من الظلم تحميل شباب صغير ضائع وحدهم، مسئولية جرائم الهجرة غير الشرعية، التي تتواصل فيما يبدو منذ سنوات، وسوف تستمر، اذا لم يتم علاج الاسباب. » ظروفنا صعبة،مش لاقيين شغل، ومش عارفين نعيش».عبارات تكررت علي ألسنة العديد من الناجين المصريين. وزاد البعض قائلا: لم املك مالا لدفعه للمهرب، فعرض توقيع اوراق بدفع 100 الف جنيه من حصيلة عملي بعد الوصول إلي ايطاليا، ووافقت طبعا، وانا اعرف انني يمكن ان اموت في عرض البحر. وكشف آخر أن قوارب صغيرة نقلتهم إلي المركب، وتحرك لمدة 8 ساعات بمحازاة الموانئ المصرية، لنجد من يأمرنا بالانتقال لمركب آخر يحمل مهاجرين اجانب، ليجاوز العدد 400 شخص، وماهي الا دقائق حتي غرق مركب رشيد. كل هذا يؤكد ان الجناة كثر.بدءا من تردي الوضع الاقتصادي. وبالقطع لايمكن ان يكون ذلك دافعا اجباريا للانتحار. يأتي دور المهربين القتلة الذين لايتورعون عن فعل اي شيء، لكسب المال، سواء الاتجار في المخدرات او الاسلحة او حتي البشر. ثم تقاعس المسئولين في مناطق التهريب، عن كشف المهربين، المعروفين بالاسم في اوساط الصيادين. فلايمكن ان يتقبل عاقل، انتظار مركب علي مقربة من الساحل لمدة 5 ايام لتحميل المهاجرين غير الشرعيين، دون ان يكتشف احد، ابعاد الجريمة لمنعها قبل ان تتحول إلي كارثة مفجعة. لن تتوقف جرائم الهجرة غير الشرعية، الا اذا تم محاسبة كل مسئول مقصر في اداء عمله، وتغليظ العقوبات ضد المهربين لتصل إلي الاعدام، مع اتخاذ قرار ثوري بصرف اعانة بطالة للعاطلين، لحين توفير فرص عمل لهم.