تقدم 60 خريجا من كلية الزراعة جامعة الزقازيق دفعة 2016م كما نشر أحد المواقع الاليكترونية الخميس الماضي بخطاب إلي رئاسة الجمهورية يطالبون فيه بالموافقة علي تدريبهم في مشروع 1.5مليون فدان وذلك للاستفادة من المشروع عمليا علي ارض الواقع أسوة بخريجي كلية الهندسة التي يتم تدريبهم في مشروع أنفاق الإسماعيلية وقالوا في الخطاب انهم يريدون تفريغ طاقتهم الحماسية والعملية لما يخدم مصر حتي لا يستغلهم اصحاب النفوس التي لا تريد الخير لمصر. واكدوا في تصريحات خاصة للاهرام الزراعي ان 60 خريجا يرغبون في خدمة بلدهم بالمشاركة في هذا المشروع القومي وان هذا المشروع يحتاج إلي مهندسين لديهم صبر وحماس لخدمة مصر حيث سيوفر مليارات الدولارات عن طريق تقليل استيراد المواد الغذائية. ولقد قرأت هذا الخطاب عدة مرات ووجدت نفسي مؤيدا لهم في كل ما جاء فيه؛ لانه أكد لي صدق شعورهم وإحساسهم بالانتماء الحقيقي لمصرنا الغالية ورغبتهم الاكيدة في المشاركة في إنجاح مشروع استصلاح واستزراع 1.5 مليون فدان وهذا المشروع الذي كنا نحلم به جميعا منذ سنوات طويلة من اجل زيادة رقعتنا الزراعية. فإذا كنا الآن في مرحلة مواجهة الارهاب ومقاومة العنف والمؤامرات التي تحاك لنا من الخارج وفي صراع مع اتباعهم من الداخل فإن الدوله تعمل جاهدة بكل قوة في تنمية مهارات وقدرات رجال الامن وافراد القوات المسلحة لتأدية المهام المكلفة لهم ولا تبخل عليهم بالامكانيات والأسلحة التي تمكنهم من نجاح مهمتهم والحفاظ علي أمن البلاد وهذا امر طبيعي ومنطقي جدا ولكن إلي جانبه ايضا علي الدولة مسئولية تدريب خريجي كليات الزراعة في مواقعهم الانتاجية من اجل اكسابهم الخبرة العملية وتطبيق ما تعلمونه من علم لأن الزراعة في حقيقة الامر هي علم وتطبيق ولا يجوز الفصل بينهما لأن العلم وحده لا يكفي دون تطبيق وايضا التطبيق لا يجدي نفعا دون استخدام العلم وأخيرا فإن خطاب خريجي كليات الزراعة إلي الرئاسة يثبت مما لا شك فيه انهم حقا شباب مصر المستقبل وجنودها في مواجهة حرب لا تقل خطورة علينا جميعا من محاربة الارهاب والمؤامرات وهي حرب من اجل تحقيق الامن الغذائي وتوفير الغذاء لنا جميعا بدلا عن استيراده من الخارج وانهم اعمدة قوية في مشروع 1.5 مليون فدان وبطاقاتهم وعلمهم وحماسهم سيكون إنجاح المشروع الذي حلمنا به طويلا وسنتمكن من القضاء علي البطالة. لذا وجب علي الحكومة ان تقرأ جيدا خطاب ابنائها خريجي كلية الزراعة الموجه للرئاسة وأن تعمل علي احتضانهم وهذه أول أولياتها وتعتبر نفسها مستثمرا تمتلك فعلا الأراضي الصحراوية ويكون ابناؤها الخريجون مساهمين معها بأسهم في رأس المال وفي نفس الوقت هم الأيدي العاملة براتب شهري ملائم لعملهم ومجهودهم وهذه الفكرة لا تجعلنا دائمي البحث عن مستثمر لنقدم له جميع التسهيلات لكي يتمكن من توفير فرص عمل لابنائنا ولنا في تجربتنا الرائعة في تدبير المبالغ اللازمة التي كنا نحتاجها في تمويل مشروع توسعة قناة السويس والتي استطعنا بتوفيرها من ابناء مصرنا الغالية عن طريق شهادات الاستثمار بدلا من القروض الخارجية وشروطها المجحفة ونواياها الخبيثة متمنيا من الحكومة وخاصة وزارة الزراعة الاستفادة من ابنائنا الخريجين من جميع الكليات حتي نتمكن من تحقيق حلمنا واكتفائنا الذاتي من غذائنا وعودة مصرنا الغالية سلة غذاء للجميع كما كنا في الماضي.