إلقاء التحية وضع الإسلام قواعد واضحة لكيفية إلقاء التحية وتبادل السلام بين أبناء المجتمع المسلم الواحد، لكي يمضي في إطار من علاقات الاحترام المتبادل والسلام الداخلي القائم علي المساواة بين جميع أبناء المجتمع، وهي قواعد أقرها الإتيكيت الحديث وبني عليها. وتعدُّ القاعدة الذهبية لقواعد إلقاء التحية ما تضمنه الحديث النبوي الشريف: "يسلم الراكب علي الماشي، والماشي علي القاعد، والقليل علي الكثير"، وهو الحديث الذي يعد المدخل السحري لكيفية إلقاء التحية وأدبها. فاستند الفقهاء إلي هذا الحديث لكي ينظموا عملية إلقاء التحية، فقالوا إن الصغير يسلم علي الكبير، لأن الأمر جاء بتوقير الكبير والتواضع له، كذلك إذا تقابل شخص أو مجموعة أشخاص قليلة مع مجموعة أشخاص كبيرة، وجب علي الفرد أو المجموعة الصغيرة أن تبدأ بالسلام وذلك لحق الكثير علي القليل، وقالوا إن تسليم الراكب علي الماشي لكي لا يتكبر الراكب بركوبه سواء كان راكبا لدابة أو سيارة وما مثلها، وكذلك يسلم الماشي علي القاعد. ومن القواعد التي استنها علماء الإتيكيت في إلقاء التحية ونجد أصلها في الإسلام، الابتسام عند إلقاء التحية والسلام، مع تركيز النظرات علي الشخص الآخر بكل ود وانفتاح وتلقائية بعيدا عن الافتعال والتكلف، وهو ما نجد صدي له في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك صدقة". اقتناء الحيوانات سمح الإسلام باقتناء الحيوانات الأليفة خصوصا للأطفال، لما تدخله عليهم من بهجة وسعادة، وتجعلهم أكثر فهما وعطفا علي الحيوان والإنسان، وتحمل مسؤولية كائن حي ورعايته، وكلها أمور حسنة مطلوبة ولا عيب فيها، خاصة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أباح ذلك في قصته مع الفتي أبو عمير الذي كان يربي طائرا صغيراً، وأقره الرسول علي ذلك. ولم يرفض الإسلام اقتناء القطط أو الطيور الأليفة وما جري مجراها، لكنه استثني الكلاب إلا للحراسة أو الصيد فقط، كما وضع الفقهاء الشروط المنظمة لعملية اقتناء حيوان وتربيته، أهمها عند اقتناء الحيوان عدم إنفاق الأموال علي رعايته بشكل مبالغ فيه ما يضر باحتياجات الإنسان نفسه، فالبذخ مرفوض في هذه المسألة. ومن الأمور المهمة جدا عند اقتناء حيوان أليف سواء كان قطة أو طائرا أو زاحفا هو الإحسان له بتقديم الطعام والشراب له، ولا يؤذيه أو يعبث به أو يتعمد تجويعه وتعطيشه، أو يشوِّه جسد الحيوان بأي وسيلة، فقد روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "بينما رجل بطريق، اشتد عليه العطش، فوجد بئرًا فنزل فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثري من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر، فملأ خفه ماء، فسقي الكلب، فشكر الله له، فغفر له، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرًا؟ فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر". فالمسلم يحصل علي الأجر والثواب علي رعايته للحيوان، لكنه في المقابل يحصل علي ذنب عظيم إذا ما أساء للحيوان، لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "دخلت امرأة النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها وسقتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض". رد الأمانات تعتبر الأمانة من القيم الرئيسية في الإسلام، إذ كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يُعرف قبل الإسلام بالصادق الأمين، بل إنه بعد إعلان نبوته ظل معظم مشركي قريش يضعون عنده أموالهم ليحتفظ بها لهم أثناء سفرهم في تجارتهم في بلاد الشام واليمن ثقة في أمانته، بل إن أول إعجاب السيدة خديجة بنت خويلد به كان لأمانته التي لم تشهد لها قريش مثيلا. وضرب رسول الله صلي الله عليه وسلم المثل الحي في الأمانة، وصدع بالأمر الإلهي في قوله تعالي: }إنّ الله يأمرُكم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها{ (النساء: 58)، عندما لم يتخل عن أمانته في لحظة مصيرية في تاريخ الإسلام، فالرسول الذي كانت تنكر قريش نبوته وتسعي لقتله، لم تجد أفضل منه تضع عنده ودائعها، وعندما جاء الأمر الإلهي بهجرة النبي من مكة إلي يثرب في العام الثالث عشر من البعثة، ترك علي بن أبي طالب خلفه ليؤدي ما عنده من وديعة وأمانة لأصحابها. والأمانة لا تقتصر في الإسلام علي المال فقط، بل هي أمانة في كل تعاملات المسلم، فالأمانة تقتضي البعد عن الغيبة، والصدق في القول. ولأهمية الأمانة جعلها الإسلام من صفات المؤمنين، وجعل خيانة الأمانة من علامات المنافقين، في قول النبي صلي الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"، هكذا جعل الإسلام مكانة الأمانة لأنه أدرك أهميتها في بناء المجتمع وإشاعة السلام الداخلي بين أفراده. الرفق بالنساء اهتم الإسلام بوضع قواعد للتعامل مع نصف المجتمع الممثل في المرأة سواء كانت أما أو أختا أو ابنة أو زوجة، فجاء الأمر الإلهي بحسن عشرة الزوجات في قوله تعالي: }وعاشروهن بالمعروف{ (النساء: 19)، وأجمل رسول الله صلي الله عليه وسلم وصاياه في النساء في قوله في خطبة الوداع: "اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله". وقال رسول الله: "واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا"، وقال أيضًا "خياركم خياركم لنسائهم". فعلي الزوج والأب والابن مسؤولية الترفيه عن أهل بيته وكفاية حاجاتهن، وأن تكون العلاقة قائمة علي المودة والرحمة، فالنساء شقائق الرجال، أما حق الأم فهو أكبر من أن تستوعبه صفحات كتاب، ويكفي أن قرن الله سبحانه بين عقوق الأم والأب وبين الكفر به سبحانه. ومن الأشياء التي تتعرض لها المرأة وتظلم بسببها موضوع الميراث، فعلي الرغم من أن القرآن الكريم وضع قواعد واضحة لمسألة الميراث، إلا أن بعض الرجال يعلون من العرف والتقاليد ويتغاضون عن آيات الذكر الحكيم، وهو من الأمور المستقبحة والمرفوضة بل المذمومة التي يأثم فاعلها لمخالفته أمر الشرع الشريف، خاصة أن الإسلام أعطي المرأة حرية التصرف في أملاكها وهو إنجاز غير مسبوق في وقته.