لا أعتقد أن النيل الذي خلق من ملايين السنين سيغير عاداته أو أن الله سيتخلي عن مصر ويحفظ لها مياهه التي ستجري علي أرضها إلي يوم القيامة »يا سلام علي تدابيرالله بيده الخير كله»، دمعت عيناي وأنا أردد تلك الجملة وانا اشاهد احد الافلام العربية النادرة الذي يحمل اسم »بشرة خير» تشدو فيه صوت مصر القديرة شادية رائعة من روائعها للنيل ذلك الذي تغنينا به وعشقناه ووصفه هيرودوت بأن مصر هبته ، ذلك النهر الذي عشنا علي ضفافه وبنينا حضارتنا عبر آلاف السنين علي مائه ويؤكد العلماء انه من انهار الجنة وان النبي محمد صلي الله عليه وسلم رآه في رحلة الإسراء والمعراج يمر بمصر. الكلمات بسيطة واللحن رائع والأداء ولا أجمل وتقول: ياجاي من السودان لحد عندنا التمر من اسوان والقله من قنا يا نعمه من السودان بعتها ربنا ومن عمر الزمان وانت في قلبنا بتسقي البرتقان وتنور قطننا سودانا ومصرنا ابونا وامنا يا ماشي تتمخطر علي بساط اخضر يا لحن جميل يا نهر النيل النيل سيجري علي ارض مصر بفضل الله حتي قيام الساعة ولو كره الكارهون، وما الضجة التي اثيرت حول سد النهضة وحرمان مصر من حصتها في النهر وادعاء أنها ستتعرض للعطش والجفاف، ويصور أعداؤها الأمر بأن الكوارث ستحل بها؛ ما هي إلا هراء وأري أنها مؤامرة هدفها إفقاد المصريين ثقتهم في أنفسهم واستغلال الأمر سياسيا للإضرار بالشعب. لم يضع هؤلاء تدابير المولي عز وجل ولا حتي اغلب المصريين في حسبانهم فلا الله سينسي مصر ولا النيل نفسه سيغير من طبيعته التي خلقها الله عليها من ملايين السنين حتي قبل الخليقة في تدفقه من منبعه في إثيوبيا مرورا بالسودان وحتي مصبه عندنا وأرانا الله آياته؛ ليرد علي هؤلاء الذين تمنوا لنا الهلاك عطشا بسد نهضتهم وهلل لهم ادعياؤهم فرحا وطربا ففاض النهر بخيره وامطرت السماء كما لم يحدث من سنوات وكأنها تقول الا مصر إن الله يهبها رزقها. التقارير تؤكد من القياسات التي تتم يوميا علي مناسيب الفيضان انه فوق المتوسط وان مصر سيمكنها ان تقوم بتخزين الماء القادم اليها امام بحيرة السد العالي ليكفيها علي مدار الاعوام الثلاثة القادمة التي ادعي من لا يريدون لنا الخير انها سنوات الشقاء. لك الشكر يا رب علي أنعمك فها هي بشائر فضلك تصل الينا ومن يقترب من شاطئيك سيري بعينه ويشم بأنفه رائحة فيض الله، رائحة زفارة الفيضان وهي الرائحة التي كان يعرفها اباؤنا وحتي جيلي إلي منتصف الستينيات وقبل تحويل مجري النيل في مايو 1964 لقد كنا نتجمع اسر وزملاء دراسة نسارع إلي ضفاف النهر؛ لنشاهد الفيضان الذي كانت علاماته ارتفاع منسوب الماء واصفراره نتيجة الطمي الذي يدفعه السيل الهادر امامه من المنبع حتي البحر. ولا تخونني الذكريات فقد كان خير الفيضان يجسده خالي صلاح غانم الذي كان مقيما في رشيد بحكم عمله كمدير لصحتها في اعداد صفائح السردين التي كان يعدها بنفسه بحرفية شديدة لكل واحد وواحدة من اخواته البنات والرجال وهو ما كان يخرجه النهر في فيضانه. وما احلي الموسيقار محمد عبد الوهاب وهو يتغني بالنهر وهو يطالبه ان يحكي للايام تاريخ الجدود. حلوة يا بلدي جميلة الفكرة والاحلي انها جعلتنا نحلم بعودة الزمن الجميل ان تعود لنا القاهرة الساحرة النظيفة هي وكل محافظات مصر من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها الزمن الذي كانت مصر تباهي الدنيا بنظافتها وكانت دول العالم تغير منها وتتحسر لأنها ليست كمصر والقاهرة بالذات. ايام الزمن الجميل وهو ليس بالبعيد ولكنه كان في زمن الثلاثينيات والاربعينيات والخمسينيات وحتي الستينيات وقبل النكسة عام 1967قبل ان يغزو شوارعنا ذلك القبح والرداءة. الصور لا تكذب وهو ما احتفظت به ارشيفات الصحف او ذاكرة السينما فيما كان يسمي قبل عرض الافلام بالجريدة الناطقة او حتي في مشاهد الافلام ذاتها. العودة إلي الزمن الجميل ومصر الساحرة كانت فكرة ولدت في رأس الزميل العزيز المقاتل ياسر رزق رئيس التحرير ومجلس الادارة وعندما جلس في صالة التحرير كان قد اتخذ القرار وشرع في الإجراءات التنفيذية ولكنه كان يستطلع الآراء من اجل ان يضع الفكرة تحت مسمي يجذب اليه المجتمع كله من اجل انجاحها لأنها من اجل مصر قبل ان تكون حملة صحفية. العودة إلي مصر الساحرة او العودة بمصر ساحرة فكرة جسدها رئيس التحرير علي ارض الواقع وطرح عدة اسماء للحملة التي دعا كل الجهات المسئولة والرسمية والشعبية وكل مصري للمساهمة فيها بمجهوده من اجل ان تعود مصر نظيفة واقترح اطلاق اسم مصر نظيفة مصر جميلة ثم استقر علي اطلاق اسم »حلوة يا بلدي» علي الحملة ، كل هذا يتم وهو يجري الاتصالات عبر التليفون المحمول وهو يغدو ذهابا وعودة داخل صالة التحرير تارة برئيس الوزراء الذي أثني علي الفكرة أو بالدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية لتفعيل الحملة في المحافظات ثم بكتيبة محرري اخبار اليوم ومراسليها في المحافظات. ونجحت الحملة وحققت ما كان يستهدفه ياسر رزق، فقد سخر لها كل مقومات النجاح وعاد جزء من الوجه الحضاري لمصر. صحيح ان الامر يحتاج إلي مجهود شاق مضنٍ ولكن الحملة كانت خطوة فعالة علي الطريق رأي الناس إيجابياتها وتفاعلوا معها وهو ما دعاه إلي الدعوة إلي استمرارها وعقد دورة ثانية بمشاركة الجيش الذي ذهب لمقابلة قادته وعاد لصالة التحرير فرحا بموافقتهم من اجل مصر، واحلي ما افرزته الحملة هو تطوع الآلاف من بسطاء الناس للمشاركة فيها وما رسخته انها كانت خالصة لوجه الله ومصر، ولكن يبقي ان نقول اننا نحتاج إلي ان تستمر حملتنا لان مصر الجميلة تستحق ان نعيد لها شبابها وجمالها وشكرا لابن مصر ياسر رزق. حتي النواب الخبر كما تؤكد الحقيقة ليس جديدا فقد سبق تكرار نشر ما احتواه من معلومات اكثر من مرة لتكرار الواقعة ولكنه في كل مرة خبر او اخبار مستفزة لكل انسان يعشق هذا البلد ويريد له الخير. ما نشر امس عن ان مجلس النواب تأخر انعقاد جلسته لمدة 90 دقيقة كاملة - كارثة - بسبب تزويغ الاعضاء وعبثا حاول الدكتور علي عبد العال رئيس المجلس بدء الجلسات التي تناقش العديد من القوانين المهمة وبحث عن الاعضاء ولم يجدهم مما اضطره إلي تأجيل الانعقاد لنصف ساعة وعندما عاد استمر الحال علي ما هو عليه فأجل الانعقاد مرة اخري لساعة اخري كل هذا وهو جالس علي المنصة، والغريب في الامر ان نداءات المذيع الداخلي للمجلس لم تتوقف لمناشدة الاعضاء دخول القاعة، وحتي عندما بدأت الجلسة ظل الدكتور علي يطالبهم لأربع مرات بعدم الخروج خاصة ان القوانين المعروضة تستوجب لإقرارها موافقة الاغلبية مؤكدا ان الوقت يجري وانه لم يتبق سوي ثلاثة اسابيع علي انتهاء دور الانعقاد الاول وهو ما دعاه الي النداء بالاسم علي النواب والاحزاب للتأكد من وجودهم. شيء غريب حقا وكأننا في مدرسة يزوغ منها التلمذة، لقد اخترنا هؤلاء النواب ليمثلونا في المجلس الذي يخطط لمستقبل مصر في ظل ظروف دولية واقليمية ومحلية شديدة التعقيد تستوجبان أن يكون كل منا علي قدر المسئولية لا ان يزوغ منها. وللحقيقة الكل يشعر ان المجلس حتي الآن لم يؤد دوره المنشود بإيجابية وهو ما يدعونا إلي ان نقول ان من ليست لديه القدرة علي التمثيل الحقيقي فليترك مكانه لمن يستطيع، عضوية المجلس ليست من اجل الفشخرة ولكنها من اجل خدمة مصر وشعبها. الفرحة سارة وهداية وإيهاب يا سلام علي المصري لما يقبل التحدي يتحول إلي مارد جبار لا تقف امامه اي عقبات وما اجمل الفرحة والانتصار تحت راية بلدي اذا جاءت من شباب واعد صادق مع نفسه رغم قلة الامكانيات. الفرحة التي رسمها ابطال مصر الثلاثة في الدورة الاولمبية ريو 2016 سارة سمير وهداية ملاك ومحمد إيهاب لا توصف بعد ان حققوا الميداليات الثلاث البرونزية التي فازت بها مصر، لقد سهر المصريون جميعا من كل الاعمار امام شاشات التليفزيون يتابعون المنافسات ووقائع التصفيات حتي تحقق النصر علي ايدي هؤلاء الابطال. الصورة لا تكذب ولا تتجمل مجهود مضنٍ ومنافسات شرسة ولكن الإصرار علي تحقيق الامل ولا اقول المستحيل كان حاضرا؛ لأنهم ببساطة كانت لديهم العزيمة والإرادة علي تحقيق الميداليات ووعدوا بذلك فعلا، كان املهم الذهب وحاولوا ولكنهم في النهاية حققوا انجازا. ما سمعناه عن استعداد الابطال وغيرهم من زملائهم في البعثة والفقر في الصرف عليهم شيء محزن خاصة محمد إيهاب الذي لا يزال يبحث عن عمل مع ان الدولة كان يجب ان تفرغه تماما لتلك المهمة القومية طالما انه قادر علي تحقيق البطولات، كم تساوي أية مصاريف امام الفرحة والانتصار في امثال تلك المحافل الدولية الرياضية لا شيء، وهو ما يدعونا إلي اعادة النظر في المنظومة الرياضية بالكامل بدراسة السلبيات خاصة أن هناك ابطالا آخرين كانوا قريبين من تحقيق ميداليات ونقصتهم شوية ثقة، وهناك من حققوا ارقاما اولمبية جديدة من الآن علينا ان نبدأ الاستعداد للمنافسات القادمة وان نحافظ علي سارة وهداية ومحمد. شكرا ايها الابطال ادخلتم الفرحة علي قلوب المصريين في وقت نحتاج فيه لها. حق مصر علينا بصراحة حزين علي تلك الضجة التي يثيرها بعض المصريين بالخارج اعتراضا علي ما تردد من نية الحكومة فرض بعض الرسوم علي سفرهم وعملهم بالخارج في الوقت الذي تلاحظ فيه النقص الواضح في تحويلاتهم من الخارج للبنوك المصرية ولجوئهم إلي بيع مدخراتهم إلي عملاء يستهدفون شراءها للإضرار بالاقتصاد المصري، أليست مصر بلدهم حتي يقفوا معها بكل قوة حتي ولو كان المكسب المحقق مغريا، كما تفعل عصابات لم العملة في دول الخليج من المصريين. انا مع الدولة ويا ليتنا نفعل كما فعلت السعودية وهي الدولة الغنية التي لا تحتاج حيث فرضت رسوما علي تأشيرات الحج والعمرة بواقع 2000 ريال عن كل تأشيرة، لماذا لا نقدم علي مثل تلك القرارات الجريئة بفرض رسوم علي السفر للعمل بالخارج عن كل سنة عمل او الالزام بتحويل جزء من الراتب الحقيقي للبنوك المصرية ولو بنسبة 10 او 15 %، وللحقيقة تعجبت من ان الدولة لم تعد تهتم بتصريح العمل او ان العمل توقف به مع انه كان يدر دخلا كبيرا وبالتالي فقدت مصر موردا كان يساهم في توفير العملة الاجنبية. دار الحوار بيني وبين الاستاذ الدكتور متولي السيد استاذ ادارة الاعمال بجامعة حلوان وجاري محمد كامل وهو صاحب احد المصانع بأكتوبر وكان مقيما في الكويت لأكثر من 30 سنة بعد صلاة الجمعة الماضية وكان الحديث حول العمالة المصرية بالخارج والسلبية التي عليها غالبية المصريين بالخارج تجاه بلدهم وسيطرة بعض الافكار عليهم، واقترح محمد ان تتم عملية تأمين شاملة علي كل مصري حاصل علي عقد عمل بالخارج ببوليصة تأمين وهم بالملايين، البوليصة تحدد قيمتها الدولة وتحصل قيمتها من دخل العامل تؤمن له حياته او صرف تعويض له اذا فقد عمله او لا قدر الله تعرض لإصابة او وفاة وثيقة تأمين إجبارية وهي سبيل آخر لتوفير العملة الصعبة للبلد وتعجب محمد من ان الدول كلها تفعل ذلك في دول الخليج الا مصر تقترح ولا تنفذ، فكرة تستحق الدراسة وسرعة التنفيذ خاصة مع ما نشاهده من مآسٍ اذا مات مصري بالخارج والاتهامات التي تكال للدولة بالاهمال. مصر بعيون سائح مصري! فاجأني صديقي الصحفي وابن عمي سعيد شلش وهو من يملأ صفحته علي الفيس بوك بانتقادات عديدة لما يحدث في مصر القليل منها معه حق فيها واغلبها تسبب في فقده لاصدقاء كثيرين لاختلافهم معه في الهدف، سعيد الذي يعمل في الامارات منذ ما يقارب العشرين سنة كان في اجازة بمصر وفجأة قطعها كما اخبرنا علي صفحته ليعود إلي الامارات؛ لأنه في طريقه لرحلة عمل في احدي الدول ولم يحددها حتي وجدنا علي صفحته انه علي طائرة مصر للطيران في طريقه للقاهرة بصحبة وفد اعلامي كبير يستهدفون زيارة المعالم الأثرية وشرم الشيخ. الرحلة بدأت بإقامته في فندق سميراميس وبدأ يصف القاهرة الساحرة والنيل الخالد والجمال والروعة وبدأ في التغزل في مصر الجميلة الرائعة وأرفق بكلامه للتوثيق العديد من الصور ثم جولاته في الفيشاوي وغيره من الاماكن السياحية، ثم بدأت الرحلة إلي شرم الشيخ وفي احد المنتجعات قضي جزءا من رحلته وصفها بالجنة هو ومرافقوه ،التجربة جميلة واحلي ما فيها انها اعطت صحفيا مصريا الفرصة من منظور آخر ان يري مصر بعيون سائح فرغ نفسه ان يستمتع بالرحلة مع رفاقه واجمل ما استهدفته هو ذلك الامان الذي تتمتع به مصر.. ما أجمل أن تري مصر بعيون جديدة.