لم نفاجأ بأمواج الغلاء العاتية التي في طريقها لإغراقنا كمواطنين تحت ضرباتها القاسية التي لا ترحم فقيرا لا متوسط دخل ولا صاحب معاش تضامن أو كفالة أو ندامة! الغلاء يبدأ معنا هذه المرة جولة غير محسوبة العواقب سواء علي المستوي العام »البلد» أو علي »المستوي الخاص وهو» جيوبنا المخرومة».. خاصة مع اشتداد الجشع في نفوس البعض، وهم الأقلية المحتكرة التي تحظي »باللا مساس».. فتجارب المتلاعبين بأقوات الشعب، مع امتداد تيار الفساد سمح لهم بالمزيد من التهرب من العقاب في ظل غياب الرقابة وتباطؤ تنفيذ الأحكام، والرشاوي التي عرفت طريقها لجيوب صغار الموظفين الفاسدين والذين لم يتم تعقبهم بطريقة حاسمة وجادة ونهائية حتي الآن من خلال أجهزة الرقابة التي كنا نتوقع منها المزيد من الضرب علي الفساد في كل الأماكن دون المشي علي سطر وترك سطر، رغم أننا لا نملك رفاهية الانتظار في الضرب بيد من حديد علي جذور الفساد - وإن كنت أري شخصيا - أن طريق مكافحة ومجابهة والتصدي للفساد هو الطريق الأقصر للتغلب علي عجز الحكومة المالي قبل انتهاج منهج الجباية! لقد احترمنا جدا كشعب حديث الرئيس السيسي لنا عن حقيقة الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها مصر، وهو حديث كان غاية في الشفافية والوضوح والتوضيح، وقد رسم لنا صورة واقعية عن الرؤية التي ينبغي أن نقرأ من خلالها المسار الصعب الذي سنسير إليه مرغمين.. وهو وما يجب علينا أن نرتضيه برحابة صدر، وخاصة وأنه يأتي من رئيس وطني مخلص نُدرك مدي حرصه علي المواطن المصري البسيط، مع أملنا في أن ننجح رئاسة وشعبا في التغلب علي أزمتنا، إلا أن هذا لا يعني أن تفتري الحكومة علي المواطن، و»تطيح فيه تهليبا» بدون أي حسابات نزيهة أو منطقية لتحصيل مبالغ قد لا تشكل أكثر من أصفار هزيلة في حجم ديونها، ولكنها تمثل لنا غشا ممنهجا وغير عادل، بل أقول غير دستوري - وعلي سبيل المثال لا الحصر - فقد ترددت الشائعات منذ أسابيع عن اتجاه الحكومة لرفع أسعار الكهرباء وهو ما نفاه المسئولون بشدة، لنفاجأ برفع الأسعار في أول أغسطس، وإذا بالحكومة تعلن أن الغلاء سيتم بأثر رجعي من شهر يوليو، وأنها ستشملنا برحمتها فتقسم الزيادة علي أقساط 10 أشهر.. أقول للحكومة » يعني غليتي الكهرباء، وهاتسرقيني في شهر لم تعلني فيه عن غلاء الأسعار وتبرشتي علي ماهية 10 أشهر جاية» سيتم فيها أيضا تطبيق فاتورة صندوق النقد، وفيها مصاريف المدارس والعيد وغلاء الدواء وأسعار الطعام والضريبة المضافة وربما أسعار الوقود.. انتوا بجد حكومة ظالمة وفاشلة.. وسوف تفسدون رغبة الشعب الحقيقية في التعاون معكم ومع البلد.. نصيحة راقبوا تصرفاتكم الغبية يا حكومة! مسك الكلام.. » يبدو أن مصر كلها هاتعمل دايت جامد جدا الفترة الجاية.. بس يارب الديون تخس».