كل يوم نسمع خبراعن خروج قطار عن القضبان وتوقف حركة السكة الحديد أو حادث علي أحد المزلقانات.. أو غيرها من حوادث القطارات.. وقبل أن تقع الكارثة ونسمع عن إقالة مسئول أو وعود بالتطوير والإصلاح،يجب أن ننتبه وأن تكون لنا وقفة جادة وحاسمة.. فأمس خرج قطار عن قضبان السكة الحديد بقنا وتوقفت الحركة لمدة 5 ساعات متواصلة، لتعود بعد الاستعانة ب»ونش» كبير من ورش هيئة السكة الحديد بالأقصر لرفع الجرار المتعطل علي جانب القضبان وأعلنت الهيئة أن خللا في عجلات القطار وراء خروجه عن القضبان.. وهو ليس الحادث الأول ولن يكون الأخير فمصر منذ سنوات تشهد أسوأ حوادث القطارات.. وكان الحادث الأسوأ في 2002 حادث قطار العياط، الذي راح ضحيته أكثر من ثلاثمائة وخمسين مسافرا بعد أن تابع القطار سيره لمسافة 9 كيلومترات والنيران مشتعلة فيه؛ والمسافرون يقفزون من النوافذ، واختلف المحللون في عدد الضحايا فذكرت بعض المصادر أنه يتجاوز 1000 قتيل ولم يصدر بيان رسمي بالعدد النهائي. في أغسطس 2006 اصطدم قطاران أحدهما قادم من المنصورة متجها إلي القاهرة والآخر قادم من بنها علي نفس الاتجاه، فتصادم القطاران، واختلفت الإحصاءات عن عدد القتلي الذين يقال أنهم اكثر من 50 قتيلا و163 مصابا. أماحادث مزلقان العياط عام 2009، فراح ضحيته 31 راكبًا، بسبب عبور »جاموسة» للمزلقان، دون إشارة مسبقة من عامل المزلقان. وحادث منفلوط بمحافظة أسيوط الذي وقع يوم 17نوفمبر عام 2012 اصطدم أتوبيس مدرسة بإحد القطارات وذلك أثناء مروره ب»المزلقان» وكان ضحيته 50 طفلا بالاضافة إلي السائق ومشرفة اتوبيس المدرسة. ويأتي في نهاية هذه الحوادث والذي وقع الجمعة 6 مارس 2015 تصادم قطار السويس الذي اصطدم بأتوبيس مدرسة بالقرب من البوابة الاولي لمدينة الشروق، أثناء مرور الأتوبيس بالمزلقان اصطدم القطار بالاتوبيس والنتيجة 7 حالات وفاة منهم 3 أطفال وإصابة 26 آخرين. معظم الحوادث تقع بسبب المزلقانات فهي كارثة بكل مافي الكلمة من معان فلدينا حوالي 1337 مزلقانا معترفا به، إلي جانب مناطق عبور يقيمها المواطنون بشكل غير شرعي.. وهي في معظمها مهملة وبحاجة إلي تطوير وبحسب وزير النقل، فإن المزلقان الواحد يتكلف حوالي ثلاثة ملايين جنيه لإصلاحه لتجنب الحوادث بينما إصلاح منظومة السكك الحديدية المصرية عموما يحتاج إلي 70 مليار جنيه .. وهو مبلغ لايذكر بجانب أرواح البشر التي تضيع كل عام بسبب كوارث القطارات والتي لاتنتج عن فراغ.. فلدينا أسواق علي القضبان.. وغياب للرقابة..ومعابر عشوائية.. واهمال في الصيانة.. اما حالة القطارات من الداخل فهي غير أدمية ويكفي أن لدينا حادثا سقط فيه حمام القطار بسيده أثناء جلوسها عليه ولن أتحدث عن المقاعد غير الآدمية ولا الشبابيك المكسورة ولا الأبواب المحطمة والتي يسير القطار وهي مفتوحه فيسقط المئات ضحايا لها سنويا بالاضافة إلي حالات العجز وبتر الأطراف. مصر كانت الثانية علي مستوي العالم في قطاع السكك الحديدية بعد بريطانيا، والآن أصبحت رقم 78 بسبب الإهمال.. رغم أهميتها للمصريين فهي تعتبر وسيلة النقل الوحيدة خاصة لمدن الصعيد.. فلو وقفت القطارات.. الدنيا كلها تقف.. ولو احترقت الدنيا تولع. لماذا لانسمع عن خروج قطار عن قضبان شركة سكة حديد فرنسا ولماذا لم نسمع عن خروجه في ألمانيا.. قبل عيد الأضحي من كل عام تبدأ إرهاصات حوادث القطارات لنفاجأ بحادث مروع خلال العيد حيث الزحام والأقبال الشديد للسفر إلي الصعيد لقضاء العيد مع الأهل والأسرة وحيث لاتوجد أي وسيلة للنقل سوي السكة الحديد التي يقع عليها عبء نقل البضائع والبشر فلا توجد طائرات ولا نقل نهري رغم أن معظم دول العالم تعتمد عليه في نقل البضائع فيصل حجم النقل النهري في هولندا (47%)، وفي ألمانيا من ( 18 - 20% )، بينما يمثل حجم النقل النهري في مصر أقل من (1%) من إجمالي حجم نقل البضائع في مصرنريد من وزير النقل أن يقول لنا ماذا تم بالنسبة للمزلقانات وأين القطارات التي تم تجديدها وماهي الاجراءات التي تتم لصيانة القطارات وكيف يتم تحديث وتطوير منظومة السكة الحديد فنحن نحتاج تكاتفا مجتمعيا للنهوض بهذا المرفق الهام.. لانريد مجرد تصريحات.. نريد حقائق من أرض الواقع فأين القضبان التي تم الإعلان عن سرقتها وتسييح حديدها.. هل تم إصلاحها وهل عادت الخطوط للعمل مرة أخري.. وماهي الإجراءات التي تمت في الحوادث السابقة وماهي نتائج التحقيقات فيها نريد من وزير النقل أن يقول لنا إيه العمل حتي نحافظ علي حياة الناس.. نحن نريد سكة حديد حديثة ومتطورة تحفظ حياة المصريين وكرامتهم.