اكتمل وصول معظم الزعماء المشاركين في قمة العشرين التي تنطلق اعمالها اليوم في مدينة هانغجو بالصين حيث وصل الرئيس الامريكي باراك أوباما للمشاركة في القمة التي تعد المحفل الدولي المسئول عن تنسيق السياسات الاقتصادية العالمية الذي يضم في عضويته 20 من الاقتصادات الكبري في العالم. وتعقد القمة الحادية عشرة لمجموعة العشرين تحت عنوان »نحو بناء اقتصاد عالمي إبداعي ونشط ومترابط وشامل» ويتضمن جدول اعمالها العديد من القضايا المهمة من ضمنها رسم مسارات جديدة للنمو والحوكمة العالمية الاقتصادية والمالية الفعالة ودعم التجارة والاستثمار الدوليين وتحقيق التنمية العالمية الشاملة والمتوازنة. وتمتد أعمال القمة ليومين حيث تنقسم إلي الجلسة الافتتاحية وخمس جلسات نقاشية وجلسة الختام، ويشارك في تلك الفعاليات قادة دول المجموعة العشرين وثمانية ضيوف شرف للقمة أغلبهم من زعماء الدول النامية ورؤساء سبع منظمات دولية. ووصل الرئيس أوباما أمس إلي هانغجو لحضور القمة والتقي مع نظيره الصيني شي جين بينج وقال إنه يريد عقد محادثات صريحة بشأن القضايا الشائكة مثل أمن شبكات الإنترنت وحقوق الإنسان والحقوق الملاحية. وأبلغ أوباما الرئيس الصيني في بداية اجتماعهما »أعرف أننا ستكون لنا في مرة أخري محادثات صريحة حول بعض تلك الخلافات مثل حقوق الإنسان وأمن الإنترنت وحقوق الملاحة البحرية.» ومن جهته أكد الرئيس الصيني شي جين بينج، أن بلاده مستعدة للعمل مع الولاياتالمتحدة لضمان الحفاظ علي المسار السليم لعلاقاتهما. وقمة مجموعة العشرين هي أهم حدث تستضيفه الصين هذا العام وتجئ في وقت تسعي فيه لترسيخ موقفها علي الساحة العالمية وتجنب أي انقسامات بشأن قائمة طويلة من مسببات التوتر مع واشنطن. وعقب اللقاء قال البيت الأبيض إن أوباما أجري مناقشات »صريحة» مع الرئيس شي جين بينج حول القضايا الشائكة في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم. وأكد أوباما لشي أن علي الصين الالتزام بحكم التحكيم الذي صدر مؤخرا ضد مطالبها للسيادة في بحر الصين الجنوبي وأن تتقيد باتفاق ثنائي بشأن مسائل القرصنة والأمن الإلكتروني وأن تحترم حقوق الإنسان بما في ذلك الحرية الدينية. صدقت الصينوالولاياتالمتحدة أكبر بلدين ملوثين في العالم علي اتفاقية باريس للمناخ خلال لقاء الرئيسين شي جينبينج وباراك اوباما علي هامش قمة مجموعة العشرين في هانغجو شرق الصين وسلم الرئيسان الصيني والامريكي معا الي السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون وثائق التصديق علي الاتفاقية التي وقع عليها نحو 180 بلدا خلال مؤتمر باريس للمناخ في نهاية 2015 وتهدف الي احتواء التغير المناخي. وقال اوباما: ان هذه الاتفاقية يمكن ان تنظر اليها الاجيال المقبلة باعتبارها »اللحظة التي قررنا فيها اخيرا انقاذ الكوكب لقد رسمت (الاتفاقية) ملامح هذا القرن». واضاف إنه سينظم حدثا رفيع المستوي في نيويورك يدعو خلاله زعماء الدول الي التصديق رسميا علي الاتفاقية ويعني هذا الإعلان أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ بحلول نهاية العام الجاري. كما وصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أمس إلي مدينة هانغجو، للمشاركة في قمة العشرين واجتمع بوتين، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين خلال لقائهما علي هامش قمة العشرين، كما وصل ايضا للمدينة رئيس وزراء كندا جاستن ترودو والامير محمد بن سلمان ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية . وتقام علي هامش القمة لقاءات ثنائية بين الزعماء المشاركين الذين يتضمنون بجانب الرئيسين الامريكي والروسي رؤساء مصر والأرجنتين والبرازيل وفرنسا واندونيسيا وكوريا الجنوبية والمكسيك وجنوب افريقيا وتركيا، علاوة علي رؤساء وزراء استرالياوكندا والهند وايطاليا واليابان والمملكة المتحدة والمستشارة الألمانية، اضافة إلي رؤساء المجلس الاوروبي والمفوضية الاوروبية وولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي ورؤساء تشاد وكازاخستان ولاوس والسنغال ورؤساء وزراء سنغافورة وإسبانيا وتايلاند، فضلاً عن الامين العام للامم المتحدة ورئيس البنك الدولي ومديري صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة العمل الدولية ورئيس مجلس الاستقرار المالي والأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ومن المتوقع أن يجدد قادة مجموعة العشرين تعهداتهم لاستخدام سياسات الضرائب والإنفاق لتنشيط الاقتصاد العالمي المتباطئ علي الرغم من أنه من غير المرجح أن تتبني القمة مبادرات جديدة لدفع النمو. كما يتوقع أن تشمل المحادثات فائض الطاقة الانتاجية في صناعة الصلب العالمية وهي نقطة حساسة بالنسبة للصين وهي أكبر منتج للمعدن في العالم إضافة إلي موضوعات تشمل العوائق أمام الاستثمار الأجنبي وخطر تخفيض قيمة العملة لحماية أسواق الصادرات. وبخلاف الموضوعات الاقتصادية قد تشهد القمة انقسامات بشأن نزاعات إقليمية في بحر الصين الجنوبي وقرار الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية نشر نظام دفاع صاروخي في كوريا الجنوبية لمواجهة تهديدات الصواريخ والتهديدات النووية من كوريا الشمالية.