تركت الدول التي توالي حكمها لمصر.. وان لم »تنتمي» لاصول مصرية الكثير من الآثار التي جسدت كل معاني الجمال والإبداع.. فآثار القدماء المصريين لم تكن الوحيدة فهناك اثار دول الاغريق والرومان والفاطميين والمماليك والعثمانيين والدولة الايوبية والاخشيدية.. الآثار والمزارات السياحية بمصر لا حصر لها والكثير منها يجهله المصريون فهناك »كفر سنور» بمحافظة بني سويف علي بعد 175 كيلو مترا من القاهرة تم اكتشافه منذ عشرين عاما علي يد احد اصحاب المحاجر بوادي سنور وهناك »عين السر والسحرية» وهي عين جوفية مياهها عزبة صالحة للشرب في محمية الصحراء البيضاء بالوادي الجديد.. وامرها عجيب فهي جافة طول الوقت إلي أن يقترب منها كائن حي.. انسان أو حيوان فتمتليء العين بالمياه طبيعيا وعندما يمضي هذا الكائن تجف العين تدريجيا مرة أخري.. والشائع ان التفسير العلمي لتلك الظاهرة ان الارض في المنطقة تشبه قطعة الاسفنج وباطنها مخزن مياه جوفية وكلما تم الضغط علي الارض بالمشي حول العين السحرية تخرج المياه في باطنها تدريجيا. واثر أخر يسمي »كهف الجارة» بصحراء مصر الغربية ويتميز بأبعاده السحرية.. نشأ نتيجة طبيعية للماء النقي ومناخ الصحراء الجاف خلال سنين طويلة لكنه يخالف جميع كهوف المنطقة في تكوينه ورسوبياته الرائعة التي تشبه في هبوطها وصعودها شلالات مياه متجمدة نتيجة لملايين الامتار المكعبة من المياه الجوفية التي تسربت خلال الصحراء منذ زمن بعيد وخلقت هذا الكف الأرضي ثم جري ترسيبها وتكثيفها بفعل الحرارة الشديدة. أما »الصحراء البيضاء» فتقع علي بعد 45 كيلو مترا إلي الشمال من واحة الفرافرة بالوادي الجديد وعلي مساحة 500 كيلو متر من القاهرة وتشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة.. وتم اعلانها محمية طبيعية عام 2002.. وسميت بالصحراء البيضاء لان اللون الابيض يغطي معظمها ومساحتها 3010 كيلو مترات مربعة وبها ايضا صخرة طباشيرية وتحتوي علي الكثير من التشكيلات التي تكونت نتيجة العواصف الرملية في المنطقة، وتتناثر المناظر البيضاء الطباشيرية مع الاشكال الغريبة والجذابة من الصخور البيضاء الرائعة البارزة لأعلي سطح الصحراءالتي تظهر بكثافة في الاضاءة الواضحة وقت الظهر فتلمع كالذهب وقت الغروب أو عندما تمتلئ السماء بالغيوم.. كانت الصحراء البيضاء في وقت ما قاع بحر وتكونت الصخور الرسوبية بفعل الحيوانات البحرية بعد جفاف ذلك البحر ليصبح بعد ذلك موطنا لقطعان الفيلة والغزلان والزراف وغيرها من الحيوانات.. والمرجح ان الصحراء البيضاء كان بها نباتات خضراء »كالسافانا» وبحيرات مليئة بالاسماك وكانت منطقة مثالية للصيد لانسان ما قبل التاريخ. وعلي العكس توجد الصحراء السوداء وتقع إلي الشمال قليلا من »الصحراء البيضاء» وتكونت بفعل تآكل الجبال لتغطي سطح الصحراء بطبقة من المسحوق والصخور السوداء ولذلك سميت بالصحراء السوداء ويوجد في نهايتها التلال البركانية السوداء التي تؤرخ بتاريخ اندلاع المواد البركانية داكنة اللون وهذا ما يرجع إليه تكوين الصخور السوداء.. وفي الواحات البحرية وبمنطقة »الباويطي» تحديدا أعلي نقطة في الصحراء السوداء يمكن من اعلي قمته الحصول علي رؤية بانورامية لاجمل واروع منظر للصحراء وسمي »بجبل الانجليز» بسبب حشودهم التي اهلكته صعودا وهبوطا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كانت اقامتهم علي هذا الجبل ومازالت بقايا مبانيهم موجودة عليه حتي الآن ويعتبر بمنزلة الصندوق الاسود للواحة وشاهد عيان عما جري علي ارضها خلال سنوات الحرب.