حينما وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي مقر الأممالمتحدةبنيويورك كانت قيادات عالمية في انتظاره واعدت نفسها للقاءه. وكان لافتا للنظر ان يكون المرشح الجمهوري ترامب من أوائل من التمسوا لقاء الرئيس المصري ولاننسي ان ترامب كان من المتحمسين لقدرات مصر ونظامها علي مكافحة الإرهاب. وكان غريبا ان تطلب مدام كلينتون ايضا لقاء السيسي رغم ماضي دعمها وتعاونها مع جماعة الإخوان في البداية. ولكن نظرا للتقدير والاحترام الذي تكنه الولاياتالمتحده للرئيس السيسي ونجاحه في ضرب طموح ارهاب داعش فقد اختارت مدام كلينتون ان تلتقي مع الرئيس السيسي لتستفيد من شعبيته. وكان الإعلام الأمريكي ايضا متحمسا لطلب لقاءات إعلامية وكان علي رأسها الإعلامي الشهير شارلي روز وكذلك الصحيفة المتميزة واشنطن بوست الأمريكية وكان من بين القيادات العالمية التي التقت بالرئيس المصري رئيسه وزراء بريطانيا تيريزا ماي وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وبجانب هذه الشخصيات هناك لقاءات مع مؤسسات تجارية وصناعيه مثل غرفة التجارة الأمريكية، ومجلس الأعمال الدولي وكذلك رئيس أهم الشركات الأمريكيه جنرال إليكتريك. والمعروف ان هناك شخصيات مؤثرة في المجتمع للعمل علي الدفع بعلاقات البلدين الاستراتيجية إلي الأمام. ولاشك ان علي رأس الاجتماعات التي سيحضرها قمة مجلس الأمن حول الموقف في الشرق الأوسط وسوريا. ورأس الرئيس السيسي قمة مجلس السلم والأمن الإفريقي وناقشت تطور الأوضاع في جنوب السودان. وكان من المهم مكانة تولي الرئيس رئاسة لجنة الرؤساء الأفارقة المعني بتغيرالمناخ وسيناقش نتائج مؤتمر المناخ الذي عقد اخيرا في باريس. وعودة إلي دور مصر في مكافحه التطرف والإرهاب وأن نشير إلي تصريحات السفير ابو العطا مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة الذي اكد علي التعاون الوثيق بين مصر والإمارات وكذلك مع الأردن والبحرين. ولكنه عبرعن اسفه ان التعاون مع الدول الغربية في مجال مكافحة الإرهاب لا يشعرنا بوجود تفهم كبير لخطورة الأوضاع. وأكد السفير ابو العطا ان مصر ستتبني امام الأممالمتحدة خطابا يدافع عن تجديد الخطاب الديني وأنه يحتمل مشاركة شيخ الأزهر في منتدي نيويورك الدولي للتأكيد علي وسطية الإسلام كما أشار مندوب مصر الدائم في الأممالمتحده إلي مكان وموقع مصر المركزي في الشرق الأوسط وأن تصبح مصر الممر الرئيسي لكل قضية في الشرق الأوسط. وكان من الطبيعي اثناء تواجد الرئيس بالأممالمتحدة أن يلتقي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وأنه بجانب تبادل الرأي حول سبل مواجهة التطرف والإرهاب ان يتناقش الطرفان ايضا حول التعاون المالي والاقتصادي بين البلدين. وكانت مفاجأة للأوساط الديبلوماسية في نيويورك ان يعلن عن طلب الأمير تميم لقاء الرئيس السيسي وكان واضحا وصريحا في رد مصر انها لا تود » الشو الإعلامي» في اللقاء ورفض تدخل الدوحة في الشئون الداخلية لمصر. ومن المفيد ان نسجل اهتماما كبيرا للقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع الرئيس الفرنسي» فرانسوا أولاند» التي تؤكد علي العلاقة الوثيقة التي تربطهما منذ اللقاء الأول في الرياض ثم في مصر. وطلب ايضاً الرئيس التركي اردوغان لقاء الرئيس المصري، ولا شك ان الملاحظين السياسيين في نيويورك الذين تابعوا منذ سنوات مناورات الدوحة وتركيا بسبب انحيازهما لجماعة الإخوان المسلمين واختيارات لسياسة عدائية تجاه مصر، قد أدهشهم إصرار تميم وأردوغان علي لقاء الرئيس السيسي.ويحتمل ان هذا الاصرار يعني انهم يريدون اختيار »الحصان الكاسب » في شخص الرئيس المصري. حينما نجول اذن حول نجاحات الرئيس المصري داخل طرقات الأممالمتحده ومنبرها لا نستطيع إلا ان نقول ان مصر ورئيسها اختارا الطريق المستقيم لسياسة متوازنة نحو التجميع.