هي بطلة حقيقية، أدخلت البسمة علي قلوب المصريين في الساعات الأولي من صباح يوم الجمعة الماضية عندما أحرزت ميدالية برونزية كانت الثالثة في حصيلة البعثة المصرية في دورة الألعاب الأوليمبية التي استضافتها مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل. هي هداية التايكوندو وهي الملاك الذي أسعد الجميع بانتصارها المستحق الذي وضع هذه الفتاة القوية في مصاف الأبطال وكتب اسمها بحروف من نور في السجلات الأوليمبية.. ويكفي أنها تجاهلت الحديث عن المكافأة المرصودة من وزارة الشباب للفائزين بالميداليات وقالت يكفيها مشاعر الفرحة التي غمرتها ومعها جميع المصريين. »الأخبار» تحاورت مع د. حسن كمال بطل مصر السابق في التايكوندو ورئيس اللجنة الطبية باللجنة الأوليمبية المصرية وعضو اللجنة الطبية بالاتحاد الدولي للعبة الذي كان إلي جوارها منذ اللحظة الأولي لممارستها اللعبة وحتي لحظات البطولة في ريو للحديث عن طموحاتها ومستقبلها في الفترة المقبلة وتوقعاته لمسيرتها الرياضية حتي دورة طوكيو الأوليمبية عام 2020. أكد كمال أن حلم هداية ومنذ مشاركتها في دورة لندن 2012 كان منصبا علي تحقيق ميدالية أوليمبية وبالأخص الذهبية وكانت قريبة جدا من تحقيق هذا الانجاز لولا خسارتها بالنقطة الذهبية في الشوط الإضافي أمام لاعبة إسبانيا التي كانت قد فازت عليها من قبل في بطولة الجائزة الكبري مطلع هذا العام. وقال كمال إنه توقع لها أن تصبح بطلة منذ انضمامها للعبة في سن الثامنة فقط في نادي الصيد مرورا بجميع البطولات التي شاركت فيها وحققت نجاحا كبيرا في هذه اللعبة. وقال د. حسن كمال إن هداية ملاك تمتاز بثبات انفعالي فريد عن معظم اللاعبين المصريين في جميع الألعاب وهو ما ظهر واضحا من خلال مباراة الدور قبل النهائي أمام لاعبة إسبانيا إيفا كالفو حيث يمكن لأي لاعب أن ينهار نفسيا بعد خسارته في مثل هذا الموقف خصوصا في ظل تفوقها طوال المباراة حتي خسارتها في الثواني الأخيرة، ولكنها استعادت توازنها وتمكنت من خوض مباراة المنافسة علي الميدالية البرونزية وهي المباراة التي حققت فيها جزءا من طموحها الكبير. واستطرد قائلا إنه لديه ثقة كبيرة في قدرة هداية علي تحقيق الميدالية الذهبية في منافسات طوكيو2020 وأشار إلي أنه سيتم عمل عملية تقييم شاملة في الفترة القادمة ووضع خريطة متكاملة لتجهيزها طوال هذه السنوات الأربع وقد يتم تعديل الوزن الخاص بها حيث خاضت منافسات ريو ضمن وزن 57 كيلوجراما وقد يتم تغيير الوزن إلي 63 كيلو جراما خصوصا وأنها مرت بفترات عصيبة بسبب البرنامج الغذائي والصحي القاسي الذي اتبعته طوال السنوات الماضية للحفاظ علي هذا الوزن.. وعن طبيعة شخصيتها قال رئيس اللجنة الطبية إن أكثر ما يميزها هو الثبات الانفعالي في شخصيتها الهادئة المهذبة والمتواضعة أيضا حيث لا تتعامل مع زملائها أو مدربيها من منطلق أنها بطلة متوجة تلقت إغراءات كثيرة للعب بإسم دول أخري ولكنها رفضت جميع هذه العروض لإخلاصها الشديد لبلدها بجانب إخلاصها في التدريبات ومع توافر هذه السمات الشخصية بجانب موهبتها الفذة التي كانت واضحة لجميع الخبراء منذ بدايتها في سن الثامنة فقط من عمرها. وأنهي د. حسن كمال كلامه مؤكدا أن هداية عليها دور كبير في الفترة المقبلة للحفاظ علي مستواها وتطويره بجانب باقي الأطراف المشاركة في المنظومة بداية من وزارة الشباب واللجنة الأوليمبية واتحاد اللعبة.