ربما لا يكون المشهد جديدا،لكنه يعبر عن السعي إلي الرزق بأي وسيلة مشروعة،وهكذا كانت حكاية محمد عبد الفتاح في شوارع مركز الزرقا في دمياط،فهو يعشق التجارة والعمل في البيع والشراء منذ كان صغيرا،وكان دائما يجيب علي سؤال الكبار : ماذا تريد أن تعمل عندما تكون كبيرا.. طبيبا أم مهندسا؟..لكنه كان يرد عليهم ببراءة :أريد أن أصبح تاجرا كبيرا، وبدأ محمد المشوار بالعمل في عدد من المحلات،وجاءت اللحظة التي قرر أن يعمل في التجارة لحسابه الخاص،وقام بالفعل باستئجار محل ايجار بمبلغ600 جنيه في الشهر،وفتح بوتيكا لبيع الملابس بمدينته الصغيرة بمركز الزرقا وحرص علي شراء بضائع متعددة ومتنوعة حتي يكون محله متكاملا،إلا انه اصطدم بواقع السوق وركود حالة التجارة بالمدينة ووجد نفسه بعد فترة عاجزا عن توفيرسداد الإيجار وسداد فواتير الكهرباء وغير ذلك وخاصة دفعات أقساط البضاعة،وقرر البحث عن سوق جديد ولكنه لم يجد سوي مدينة دمياط الجديدة ولكنه عندما قرر استئجار محل قبل عامين وجد الإيجارات قد ارتفعت، بشكل كبير وعند عودته لسيارته التي تركها بجانب الرصيف في أشهر شوارع المدينة،جاءته الفكرة: ولماذا يستأجر محلا وهو يستطيع أن يحول سيارته إلي محل متنقل في اشهر الشوارع التجارية؟ وبالفعل بدأ يستغل سيارته الملاكي المتواضعة في فرش بضاعته،وأقبل عليه الزبائن وخاصة خلال المواسم،ونجحت قاعدة »الرزق يحب الخفية مع محمد »،ومازال يخرج من بلدته يوميا ويتوجه لمدينة دمياط الجديدة ويقوم بإيقاف سيارته بأشهر شارع بالمدينة وفرش بضاعته وفي نهاية الليل يقوم بجمع البضاعة مرة اخري ووضعها داخل سيارته والعودة مرة أخري إلي بيته ومعه رزق العيال.