وكأن لم يحدث شيء.. وكأن تكرارالخطأ مجرد مصادفة عابرة..وكأن كل شيء علي مايرام داخل ماسبيرو.. ليخرج علينا البعض (داخل ماسبيرو وخارجها) بأن ثمة حملة إعلامية مقصودة ضد ماسبيرو، لخدمة الفضائيات الخاصة وأصحابها من رجال الأعمال، أو علي الأقل تصب في صالحهم!!..والحقيقة أن القنوات الخاصة تمارس مصالحها وحساباتها وأجنداتها من دون ماسبيرو وما يحدث داخله..كما أن الحديث عن أخطاء ماسبيرو، هو حديث مقصود بالفعل، وهو حديث متكرر بتكرارالإهمال والتسيب والفساد المتراكم منذ سنوات.. وهو لا يعني سوي الرغبة في تصحيح المسار، وتصويب الخطي، والعمل بالفعل علي استعادة الإعلام المصري لدوره ومكانته..بالتأكيد الخطأ في إعادة حوارالرئيس كان القشة التي نبهت الدولة لضرورة التدخل في ذلك الإنهيار، ليس فقط بالتحقيق في الواقعة، أو البحث عما وراء الخطأ.. وليس فقط في إقالة القيادات أو تغيرهم.. لكن في ضرورة مراجعة المنظومة بأكملها.. آن الأوان أن تهتم الدولة بإعلامها بصورة جادة وفاعلة.. لا أقصد التدخل وفرض الوصاية والهيمنة، ولكن دعم السياسات والتنظيم والإدارة ومراجعة اللوائح والقوانين.. أين ميثاق الشرف الإعلامي الذي نتحدث عنه منذ سنوات؟ أين قانون الإعلام الموحد؟... ماسبيرو بحاجة فعلية إلي استراتيجية إعلامية واضحة.. بحاجة إلي إعادة هيكلة وحسم وصرامة (42الف موظف بالتليفزيون) معظمهم يعملون في قنوات خاصة خارج ماسبيرو، لا يأتون إلي مبني التليفزيون الا مصادفة.. لابد من تطهير جذري، ومنهجية للعمل وصرامة في إتخاذ القرار.