سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السيسي في حوار ل »بي بي إس« الأمريكية : زعزعة الاستقرار في مصر تهديد حقيقي للمنطقة وأوروبا والعالم انتشار السلاح مع معتنقي الفكر المتطرف أدي إلي تدمير دول نواجه حرباً شرسة ضد الإرهاب منذ أكثر من 3 سنوات حرمت اقتصادنا من موارد كبيرة
هناك فصيل يحاول فرض قواعده علي الدولة والشعب المصري ويلجأ للعنف أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تتطور بشكل كبير علي الرغم مما تواجهه من تحديات، مشيرا إلي أنه تم تحقيق الكثير في العديد من المجالات خلال السنوات الأخيرة، وقال الرئيس السيسي ان مصر لديها الآن دستور لا يسمح ببقاء الرئيس بعد انتهاء فترة ولايته ولو ليوم واحد. وأعرب الرئيس في حواره مع تشارلي روز بمحطة »بي بي إس» الأمريكية عن أمله في أن تستعيد مصر مكانتها الصحيحة وتحقق التنمية والرخاء لجميع المصريين، موضحا أن مصر بلد كبير يبلغ تعداد سكانه 90 مليونا يرغبون في أن يعيشوا في أمن وسلام. وأكد السيسي علي التزام مصر بالقانون والتعامل مع جميع القضايا في إطار قانوني. وأضاف الرئيس: »يجب تحقيق التوازن بين الأمن والاستقرار، خاصة في منطقة تعج بالاضطرابات والأمور الأخري، مشيرا الي ما شهدته الولاياتالمتحدة خلال اليومين الماضيين وتأثير ذلك علي استقرار وأمن المجتمع الأمريكي، وأوضح الرئيس أنه بغض النظر عن مرتكبي الهجمات التي وقعت في الولاياتالمتحدة، كان هناك تأثير سلبي لهذه الهجمات، وكذلك تبعات تحملتها قوات الأمن المسئولة عن حماية أمن المواطنين، كما يحدث في أي مكان آخر في العالم. وشدد السيسي علي أن الارهاب يمثل أخطر تهديد لا يواجه مصر فقط، بل المنطقة والعالم بأسره، مؤكدا علي ضرورة تبني استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب، لا تعتمد فقط علي الجانب الأمني، ولكن تشمل مختلف النواحي بما في ذلك الأمن والاقتصاد والثقافة والعلوم وتصحيح الخطاب الديني. وأشار الرئيس الي تحسن الوضع في سيناء بصورة كبيرة مقارنة بما كان عليه في السابق، موضحا أن الهجمات الارهابية لا تتعدي حاليا نسبة 1٪ أو 2٪ مما كانت عليه. وقال الرئيس السيسي: »إن الشعب المصري أراد التغيير في 25 يناير 2011، بينما قرر في 30 يونيو 2013 تصحيح إرادته، مشيرا إلي أن مصر لديها الآن دستور لا يسمح ببقاء الرئيس بعد انتهاء فترة ولايته ولو ليوم واحد». وأضاف: »أنه سيتم إجراء انتخابات رئاسية بحلول منتصف عام 2018، حيث سيتم انتخاب رئيس جديد أو يعاد انتخابه وفقا لإرادة الشعب، وهو ما وصفه بأنه تغيير كبير في الساحة السياسية في مصر». وحول محاولات البعض استغلال الإسلام، قال الرئيس السيسي: »هناك سياق ديني معين يعتنقه البعض يسعي إلي تجنيد عناصر تقوم بارتكاب أعمال عنف وإرهاب وقتل، مشيرا إلي أن انتشار السلاح مع هؤلاء الذين يعتنقون هذا الفكر أدي إلي تدمير دول، وهو ما تعاني منه المنطقة في دول مثل (سوريا وليبيا والصومال وأفغانستان)، مؤكدا أن هناك حاجة لتكاتف جميع الجهود لمواجهة فكرة التطرف بصفة عامة وليست جماعة بعينها». ورداً علي سؤال حول الجهود التي يبذلها التحالف الدولي لمواجهة الاٍرهاب، قال الرئيس السيسي: »هناك حاجة لجهود مشتركة وإرادة قوية من جانب الجميع، وتخصيص الموارد اللازمة للتصدي للإرهاب بصورة حاسمة». وشدد علي أن مصر تعتبر عنصرا حاسما في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط، مؤكدا أن زعزعة الاستقرار في مصر سيعني تهديدا حقيقيا للمنطقة وأوروبا والعالم بأسره. ورداً علي سؤال حول وضع الاقتصاد المصري، قال الرئيس السيسي: »إن الإرهاب حرم مصر من موارد كبيرة كانت تساهم في دعم الاقتصاد، موضحا أن العناصر الإرهابية تحاول زعزعة الاستقرار بهدف إضعاف الاقتصاد، وهو في النهاية يؤثر علي المواطن وعلي استقرار البلاد». وأضاف: »أن مصر تواجه حربا شرسة ضد الاٍرهاب لأكثر من ثلاث سنوات وتعمل علي توفير الأمن علي طول حدودها مع ليبيا، والتي تصل إلي أكثر من ألف كيلومتر، وكذلك علي طول حدودها الجنوبية، وهو ما يحتاج إلي بذل جهود ضخمة وإلي موارد كبيرة». وحول أهمية البرنامج التمويلي الذي سيقدمه صندوق النقد الدولي لمصر، قال الرئيس السيسي: »إنه سيعطي مصداقية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تتبناه الحكومة». وحول مشكلة البطالة، أشار الرئيس السيسي إلي أن نسبة الزيادة السكانية في مصر تصل إلي 2.5% سنويا أي ما يصل إلي 2.6 مليون نسمة سنويا، في حين يدخل أكثر من 600 ألف شاب إلي سوق العمل كل عام، وهو ما يعني ضرورة توفير وظائف عمل، موضحا أن الجهود الرامية للتغلب علي البطالة في مصر بصورة كاملة ستستغرق وقتا. وشدد الرئيس السيسي علي حرص الحكومة المصرية علي زيادة النمو الاقتصادي، وحل مشكلة النقد الأجنبي بحلول نهاية العام الحالي. ووصف السيسي العلاقات المصرية - الأمريكية بأنها علاقات استراتيجية تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، مؤكدا أن جوهر العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة لا يقوم علي أساس المساعدات فقط وإنما علي علاقات استراتيجية قوية، مشيرا إلي أن السنوات الخمس الماضية كانت بمثابة اختبار لاستمرارية هذه العلاقات. وحول قضية حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية، قال الرئيس: »إن الإعلام لا يقدم الحقائق بشكل دقيق كما أنه لا يعكس الواقع في مصر، مشيرا إلي ان وسائل الإعلام والصحافة تقول ما تشاء حيث لا توجد قيود ولا يوجد ديكتاتور في مصر، لافتا إلي أن ما تحاول الحكومة فعله هو تحقيق الأمن والاستقرار، بينما يوجد فصيل يحاول فرض قواعده ويلجأ الي العنف ضد الدولة والشعب المصري». وشدد علي أنه يتم التعامل مع جميع المسائل في مصر في إطار قانوني، موضحا أن البرلمان يناقش حاليا مشروع قانون لتنظيم عمل المنظمات غير الحكومية، منوها بأن 40 ألف منظمة غير حكومية تعمل في مصر وتوفر خدمات قيمة للمجتمع المصري تساهم في تحقيق التنمية. وأضاف الرئيس السيسي: »أن هناك سوء فهم فيما يتعلق بهذه القضية لإعطاء انطباع سلبي عن مصر.. بينما الأصدقاء دائما يتفهمون بعضهم البعض خاصة في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة مثل هذه الاضطرابات وتوجد جماعات متطرفة وعوامل تعمل علي زعزعة الاستقرار». وأكد أنه ينبغي التعامل مع هذه القضايا بحساسية شديدة، مشددا علي حرصه علي الالتزام بحقوق الإنسان لأنه في النهاية يسعي إلي الحفاظ علي المواطنين وعدم تعرضهم لظلم أو انتهاك حقوقهم، مشيرا إلي أن هناك أمورا حدثت قبل توليه السلطة حاول تسويتها عبر إصدار عفو رئاسي كما حدث في حالة الصحفيين الكندي والإسترالي، منوها بأنه لا يتردد في تصحيح أي تجاوزات وفقا للقانون ومحاسبة المسئولين، حيث إن ذلك في صالحه وصالح البلاد والعدالة والحريات. كما نوه الرئيس السيسي بأنه تم تسليم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، خلال اجتماع لهما، قائمة بأسماء المفرج عنهم سواء جنائيا أو بعفو رئاسي لإبلاغ الإدارة الأمريكية بحرص مصر علي بذل جميع الجهود في هذا الصدد، إلا أنه لا توجد تغطية إعلامية لمثل هذه الجهود. وبدعوة الرئيس السيسي لتوجيه كلمة لنظيره الأمريكي باراك أوباما، أكد الرئيس السيسي أن مصر حريصة علي العلاقات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة، منوها بأن هناك تغييرا كبيرا حدث في مصر، وأنه ليس هناك عودة للحكم الاستبدادي. وشدد السيسي، في الحوار مع شبكة »بي.بي.إس» الأمريكية، علي أنه لا يوجد تمييز ديني في مصر، مؤكدا أن جميع المصريين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، حيث لا يتم تعريف أحد في مصر علي أساس ديانته، مشيرا إلي القانون الموحد لبناء دور العبادة، الذي أقره البرلمان، وهو القانون الذي ظل معطلا لأكثر من 150 عاما. وقال الرئيس: »إن ما حدث ضد الأقباط كان من جانب الفصيل المتطرف المسئول عن تدمير الكنائس قبل 30 يونيو 2013، ولكن بعد 30 يونيو بدأ اصلاح جميع الكنائس، وهو ما ينتهي بحلول نهاية العام الحالي، لافتا إلي أن هناك حاجة لزيادة الوعي المجتمعي بالمساواة بين جميع المصريين وعدم تمييز أحد واحترام الآخر». وحول الجهود الرامية لتحقيق حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل، قال الرئيس السيسي »إنه دائما يخاطب ليس فقط رئيس الوزراء الإسرائيلي ولكن الرأي العام في إسرائيل أيضا، لأن السلام يستطيع أن يغير وجه المنطقة، مؤكدا أن إقامة دولة فلسطينية جنبا إلي جنب مع إسرائيل يمكن أن يسمح للمنطقة بأن تتمتع بالأمن والاستقرار». وأضاف: »أن هناك فرقا كبيرا بين إقناع المواطنين بأهمية السلام وفرض حل من خلال ممارسة ضغوط، الأمر الذي لن يكون فاعلا مثل خلق قناعة بضرورة تحقيق السلام، مشيرا إلي أنه لا يجب إغفال أن القضية الفلسطينية كانت أحد الأسباب الأساسية لظهور الإرهاب، موضحا أنه إذا تم ايجاد سبيل لتحقيق تسوية للقضية الفلسطينية، سيكون هذا بمثابة وسيلة يمكن أن تضمن الاستقرار وانفتاح العلاقات بين إسرائيل والدول العربية». ورداً علي السؤال عما إذا كان قد حدث تحسن في العلاقات المصرية - التركية، قال الرئيس السيسي: »حتي الآن لم يحدث.. مؤكدا أن المنطقة تشهد ما يكفي من صراعات، وتحاول مصر إعطاء الوقت والفرصة للآخرين لتفهم ظروف المنطقة والظروف الجارية في مصر». وحول علاقات مصر وروسيا، قال الرئيس السيسي: »إن مصر طرحت مناقصة لبناء محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة النووية وتقدمت العديد من الدول بعروض وكان العرض الروسي هو الأفضل».