عندما تداولت وسائل الإعلام تعبير » الفوضي الخلاقة ».. تعجبت كيف هي فوضي ؟.. وخلاقة في نفس الوقت !! حتي التقيت بالعالم المصري الجليل د. محمد النشائي.. العاشق لتراب الوطن.. الذي يطوف العالم لكن حنينه لمعشوقته مصر.. يعيده رغم عدم رضاه عن تفاصيل الحياة التي يعيشها المصريون.. وبالرغم من ترشحه أكثر من ثلاث مرات لجائزة نوبل.. لكنه لا يهتم كثيرا بها.. ويري أن العالِم الذي يفيد مجتمعه بعلمه.. أفضل مائة مرة من العالِم الذي يحصل علي أرقي الجوائز العالمية.. وتعلق جوائزه علي الجدران.. ويبقي علمه مجرد نظريات. ولأنه عالم بدرجة فنان.. تحدث معي الدكتور النشائي عن نظريته التي قلبت موازيين النظريات العلمية لعلم » الشواش » أو » الفوضي المحددة » بأمثلة من واقع الحياة قائلا: عندما نراقب حركات النمل أو سلوكه نلاحظ الترددات العشوائية التي يمارسها دون نظام ظاهر.. مجرد حركات مستقيمة وأخري ملتوية ظاهرية سريعة أو بطيئة.. لا يبدو بينها أي ترابط.. ولكن ما كشفه العلم أن هذه الرقصات والحركات العشوائية ما هي إلا لغة منظمة يتواصل بها أفراد الخلية.. تحدد من خلالها مكان الغذاء الذي وجدته وربما نوعه أيضا.. إذن هذه الفوضي الظاهرية في حركات النمل هي في الأصل تنظيم بديع في الحركة ولكل فرد منها هدف ومهمة محددة وواضحة.. وهذا الأمر المثير يؤكد أن النظام هو أساس الكون.. فلا شيء يسير فيه دون نظام.. ولا شيء يجري فيه بغير ترتيب... سبحان الله وللحديث بقية حول نظرية »الفوضي» ومحاولة الوصول إلي النظام الخفي غير الظاهر فيما يبدو عشوائيًّا من الظواهر.. أو الأحداث.. أو السلوكيات.. أو الحركات. أو الافكار.. وهل الفوضي الخلاقة التي أطلقها الغرب.. هي في الأساس خطط ممنهجة ومنظمة.. لاستغلال عشوائية العرب ؟