لا يمكن لأي مصري شريف، تحمل صورة مصر، بدون نصر أكتوبر العظيم. هل يمكن تخيل شكل سيناء الآن، لو لم يتم تحريرها ؟ الصورة بلا شك مرعبة. لكنها تكشف حجم الانتصار الأسطوري لرجال مصر، من أصغر جندي، وصف ضابط، وضابط، إلي كبار القادة وعلي رأسهم الرئيس الراحل أنور السادات القائد الأعلي للقوات المسلحة آنذاك. لم أذق علي مدي عمري، فرحة، مثل تلك التي عشتها في صباي، خلال أيام النصر المبهر، في حرب أكتوبر. وأحمل منذ ذلك الحين، تقديرا خاصا، لكل من شارك في هذه الملحمة، التي سيظل التاريخ يحفظها للأجيال المتعاقبة إلي الأبد. رحل الكثير منهم، وبقي القليل أطال الله أعمارهم. تم تكريم البعض، لكن هناك بلا شك آخرين، لم ينالوا من التكريم والشهرة نصيبا، رغم أدوارهم الكبيرة. ما أتمناه في احتفالات ذكري انتصارات أكتوبر، إشعار كل من بقي علي قيد الحياة من رجال أكتوبر، أن مصر لم تنسهم، وأن يكون ذلك بالفعل لا بالقول فقط. كأن يتم إصدار بطاقة علاجية مجانية، في مستشفيات القوات المسلحة، ووزارة الصحة والتأمين الصحي، لكل من شارك في تحقيق هذا النصر التاريخي. وحبذا لو تم قرار معاش استثنائي إضافي لهم، خاصة أن عددهم محدود، وتجاوز أصغرهم سن الخامسة والستين. وأظن أن تحقيق ذلك ليس صعبا. فالتكاليف ليست كبيرة، ولا يحتاج الأمر سوي إصدار قرار جمهوري، أو قانون من بضع مواد من مجلس النواب. إن مثل هذا التكريم - إن حدث - يحمل رسالة بالغة الأهمية للمواطنين جميعا، مفادها، أن مصر لا تنسي الشرفاء أبدا.