أول مرة زرت فيها باريس قبل عشرين عاما زرت متحف اللوفر، واتجهت إلي الجناح المصري الضخم داخله، لفت انتباهي أشياء كثيرة كان أهمها وجود رحلة مدرسية لأطفال في الصف الثاني أو الثالث للمرحلة الابتدائية.. ورأيت الأطفال ينتشرون في كل الأرجاء بعضهم يفترش الأرض وبعضهم ينام أمام قطعة أثرية وفي يده رسم لإحدي القطع، حدود الرسم عبارة عن نقاط يقوم الطفل بتوصيلها لتتشكل القطعة وتتضح معالمها بين يديه، ويعرف اسمها.. شيء من هذا القبيل طالب به د. زاهي حواس عندما كان وزيرا للآثار، عندما اقترح علي زميله وزير التربية والتعليم أن يقوم تلاميذ المدارس في حصة الرسم بالتعرف علي حروف اللغة الهيروغليفية لأنها عبارة عن أشكال علي اعتبار أن هذا سيكون بداية معرفة أطفالنا بأهم وأقدم حضارة إنسانية.. ذهب زاهي وذهبت فكرته التي لم يتشجع لها زميله الوزير.. بالأمس عاد زاهي من خلال برنامج سيتم اطلاقه عبر قناة »الغد» الشهر القادم تحت اسم »كاشف الأسرار».. يسعي إلي كشف أسرار ومكنونات الحضارة الفرعونية التي لازالت بصماتها مؤثرة علي الشخصية المصرية.. كنت أحسد الفضائيات العالمية علي نجاحها بالاستعانة بزاهي.. أخيرا نجحت فضائية عربية في اقناعه.. إذا أحسنا توظيف د. زاهي، فهو يستطيع أن يقوم منفردا بعمل وزارة السياحة.