تابعنا علي مدي الشهور الأخيرة تطورات الأزمة التي نشبت بين أروقة اتحاد كتاب مصر بشأن استقالة عدد كبير من أعضاء مجلس إدارته ثم تصعيد غيرهم، إلي جانب إعلان البعض عقد جمعية عمومية واتخاذها قرارا بعزل رئيس المجلس د.علاء عبد الهادي وتولية لجنة تسيير أعمال برئاسة الكاتب حزين عمر، مما دفع عبد الهادي باللجوء إلي القضاء الإداري الذي منحه حكما مؤخرا يفيد ببطلان هذه الجمعية العمومية وما ترتب عليها، وهو حكم نافذ منذ تاريخ صدوره ولا يوقف الطعن عليه تنفيذه، لكن عمر تجاهل ذلك وضرب به عرض الحائط، ووصفه بأنه »حكم ابتدائي» بالمخالفة للواقع القانوني. قام حزين عمر قبل عشرة أيام بإرسال بريد إلكتروني إلي الإعلاميين والصحفيين باسم "بيان اتحاد كتاب مصر بشأن الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب"، ينتقد خلاله موقف الكاتب حبيب الصايغ الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب من الأزمة، حيث اعتبره منحازا مع سبق الإصرار ضد كتاب مصر وجمعيتهم العمومية الطارئة التي عقدوها في مقر الاتحاد بتاريخ 8 إبريل 2016، وأسرد المواقف الدالة علي ذلك في عدة نقاط، من بينها: "بعد أن اتضح موقف السيد الوزير باعتماد قرار الجمعية العمومية، فإن السيد حبيب الصايغ لم يأخذتبه، وفاجأنا بموقف يقول فيه: (ننتظر حكم المحكمة)، وعندما صدر قرار المحكمة، وقد جاء قرارًا ابتدائيًا حكم أول درجة ومن ثم ليس حكمًا نهائيًا ولا قاطعًا ولا باتًا، فقد اتخذنا قرارنا بالطعن في هذا الحكم؛ طبقًا للقانون المصري، كان متوقعا من حبيب الصايغ أن ينتظر حتي تقرر هيئة المفوضين التي أحيلت إليها الدعوي قرارها النهائي بهذا الصدد. لكن ما حدث هو الخروج بمظاهرة دعائية صارخة تهلل لحكم ابتدائي، وتكرس لوجود شخص غير مرغوب فيه من الجمعية العمومية، بل هو شخص فقد منصب رئيس الاتحاد قبل انعقاد الجمعية العمومية نفسها، لكن حبيب الصايغ أغفل هذا الذي سبق كله، وأصدر بيانا امتلأ بكثير من المغالطات تؤكد انحيازه ضد رأي الأغلبية لصالح شخص وقلة قليلة معه". وأنهي بيانه بالتأكيد علي أن اتحاد الكتاب لا يمثله علاء عبد الهادي، في أية اجتماعات رسمية يدعي إليها من قبل الاتحاد العربي ولا غيره، وأن تجاهل اتحاد كتاب مصر يضر بمن يتجاهله وليس بأدباء مصر أو اتحادهم. بعد مرور أسبوع علي هذا البيان، رد د.علاء عبد الهادي ببيان آخر جاء فيه: "يعلن اتحاد كتاب مصر أنه لا قيمة إعلامية أو قانونية لأي بيان يصدر باسمه إلا إذا جاء من عنوان بريد إلكتروني صحيح للاتحاد، ومن ذوي صفة، انتخبوا في انتخابات صحيحة أشرف عليها القضاء، انتخابات عبرت تعبيرا صحيحا عن إرادة نقابية منعقدة وفق القانون واللائحة. ذلك لأن الجهة الوحيدة المخولة بإصدار أي بيان هي مجلس الإدارة المنتخب ورئيسه، وأنه لا وجود لما يسمي "لجنة تسيير الأعمال" أصلاً علي المستويين القانوني واللائحي، وبناء علي قضاء مجلس الدولة". وذكر عبد الهادي نص الحكم الذي قضي بوقف تنفيذ القرار المطعون فيه مع ما يترتب علي ذلك من آثار أخصها عودة المدعي إلي منصبه، وكذا مجلس الإدارة، وممارستهم لكافة الاختصاصات الموكولة إليهم من قبل الجمعية العمومية والمنصوص عليها في القانون. وفي النهاية، أكد عبد الهادي أنه تم تجميد عضوية حزين عمر في عضوية المجلس بقرار مجلس الإدارة، وبإجماع الحاضرين، وذلك حتي ينتهي القضاء من الحكم في اتهامه في ثلاث قضايا تزوير في محررات نقابية منظورة أمام محكمة جنح قصر النيل، واستطرد: "يعلن مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر ثقته الدائمة بقوة العلاقات المصرية الإماراتية، ويؤكد تمسك اتحاد كتاب مصر بجسور المحبة والتعاون المشترك بين مثقفي مصر والإمارات، ويؤكد دعم مصر منذ بداية الدورة الحالة لتمثيل الإمارات لرئاسة اتحاد الكتاب العرب ممثلة في الزميل الشاعر حبيب الصايغ".