في الخمسينيات عينت شركة قناة السويس محاسبا مصريا امتعض بشدة من فارق مرتبات المرشدين عن سواهم من وظائف، ورصده مديره الفرنسي الذي أمره فجأة بكتابة تقرير عن أحد المرشدين، يبدأ عمله فور انتهاء عمل المحاسب الذي صحب المرشد من استراحته إلي لنش المرشدين، يقفز للسلم المائل للسفينة المتحركة الضخمة يقود السفينة يعايش معه طوال الليل التركيز والمهارة والخبرة في المرور بأمان وسط صحراء مفتوحة بتياراتها الهوائية وأمواج وقوارب صيادين يصدر أوامره الدقيقة للجميع، تنتهي المأمورية في الصباح ويضطر رغم الإرهاق الشديد والسهر للعودة لمكتبه يكتب التقرير فيفاجئه المدير: - هل يستحقون مرتباتهم .. يرد بحماس : يستحقون اكثر في الثمانينيات اعترض مدير حسابات إحدي الهيئات علي طلب شراء ثلاجتين لبعثتين جيولوجيتين في جبال البحر الأحمر تقعان جغرافيا في نطاق الغردقة ويكفي ثلاجة واحدة يستخدمونها ، فقام الجيولوجيون الشبان بجمع مبلغ تذكرة طائرة ( كانت رمزية مدعومة لطبيعة مشاق عملهم ) ودعوه لزيارتهم للفسحة ووجبتي غذاء وفي المطار استقبلوه بسيارة نقل كبيرة، أخذ يترجرج بها عدة ساعات علي مدق جبلي ليقطع مسافة 120 كم فقط ويتناول طعامه مما جاء معه لأنه لا يمكن توفير طعام في الحرارة الشديدة، وفي الصباح يركبونه سيارة الجيولوجيين الحديدية القاسية يعاني ساعات طويلة لوجبة غداء محلية (فسيخ) فطعام الأمس تم أكله قبل فساده وعاد في أول طائرة ليوافق علي كل طلبات بعثات الجبال. انزلوا للناس عايشوهم وافهموا ظروفهم