علي أحد الأعمدة بداخل مشهد السيدة رقية كتبت إحدي السيدات "يارب إنجاح آية بنت نادية" كواحدة من العادات المرتبطة بالمصريين كما يذكر م.ماجد الراهب مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية المحافظة علي التراث المصري، مضيفا أن هذه العادة ارتبطت بالنساء خاصة ممن اعتدن كتابة أدعيتهن لأبنائهن علي الأعمدة والحوائط بالمساجد وكذلك بالكنائس. وقد تم عرض هذا المشهد بإحدي الصور التي عرضت ضمن مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية التي صورت جماليات شارع الأشراف أو كمان كان يعرف قديما باسم درب السباع، وذلك في إطار المهرجان السنوي الثاني لإحياء مسار درب السباع (طريق آل البيت) الذي نظمته جمعية المحافظة علي التراث المصري وتضمن العديد من الفاعليات ومنها إقامة حفلات فنية في ميدان السيدة نفسية حيث شاركت هذا العام فرقة التنورة وكذلك فرقة النيل للآلات الشعبية. ويذكر م. ماجد الراهب أن هذا المهرجان يأتي في محاولة لإعادة مكانة السياحة الدينية بمصر، حيث قامت الجمعية بتبني فكرة إحياء آثار منطقة الخليفة والتي تعد متحفا مفتوحا لآثار شاهدة علي الفترات التاريخية التي مرت بها مصر ابتداء من العصر الأيوبي حتي العصر العثماني بالإضافة إلي تميز المنطقة عن غيرها من المناطق التاريخية بالقاهرة بوجود العديد من مراقد آل البيت الذين تشرفت مصر بقدومهم إليها حتي إن أهل مصر أطلقوا علي هذه المنطقة (شارع الأشراف) اسم بقيع مصر مثل البقيع المعروف بالمدينة المنورة، مضيفا أن الجمعية أيضا مهتمة بإحياء مسار العائلة المقدسة. وبالرغم من عدم وجود تعليقات تشرح مضمون الصور أو أسماء الفنانين الذين قاموا بالتقاطها، فقد قام المهندس ماجد بجولة خلال الافتتاح لتعريف الجمهور بتفاصيل كل عمل. وعن المعرض يقول اللواء فارس بكتر غبور وهو أحد أعضاء الجمعية الذي انضم لها منذ سنتين، وكذلك أحد المشاركين في المعرض : إن المعرض بعدسة أعضاء الجمعية ممن كانوا يشاركون في الجولات التي تنظمها الجمعية في المنطقة، وأضاف: حاولنا أن نعكس من خلال هذا المعرض جماليات المنطقة التي تحتشد بعدد كبير من الآثار سواء الدينية أو التاريخية ومنها مسجد وضريح السيدة نفيسة، ومسجد وضريح السيدة سكينة ، ومسجد السيدة رقية ، ومشهد السيدة رقية، ومشهد السيدة عاتكة، ومشهد الجعفري، وقبة الأشرف خليل، قبة ومدرسة أم الصالح ، وقبة شجر الدر. وقد حاولنا أن يضم المعرض جماليات الآثار في هذه المنطقة بما في ذلك النظم المعمارية والزخارف، وبعض الصور تم التقاطها من خارج المكان وبعضها من الداخل. وقد كانت تلك المنطقة المعروفة حاليا باسم شارع الأشراف تعرف قديما في العصر المملوكي باسم "درب السباع" نسبة إلي قنطرة شيدها السلطان الظاهر بيبرس البندقداري علي الخليج المصري الذي كان يمر من أمام المسجد وكان علي هذه القنطرة رسم للسباع وهو شعار السلطان الظاهر بيبرس، وقد تم ردم الخليج المصري عام 1898 ومع عملية الردم اختفت قنطرة السباع . وفي هذا الإطار ذكر السعيد حلمي عزت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة الآثار الذي حرص علي المشاركة في المهرجان، إن المنطقة ارتبطت بالسلطان الظاهر بيبرس وكان السبب في تعميرها، ونظرا لأهمية المكان قامت وزارة الآثار بالفعل بترميم عدد من الأماكن ومنها مشهد السيدة رقية، وقبة أم الصالح نجم الدين أيوب، وقبة الأشرف خليل. وعن المهرجان ذكر حلمي: نحن في وزارة الآثار نعول كثيرا علي دور مؤسسات المجتمع المدني في نشر الوعي الأثري ولعل الدور الذي تلعبه جمعية المحافظة علي التراث المصري في نشر الوعي التراثي والأثري واحد من الأدوار الهامة والذي يرسي نموذجا مشرفا لدور مؤسسات المجتمع المدني ، ولذا فإن تمثيل وزارة الآثار في هذا المهرجان هو أصدق دليل علي التعاون بين مؤسسات المجتمع المدني والوزارة. كذلك فإن الجمعية تحرص في إطار عملها علي دمج سكان المنطقة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي تنظمها الجمعية كالحفلات حيث تلفت نظر الناس إلي أهمية المكان، حيث يتم تنظيم مختلف الفاعليات التي تناسب مختلف الأعمار والاهتمامات، ويعلق م.ماجد الراهب علي ذلك قائلا: دورنا هو التعريف بالتراث بمختلف جوانبه ونشر الوعي به ثم الحفاظ علي هذا التراث، وقد أصبح لدينا حوالي 600 عضو بالجمعية، ونحن نحرص علي القيام برحلات تعريفية ليس فقط إلي الأماكن المشهورة ولكن نطرق أماكن غير معروفة فهناك مثلا أديرة في مصر لا يعرف أحد عنها شيئا ، ونحن نحرص مع كل زيارة أن نكتب تقريرا بالزيارة نحدد من خلاله احتياجات المنطقة، كما نهتم بالبيئة الاجتماعية ودمج سكان المنطقة ليكونوا هم من يحافظون علي ذلك التراث. تأسست جمعية المحافظة علي التراث المصري منذ عشر سنوات، وقامت علي أهداف واضحة سعت لتحقيقها منذ التأسيس، وتتمثل هذه الأهداف في الاهتمام بالتعريف بالتراث ونشر الوعي الشعبي بأهمية الحفاظ علي التراث المصري، وإقامة المشاريع الصغيرة لتشجيع الحرف المصرية اليدوية لتستعيد مكانتها العالمية، ومساعدة الجهات والمؤسسات الحكومية المعنية بالتراث في إنقاذ هذا التراث من الاندثار. والمساهمة في تسجيل وتوثيق التراث المصري، وتفعيل دور الشباب والنشء في الاهتمام بالتراث المصري عامة لتأكيد الهوية المصرية لدي الشباب، وتشجيع الدراسات الأكاديمية التي تهتم بالتراث والتفاعلات المتبادلة بين التراث المصري القديم والقبطي والإسلامي لتأكيد وحدة المواطنة والهوية. ومن جانبه يقول محمود خورشيد فنان تشكيلي وعضو مجلس إدارة بالجمعية: نحن لم نكتف بالكبار فقط، ولكن فكرنا أن نتوجه للبراعم الصغيرة من خلال ورش العمل والأنشطة الفنية حيث بدأ الأولاد يفهمون معني الأثر. ونحن لدنيا أنشطة متعددة ومنها تنظيم رحلات لكل الأماكن الأثرية في مصر، إضافة إلي تنظيم الندوات ، وإصدار الكتب.