لمساعدة أصحاب المدابغ في فك وتركيب ونقل ماكينات الدباغة الخاصة بهم، وذلك مساهمة من الدولة لأصحاب المدابغ. وتسهيلا للعاملين بالمدابغ تم تخصيص 1008 وحدات سكنية لهم بالقرب من المدينة تيسيرا لعملية الانتقال من وإلي مكان العمل وتوفيرا للنفقات وتشجيعا لجذب المزيد من العمالة الماهرة. مركز تكنولوجي وأضاف المهندس محمد الجوهري أنه تم الانتهاء من إنشاء مركز تكنولوجي علي أعلي مستوي لخدمة أصحاب المدابغ في تطوير منتجاتهم والتعرف علي أحدث الأساليب العلمية في الانتاج بأقل تكلفة وأعلي جودة، مشيرا إلي أنه تم التعاقد مع الجانب الايطالي علي توريد 18 ماكينة وجهازا تكنولوجيا لتطوير صناعة الجلود باستخدام احدث التكنولوجيات العالمية، ومن المنتظر استلام الماكينات نهاية العام الحالي. كما تم تصميم ورش فنية لتقديم المساعدات الفنية المدابغ. كما تم الانتهاء من مصنع جلود نموذجي علي مساحة ألفي متر يهدف بالأساس إلي تقديم نموذج غربي متقدم بأحدث التكنولوجيا والخبرات الدولية في مجالي صناعة الجلود، بالإضافة إلي مدبغة نموذجية علي مساحة 6000 متر تقدم تكنولوجيا مختلفة لكيفية دباغة الجلود بأعالي جودة وأقل تكاليف وبصورة صديقة للبيئة، بما يساهم في تحقيق منافع اقتصادية كبيرة لأصحاب المدابغ من خلال زيادة تنافسية منتجاتهم ، وفي نفس الوقت ستحقق الدولة منافع بيئية تتمثل في تقليل التلوث وإعادة المظهر الجمالي لقاهرة المعز.