عاشت مدينة باريس علي مدار يومين حالة من الكرب والحزن عكرت فرحة موسم حصاد البلح،نتيجة احتراق مايقرب من مساحة 10 أفدنة مزروعة لتأكل النيران مايقرب من 1000 نخلة نصفها مثمر،وبدأ الحريق محدودا كما حدث في مرات كثيرة سابقة،وحملته الرياح الشديدة إلي مواقع كثيرة لتحرق الشجر ويظل قلب النخيل متوهجا تتجدد به الحرائق. وكما يقول عادل عباس رئيس المدينة فقد شب الحريق علي عدة مراحل حيث بدأ الساعه الواحده ظهر الاحد الماضي بالمنطقه الشرقيه للمدينة،وتم السيطره عليه، الا انه عقب صلاة المغرب وبدون سابق انذار عادت النيران لتحرق المنطقة الجنوبيه الشرقيه من المدينة بسبب شدة الرياح حيث انتقلت الشرارات من موقع لموقع مما ادي إلي زيادة اعداد النخيل المحترق. المشهد ليس مجرد حريق وانتهي،فكما يؤكد مدير امن الوادي الجديد اللواء عصام بدير فإن الأسباب مازالت مجهولة وتقوم ادارة البحث الجنائي حاليا بتحليلها وأوضح أنه تم الدفع بعدد 10 سيارات مطافيء لاخماد الحريق الذي ظل مشتعلا حتي الساعات الاولي من صباح يوم امس الاثنين مؤكدا بان قوات الدفاع المدني والحريق كانت مهمتها هي منع امتداد السنة النيران لمناطق اخري ومحاصرتها وعدم وصولها إلي الكتله السكنيه لمدينة باريسومن جانبه اكد يوسف مرزوق نائب اول رئيس مدينة باريس بأن الحرائق لم تسفر عن خسائر في الارواح أو أي إصابات وان حنفيات الحريق التي تم انشاؤها مؤخرا تم استخدامها في اخماد الحريق الاول نظرا لاقترابه من موقع زراعات النخيل،أما الحريق الثاني فلم نتمكن من استخدامها نظرا لابتعاد موقعه لمسافة تصل إلي حوالي 10 كيلومترات خارج الكتله السكنيه،ورجح يوسف أن سبب الحريق قد يكون قيام أحد اصحاب مزارع النخيل قد قام بحرق مخلفات اشجار النخيل داخل حقله ولكنه لم يتأكد من اخماد النيران وتبريدها،وهو ما ادي إلي اشتعال النيران بسبب شدة الرياح وانتقال النيران من جزء إلي اخر في مساحة 10 افدنه،وأوضح أن النيران تجددت ثلاث مرات لاستمرار اشتعال قلوب النخيل لساعات طويلة،مما أدي إلي تجدد حدوث الحرائق بصفه خاصه بمزارع النخيل وهو ماجعل قوات الحمايه المدنيه تستمر لمدة يومين في اخماد الحريق وتبريد اشجار النخيل لضمان عدم تكراره، فيما أكد مدير عام الاسكان م احمد حسين بانه تم انشاء 46 حنفية اطفاء علي رؤوس المزارع للمساهمة في اخماد النيران التي تشتعل بالحقول باستثمارات تصل إلي نصف مليون جنيه وكان نصيب مدينة باريس 12 حنفية. محافظ الوادي الجديد اللواء محمود عشماوي اصدر قرارا بتشكيل لجنه لحصر الخسائر الزراعيه بمنطقة الحريق مناشدا الاهالي بضرورة قيامهم بنظافة حقولهم من مخلفات اشجار النخيل موضحا بانه سيتم تحويل المخالفين إلي النيابه العامه مؤكدا بان حرائق مزارع النخيل هي صداع مزمن ليس للمواطن ولكن للمسؤولين بالمحافظه بسبب الاهمال الشديد من قبل بعض المستهترين من اصحاب المزارع الذين يقومون باشعال النيران لنظافة حقولهم دون التاكد من اخمادها او السيطره عليها واضاف عشماوي بان مراكز النيل للاعلام وقناة طيبه الفضائيه والاذاعه المحليه تقوم بدورها في توعية المواطنين للاهتمام بنظافة مزارع النخيل ولكن يبقي الدور الاكبر علي اصحاب المزارع .ويؤكد احمد سلام احد اهالي مدينة باريس كلام المحافظ ويشير إلي أن الاهالي بمدينة باريس عاشوا لحظات الحزن نظرا لحدوث هذا الحريق الهائل ووصف ذلك بأنه سلوك شخصي يتحمله اصحاب المزارع الذين يفقدون مئات الافدنه سنويا بسبب حرائق النخيل والفاعل يكون دائما مجهولا.