6 سنوات من الاندماج بين الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، والمجلة الفرنسية العريقة "فرانس فوتبول" لتقديم جائزة "الكرة الذهبية" التي يحصل عليها أفضل لاعب في العالم طوال العام، بناء علي استفتاء عدد من الصحفيين الرياضيين وقادة المنتخبات والمدربين بمختلف الجنسيات، لكن بدون مقدمات تم إعلان الانفصال بين الكيانين، ليعود الوضع إلي ما قبل 2010، عندما كان هناك جائزتين لاختيار أفضل لاعب، واحدة يقدمها "الفيفا"، والثانية من "فرانس فوتبول". يمتد تاريخ جائزة الكرة الذهبية إلي عام 1956 بعد أن أعلن مجلة "فرانس فوتبول" عن تنظيم حفل سنوي لاختيار أفضل لاعب في قارة أوروبا، وكانت مقصورة في البداية علي النجوم الأوروبيين فقط، لعام مع عام 1995 تغيرت القواعد ليصبح باب التنافس مفتوحا مع أي لاعبا محترف في القارة العجوز، ثم جاء عام 2007 لتصبح جائزة عالمية متاحة لأي لاعب محترف في أي مسابقة حول العالم. لكن الجائزة مع عام 2010 أخذت شكلا جديدا بعدما حدث اندماج بين "الفيفا" و"فرانس فوتبول"، ليصبح اسمها "كرة الفيفا الذهبية"، وبعد 6 سنوات لم يحدث اتفاق علي استمرار الاندماج ليعود الوضع القديم من جديد. ثورة إينفانتينو يمكن القول إن قرار الانفصال بين "الفيفا" و"فرانس فوتبول" كان خارج توقعات وسائل الإعلام، التي كانت تهتم في المقام الأول حول توقع الفائز بكرة عام 2016، والسؤال المعتاد "ميسي أم رونالدو؟"، خاصة أنهما من احتكار نيل الكرة منذ عام 2010 حتي نسخة 2015. بالبحث عن أسباب الانفصال الذي هز العالم، نجد أن صحيفة "الموندو ديبورتيفو" الكتالونية نشرت تقريرا تؤكد فيه أن هذا القرار جاء بأوامر من الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" السويسري جياني إنفانتينو الذي تولي المنصب قبل أشهر قليلة بعد انتخابات خلفا للمعزول جوزيف بلاتر. لم يوافق جياني إنفانتينو علي استمرار التعاقد مع المجلة الفرنسية الذي ينص علي دفع مبلغ سنوي إلي "فرانس فوتبول" قيمته 16 مليون يورو مقابل استغلال حقوق الكرة الذهبية لصالح الفيفا، وهو يؤمن أن هذا إهدار للأموال بشكل غير مقبول، خاصة أن الاتحاد قادر علي تسويق جائزة جديدة مستقلة بعيدا عن اندماجات مع كيانات أخري. من خطط إنفانتينو السريعة أن يبدأ جائزة جديدة ذات قيمة أكبر وبحفل خاص سيقام في العاصمة البريطانية لندن بدلاً من السويسرية زيورخ ابتداءاً من العام 2017، لكن سرعة اتخاذ القرار حرم الإعلام من معرفة تفاصيل إذ يستخدم اسم جديد أو القديم للجائزة والتي كانت تسمي بجائزة (أفضل لاعب في العالم). رأي مخالف هناك رواية أخري تتحدث عن أسباب الانفصال بين "الفيفا" و"فرانس فوتبول"، يقولها في مقالته رئيس رابطة تحرير صحيفة "آس" الإسبانية ألفريدو ريلانيو. كتب ألفريدو ريلانيو في مقاله إن زواج "الفيفا" من "فرانس فوتبول" كان باطلا، مؤكدا أن الطلاق يمكن اعتباره تم استجابة أو بناء علي رغبة أهل باريس الذين رأوا أن الفيفا لم يضعهم في مكانتهم الصحيحة. وقال:" أتذكر أنني عندما كنت أمشي في باريسالمدينة التي خرجت منها جائزة الكرة الذهبية، لاحظت أن أهلها ليسوا راضين عن هذا الزواج، كان لديهم انطباعا بأنهم تخلوا عن شيء تقليدي كان لديهم". وأضاف:" الكرة الذهبية تعود مرة أخري إلي وضعيتها القديمة، وهو أن يتم الاعتماد في اختياراتها علي تصويت الصحفيين فقط. ومن يعلم، يمكن أن يكون هذا الطلاق جيدا إلي الطرفين". وتابع:" الجائزتان عاشا معا يتنافسان لمدة 19 عام، غير أن "الفيفا" رأي أن هذا التنافس لن يعود بالنفع بالنسبة له، وبدت أن الازدواجية من وجهة نظره غير ضرورية، لذلك قرر الفيفا تطبيق فكرة أنه إذا لم تتمكن من الانتصار علي عدوك، فإنه يجب أن تنضم له، وهذا هو ما حدث في العام 2010". القواعد الجديدة لا يوجد أي معلومات خاصة بالجائزة التي ستكون خاصة بالفيفا، لكن بالنسبة للكرة الذهبية التي عادت لتسطير "فرانس فوتبول" عليها، فإن إدارة المجلة أعلنت القواعد الجديدة لاختيار الفائز بشكل رسمي، وهي أن التصويت سيقتصر علي الصحفيين التابعين للمجلة حول العالم فقط، أي أنه لن يشارك قادة المنتخبات الوطنية والمدربين في هذا الأمر مثلما كان يحدث في السنوات الأخيرة عندما كانت الجائزة تحت سيطرة "الفيفا". وبالنسبة للقاعدة الثانية، فهي نشر قائمة تضمت30 لاعبا مرشح للجائزة، سيصوت عليها الصحفيين لاختيار الفائز وليس 23 لاعب كما كان يحدث في النسخ الماضية في عهد "الفيفا". ولن يكون هناك مرحلة ثانية من التصويت، التي كانت عبارة عن إعلان 3 لاعبين فقط ليتم التصويت عليهم من جديد، لكن سيكون إعلان الفائز مباشرة بعد انتهاء التصويت علي القائمة التي تضم 30 لاعبا. وسوف تنشر "فرانس فوتبول" اسم الفائز وترتيب لباقي اللاعبين في القائمة، بحسب التصويت قبل نهاية 2016 وليس في مطلع العام 2017. الخاسر الأكبر في أي طلاق يكون هناك خاسر أكبر، مع حالة "الكرة الذهبية" اختلفت الآراء حول الطرف الأكثر خسارة من إنهاء الاندماج بين "الفيفا" و"فرانس فوتبول" في إعلان جائزة أفضل لاعب في العالم. هناك من يقول إن نجوم العالم يعشقون الكرة الذهبية البراقة ويحلمون بالحصول عليها، لذا قد تكون جائزة "الفيفا" الجديدة غير معروفة الشكل ولا اسم أقل بريقا من "الكرة الذهبية" التي عادت "فرانس فوتبول" للسيطرة عليها. وفي الجهة الأخري هناك آراء تؤكد أن "فرانس فوتبول" بكرتها الذهبية ستكون الخاسرة، لأن الجائزة نالت شهرة عالمية أكبر بسبب قدرة "الفيفا" الكبيرة علي توفير تغطية عالمية وبث تلفزيوني مباشر لجميع أنحاء العالم وسط احتفالية ضخمة، لكن الآن الجائزة قد تشهد تراجع إعلامي كبير، وبالتالي سوف تقل أهميتها بشكل واضح. ميسي رونالدو هما من احتكارا الكرة الذهبية في السنوات الستة الأخيرة، فالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي فاز بها 4 مرات، مقابل حصول النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عليها مرتين. في الأغلب لن يكون هناك اختلاف حول النجم الفائز بالجائزتين كأفضل لاعب في العالم لعام 2016، وهو البرتغالي كريستيانو رونالدو بعدما فاز بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد الإسباني، وبطولة أمم أوروبا مع منتخب بلاده للمرة الأولي في التاريخ، ليتفوق بذلك علي كافة النجوم الآخرين. لكن في نسخة الكرة الذهبية 2017، وجائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم 2017، قد نجد فائزين مختلفين مثلما كان يحدث قديما، وقد نجد لاعبين آخرين يفوزون بالكرة الذهبية تحديدا، بعد 6 سنوات من الاحتكار بين ميسي رونالدو. هناك لاعبون ينتظرون فرصة الفوز بالكرة الذهبية، مثل الفرنسي أنطوان جريزمان ومواطنه بول بوجبا، والبرازيلي نيمار دا سيلفا، والويلزي جاريث بيل، والأوروجوياني لويس سواريز، جميع تلك الأسماء دائما كانت تأتي لاحقا بعد ميسي ورونالدو، والآن سوف يتغير الوضع في السنوات المقبلة.