يقول مثل صيني: »الفردوس في السماء وهانجتشو علي الأرض، والمعني أن بهاء مدينة هانجتشو الصينية يضاهي جمال الفردوس. سيحضر فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كضيف شرف تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج الدورة الحادية عشرة لقمة مجموعة العشرين التي تستضيفها هانجتشو يومي الرابع والخامس من سبتمبر 2016، حيث سيتبادل الآراء مع قادة مجموعة العشرين والمنظمات الدولية والإقليمية حول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري العالميين. يمر الاقتصاد العالمي بمرحلة من تباطؤ النمو في ظل الأزمة المالية العالمية الأخيرة. وعلي هذه الخلفية، تستضيف الصين القمة تحت عنوان »بناء اقتصاد عالمي إبداعي ونشيط ومترابط وشامل»، وستركز مفاهيم الصين وسياستها علي »الإبداع في أنماط النمو الاقتصادي وتحسين الإدارة الاقتصادية والمالية العالمية وتعزيز التجارة والاستثمار الدوليين وتقوية التنمية الشاملة والمترابطة»، وذلك من أجل بذل جهود مشتركة مع العالم في كتابة »وصفة فعالة» لإنعاش الاقتصاد العالمي، وإيجاد حلّ للمشاكل العامة التي تواجه جميع دول العالم عبر العمل الجماعي، وتجانب الأزمة المحتملة بل وحلها، وإضاءة طريق نمو الاقتصاد العالمي. إن مجموعة العشرين، باعتبارها آلية مهمة للحوار بين الدول المتقدمة والنامية والاقتصادات الناشئة، تلعب دورا هائلا في تعزيز التعاون وإدارة الاقتصاد العالمي. وتأمل الصين، كونها المضيفة للقمة وأكبر دولة نامية في العالم، في مواصلة تعزيز تمثيل الدول النامية ورفع صوتها في الإدارة الاقتصادية العالمية من خلال استضافة هذه القمة. الصين التي يحق لها كرئيسة للمجموعة هذا العام تسمية دولتين لتكونا ضيفي شرف، اختارت مصر كضيف شرف للقمة. وهذا يعكس خصوصية العلاقات الثنائية التي تعلق الصين أهمية كبيرة عليها. تُعتبر مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأول مرة في قمة مجموعة العشرين حدثا مهما، حيث ستكون مناسبة جيدة له لطرح وتوضيح برنامج مصر ومشروعها الاقتصادي ورؤية مصر حول الإدارة الاقتصادية العالمية أمام العالم. وفي الوقت نفسه، ستتيح القمة للعالم أجمع فرصة التعرف علي مصر اليوم وعزمها علي تنفيذ إجراءات دافعة للتنمية الاقتصادية، والإصلاح الاقتصادي الذي تعمل مصر عليه حاليا علي قدم وساق. وبالإضافة إلي مصر، دعت الصين أيضا كلا من رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) والاتحاد الأفريقي والشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا ومنظمات إقليمية أخري كممثلة للدول النامية لحضور القمة، مما يسجل رقما قياسيا في تاريخ قمة مجموعة العشرين من حيث عدد الدول النامية المشاركة في القمة. والجدير بالذكر أن هذه الزيارة ستكون الزيارة الثالثة للرئيس السيسي للصين، وستكون حدثا مهما للغاية بالنسبة إلي العلاقات الثنائية، مثل زيارة الدولة التي قام بها الرئيس شي جين بينج إلي مصر في يناير عام 2016، الذي يصادف الذكري السنوية الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية ومصر. وتشارك الصين ومصر في الإدارة الاقتصادية العالمية بمزاياهما الفريدة: فالصين محرك مهم لنمو الاقتصاد العالمي ومصر تتمتع بقدرات كبيرة للتنمية الاقتصادية. تعمل الصين دائما علي تعزيز نمو الاقتصاد العالمي عبر طرح الرؤية الصينية والحِكمة الصينية المتمثلة في استراتيجية »الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين» والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وبنك التنمية الجديدة وصندوق طريق الحرير، وكلها مبادرات لقيت قبولا ودعما من مصر، مما يقوي الشراكة بين الصين ومصر في الإدارة الاقتصادية العالمية. وسيناقش رئيسا البلدين علي هامش القمة كيفية تعزيز التعاون العملي بين البلدين في سبيل تحقيق مزيد من التكامل بين استراتيجيات التنمية لهما ويتبادلان وجهات النظر حول تحفيز النمو المستدام للاقتصاد العالمي، الأمر الذي سيوطّد بلا شك أساسا لتطوّر علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر علي المدي الطويل ويساهم مساهمة مبتكرة في إنشاء وتحسين نظام أكثر تمثيلا للإدارة الاقتصادية العالمية. يعلق المجتمع الدولي آمالا كثيرة علي قمة هانجتشو لمجموعة العشرين لإنعاش الاقتصاد العالمي. وتحدونا الثقة بأن قمة هانجتشو لمجموعة العشرين ستخرج بنتائج مُرضية بفضل الجهود المتضافرة للأطراف المشاركة فيها. نتطلع إلي حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ومشاركة مصر في قمة هانجتشو لمجموعة العشرين. مرحبا بمصر في قمة هانجتشو لمجموعة العشرين.