انهالت الاتصالات الهاتفية، اليوم الخميس، علي أشقاء البطل المصري محمد إيهاب، الحاصل على الميدالية البرونزية، في بطولة أوليمبياد رفع الأثقال في ري دي جانيرو، بدولة البرازيل، أمس، لتهنئتهم بتحقيق ابن الفيوم، بطولة دولية لمصر. وغمرت الفرحة، قلوب أشقاء ووالدة البطل المصري، وجيرانه، بالمدينة الصناعية، خلف موقف سنهور القبلية، بحي كيمان فارس بمدينة الفيوم، لتسجل انجازا جديدا وسط هذه العائلة الرياضية، التي كان قدوتها، والد البطل، الكابتن إيهاب يوسف أحمد، اللاعب والحكم الدولي، والبطل الدولي في رياضة رفع الأثقال، والذي توفي في عام 2007م، موصيا نجله "محمد" بضرورة تحقيق بطولة أوليمبياد. وبحسب المهندس أمير إيهاب، الشقيق الأكبر للبطل المصري في الأوليمبياد، فإن عائلة الكابتن الراحل إيهاب يوسف، هي عائلة رياضية، من بينهم الكابتن وليد إيهاب، بطل الجمهورية في رفع الأثقال، لاعب المؤسسة العسكرية، إخصائي شئون فنية، بشركة شمال القاهرة للكهرباء، وهو الابن الثاني من حيث الترتيب بين أفراد العائلة. كما يأتي الراحل الدكتور حسين إيهاب، الشقيق الرابع في ترتيب العائلة، والذي يصغر البطل محمد، بعامين، ثم الابن الأصغر في سلسلة العائلة، وهو شوقي إيهاب، البالغ من العمر 15 سنة، والطالب بمدرسة الموهوبين الرياضية بمدينة نصر، وحاصل على كأس مصر خامس في رفع الأثقال. وكان والد البطل الأوليمبي محمد إيهاب، يعمل مديرًا لمحطة أبحاث كلية الزراعة بجامعة الفيوم، قبل أن يرحل عن العالم في 2007م، وعمره يناهز "51 سنة"، مقدما الدعم المعنوي لنجله، وشدد على ضرورة حصوله على الأوليمبياد، بينما تعمل والدته المريضة، موظفة بقسم شئون العاملين، بكلية العلوم بجامعة الفيوم، حيث ساءت حالتها الصحية، بعد وفاة ابنها الرابع من حيث الترتيب، الصيدلي حسين، قبل عام ونصف العام، والذي كان يعمل بمستشفى الحميات بالفيوم. البداية الصعبة للبطل الأوليمبي المصري محمد إيهاب، وسط ضعف الامكانات المادية التي توفرها الأندية بالمحافظة، حسب شقيقه أمير، كانت بنادي الفيوم الرياضي، عندما كان يصطحبه والده مع شقيقه الأكبر وليد، ليحمل له ملابسه أثناء التدريب بنفس اللعبة، ويشجعه، حيث راود البطل المصري محمد إيهاب، حلم أن يصير مثل والده وشقيقه، بطلا في رفع الأثقال. ويضيف شقيقه الأكبر، تبناه كل من المدربين صبري وجلال ومحمد عويس، ودرباه مع التشجيع المتواصل، حتى يصبح بطلا قوميا، ودفع حلم "محمد" بالبطولات الدولية، أن يتخرج في كلية التربية الرياضية، في ست سنوات، بسبب تأجيله للامتحانات عدة مرات، حتى يشارك في البطولات والمسابقات الدولية في رفع الأثقال. ويشير الشقيق الأكبر للبطل، إلى أن "محمد" حصل على أول الجمهورية وكأس مصر، وأول بطولة بحر متوسط، وأحسن لاعب، وثانٍ على مستوى العالم في الناشئين وزن 62، والثالث على مستوى العالم في الناشئين وزن 62، والمركز الثاني عشر ببطولة كوريا وزن 62، والثاني على مستوى العالم كبار، في دولة كازاخستان وزن 69، والثاني على مستوى العالم كبار بأمريكا وزن 77 كجم، و6 ميداليات ذهبية ناشئين وكبار ببطولة إفريقيا وزن 69، وأخيرا، أمس، الثالث على العالم في أوليمبياد "ريو دي جانيرو" بدولة البرازيل، وحصوله على الميدالية البرونزية. لم تؤثر الظروف الصعبة التي واجهها، البطل المصري محمد إيهاب، خلال مسيرته الرياضية، من وفاة والده ثم وفاة شقيقه، في عزيمته، لتحقيق حلمه وحلم مصر بالفوز في الأوليمبياد، ولكن كلمات والده الراحل، ظلت تتردد في أذنيه : " بدون أوليمبياد كإنك لم تلعب نهائيا"، حتى أصبح حلمه حقيقة، ومصدر فرحة وبهجة لكل الشعب المصري.