رغم اعتراضي الشديد علي الاقتراض من صندوق النقد الدولي بسبب شروطه المجحفة التي حذرت منها في مقال سابق بعنوان صندوق الخراب، الا ان الحكومة اصرت علي الارتماء في احضانه، ضاربة عرض الحائط بكل التحذيرات، ممنية النفس بالحصول علي الدفعة الاولي من قرض الصندوق وقيمتها 4 مليارات دولار الشهر القادم. الا انني فوجئت باحد الخبراء الاقتصاديين المحسوبين علي الحكومة يكشف في برنامج فضائي ان الصندوق يشترط تدبير مصر 6 مليارات دولار اولا، حتي يصرف المليارات الاربعة ليكون المجموع 10 مليارات دولار لتمويل العام الاول من برنامج الإصلاح الذي يستمر 3 سنوات بتمويل 30 مليار دولار منها 12 مليارا من الصندوق و18 مليار دولار تدبرها الحكومة بمعرفتها !! ولم يفصح الخبير عن كيفية تدبير هذه المبالغ الضخمة ؟ وانا اتساءل :اذا كنا مجبرين علي تدبير 18 مليار دولار علي مدي 3 سنوات كشرط للحصول علي 12 مليارا من صندوق الخراب، فلماذا لا نستغني عن القرض ونمد فترة تنفيذ برنامج الاصلاح إلي 4 او خمس سنوات، بدلا من وضع رقابنا تحت مقصلة الصندوق ؟! مصادرنا من النقد الاجنبي معروفة، فماذا فعل وزراء السياحة والمالية والتعاون الدولي والهجرة والصناعة والبنك المركزي لعلاج الازمة الخانقة التي نعانيها ؟ للاسف.. الكل يتفرج. فهل فعل وزير السياحة شيئا لجذب سياح الصين واليابان وكوريا وماليزيا ودول الخليج بعد توقف الرحلات الروسية ؟ّ! وهل فعلت الصناعة شيئا لزيادة الصادرات ؟ وهل اتخذ وزير المالية اي خطوة لتحصيل 60 مليار جنيه متأخرات ضريبية ؟ وهل فعل البنك المركزي ووزيرة الهجرة اي شيء لاعادة تدفق تحويلات المصريين بالخارج ؟ للاسف. الحلول كثيرة. لكن مع استمرار وزراء الخيبة في مواقع الفرجة، ستظل الأزمة، وتستمر معها معاناتنا الشديدة.