جبل أحد شاهد علي نبوءة سيد الخلق محمد »صلي الله عليه وسلم» باستشهاد الخليفتين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان.. ذكر أنس بن مالك »رضي الله عنهما» أن النبي »صلي الله عليه وسلم» صعد جبل أحد ومعه أبوبكر وعمر وعثمان، فارتجف بهم الجبل فقال صلي الله عليه وسلم »اثبت أحُد فإن عليك نبياً وَصِدِّيقاً وشهيدين» وصدقت نبوءته »صلي الله عليه وسلم» في استشهاد عمر وعثمان. أما عن ارتجاف الجبل وزلزلته تحت قدمي الرسول »صلي الله عليه وسلم» وأصحابه، فهذا الجماد يعرف عظمة النبي الذي يحدثه ويأمره بالثبات.. قال الحق سبحانه وتعالي: »لو أنزلنا هذا القرآن علي جبلٍ لرأيتهُ خاشعاً مُتصدعاً مِنْ خشيةِ الله» فما بالنا برسول الله »صلي الله عليه وسلم» الذي يحمل القرآن في قلبه ومعه أبوبكر الصديق الذي نزل فيه جبريل علي المصطفي »صلي الله عليه وسلم» وقال له: »أبلغ أبا بكر السلام من رب العالمين واسأله: يا أبا بكر إن الله رضي عنك، فهل أنت راضٍ عنه»، أبوبكر الذي قال عنه النبي الكريم: »ما لأحد عندنا يدٌ إلا كافأناه، ما خلا أبوبكر، فإن له عندنا يداً يكافئه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مال أحد قط، كما نفعني مال أبي بكر». يصعد الجبل مع الرسول صلي الله عليه وسلم عمر بن الخطاب الفاروق الذي دعا فيه الرسول صلي الله عليه وسلم (اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين، عمرو بن هشام »أبي جهل» أو عمر بن الخطاب) واستجاب الله لدعائه وأعز الإسلام بعمر بن الخطاب »رضي الله عنه» الذي خرج الإسلام بإسلامه من مرحلة السِّرِّية إلي العلن، حين ذهب إلي الكعبة، حيث ملتقي قريش وأعلن إسلامه. وأضاف: »من أراد أن تثكله أمه فليتبعني خلف هذا الوادي»، وطبعا لم يتبعه أحد خوفا من بطشه لما عُرف عنه من قوة وعنف وجبروت، ومعهم عثمان بن عفان ذو النورين الذي تزوج بابنتي الرسول الكريم »رقية» ثم »أم كلثوم» بعد موت »رقية»، والذي قال فيه الرسول »صلي الله عليه وسلم» »لو أن لي ابنة ثالثة غير متزوجة لزوجتها عثمان» جامع آيات القرآن الكريم وسوره في الكتاب الواحد والذي كانت تستحي الملائكة منه فيستحي منه رسول الله »صلي الله عليه وسلم»، لذلك ارتجف أُحد حين صعد عليه أربعة لو اجتمعت ما فيهم من صفات ومآثر لاجتمعت كل ما في الدنيا من خير الصفات والفضائل. كما روي أنس عن النبي »صلي الله عليه وسلم» (أحد جبل يحبنا ونحبه وهو علي باب من أبواب الجنة) وهو جبل ضخم يقارب ستة كيلو مترات من الشرق حتي نهايته الغربية، وعرضه يقارب الكيلو مترين، وله هضبات متتابعة في ارتفاعه، يميل لونها إلي الحمرة مما يجعل الناظر إليه يشعر بالسرور، وهو في حدود حرم المدينةالمنورة، يقع علي بعد حوالي أحد عشر كيلو مترا في شمالها، واختلفت الأقوال في تسميته، أهمها أنه سمي بذلك لتوحده عن الجبال بأنه محاط بالسهول والأودية، أو أنه سمي باسم رجل من العمالقة اسمه »أحد» وهو أول من سكنه، وقيل إن اسمه يرمز إلي وحدانية الله تعالي، وهو القول الأرجح. يارب إذا كان عفوك يمحو الذنوب فكيف ودك، وإذا كان ودك يضيء القلوب، فكيف حبك؟ واذا كان حبك يدهش العقول فكيف قربك، واذا كان قربك يزيل الهموم فكيف النظر إلي وجهك الكريم اللهم ان نسألك عفوك وودك وحبك وقربك وحلاوة النظر إلي وجهك الكريم اللهم اجمعنا مع الأبرار الصادقين.. اللهم ان ذنوبي لم تكن استهانة بحقك ولا جهلا بك ولا استخفافا بوعيدك، انما من غلبته الهوي، وضعف القوي، اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين.. فالحمدلله علي كل يوم يمر ونحن بكامل عافيتنا. عندما نخاف من أحد نهرب منه، وعندما نخاف من الله نقترب منه، وعندما نطلب شيئا من احد نخفض رءوسنا، وعندما نطلبه من الله، نرفع رءوسنا للسماء اللهم اغننا عن الخلق واجعل حاجتنا اليك وحدك فأنت الخالق والرازق والمعطي. اذا لم تجد لك حاقدا فاعلم انك انسان فاشل »الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه».