كان منزلا عاديا كغيره من منازل منطقة باكوس حتي عندما انطلقت صرخة الطفل الوليد في 15 يناير 1918 لم يكن هناك ما ينبئ بان الحدث استثنائي. مجرد طفل جديد انضم الي عالم البشر وعاش المحيطون به فرحة ميلاده مثلما يحدث كل يوم مع الملايين علي سطح الكوكب. لكن بعد عقود بدأ المنزل يكتسب مكانة خاصة في قلوب الكثيرين، فالطفل لم يكن سوي الزعيم جمال عبدالناصر.. المنزل الذي يقع شرق الاسكندرية مر بحالات عديدة ومنذ سنوات ظل محبو التراث يطالبون بترميمه وتحويله الي متحف، لكن المطلب لم يكن سهلا علي ما يبدو وهو ما ادي الي تعثر المقترح عدة مرات حتي تحقق الحلم وافتتح حلمي النمنم وزير الثقافة امس المكان بعد تحويله الي مركز ثقافي يخدم ابناء المنطقة بتكلفة مليون و350 الف جنيه بتمويل من صندوق التنمية الثقافية ليحمل اسم »مكتبة والد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر». تبلغ مساحة المنزل 160 مترا وينقسم إلي 5 غرف وبعد التطوير اصبح يضم مكتبة سمعبصرية للأعمال التي تناولت حياة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وتم استغلال الارض التي يقع عليها المبني ومساحتها 380 مترا كمسرح مكشوف يسع سبعين فرداً. زودت المكتبة ب 1636 كتابا، تتناول تاريخ مصر عبر العصور، وكفاح الشعب المصري منذ فجر التاريخ ومرورًا بعصور مصر القديمة، والتاريخ الوسيط، وصولا إلي تاريخ مصر الحديث، ثم عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وانتهاءً بالعصر الحالي وثورتي 25 يناير و30 يونيو. كما تم تزويد القاعة السمعبصرية بالمكتبة بالوسائط المتعددة والأفلام التسجيلية المتميزة عن الحقبة الناصرية علي أقراص مضغوطة. . ويؤكد عوف همام، رئيس جمعية فناني ومبدعي الإسكندرية، أن هذه الخطوة جيدة جدا فمن المهم أن يتم إعادة صياغة هذا المكان التاريخي لخدمة أهالي المنطقة. وأوضح ل »الأخبار» أنه سعي كثيرا منذ قرابة العشر سنوات لتحويل المبني الذي شهد مولد الرئيس الراحل الي متحف ولكن العقبات حالت دون ذلك وغير أنه في النهاية تم ترميمه وإعادته للحياة مرة أخري. واشاد رئيس جمعية فناني ومبدعي الإسكندرية بدور وزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافية في الحفاظ علي هذا المبني الذي يمثل أهمية كبري في تاريخ مصر .. كما تمني أن يتم الاهتمام أيضا بمنطقة كوم الدكة التي شهدت ميلاد فنان الشعب سيد درويش .