لقد صان الإسلام حقوق الإنسان وحفظها من العبث بها أو التلاعب بشيء منها أو الاعتداء علي حق منها.. إنه صان حرمة النفس وحرمة المال.. وحرمة الأرض.. وكفل الإسلام لكل إنسان مسلم حقه في الأمان.. فلا يحل لأحد أن يروع أحدا.. لأن الإسلام دين الأمن.. دين الطمأنينة.. دين الأمان علي النفس والعرض والمال وعلي كل حق من الحقوق.. وأدني أمر من الأمور مهما قل ترتب عليه ترويع المسلم واخافته وإلحاق الرهبة والترويع له فإنه حرام لايحل فعله.. عن عبدالرحمن بن أبي ليلي قال: حدثنا أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلي الله عليه وسلم.. فانطلق بعضهم الي حبل معه فأخذه ففزع.. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »لا يحل لمسلم ان يروع مسلما».. رواه أبوداود. وقد يفعل بعض الناس بعض التصرفات التي يميلون إليها بدافع اللعب والمزاح.. فيأخذ أحدهم مثلا حقا من حقوق أخيه.. أو يأخذ متاع أخيه في أسلوب لعب ومزاح.. ولكنه يترتب علي أخذه ما يظنه صاحبه أنه ضاع أو سرق فيحدث ترويعا للمسلم وتخويفا له وينبه رسول الله صلي الله عليه وسلم فيقول: »لايأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادا».-رواه الترمذي- ومهما كان سبب الترويع بسيطا فإن الإسلام لايبيحه بحال من الأحوال.. ولا يقره أبدا. بل يشدد في النهي عنه وفي التحذير منه وحتي ولو كان في مزاح لأن اخافة المسلم ظلم عظيم.. كما جاء في الحديث: روي عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه أن رجلا أخذ نعل رجل فغيبها وهو يمزح.. فذكر ذلك لرسول الله صلي الله عليه وسلم لاتروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم».. رواه البزار والطبراني إن ترويع الإنسان المسلم عدوان علي حقه في الأمن وظلم لنفسه حتي ولو كان في المزاح.. بل حتي ولو كان في أمر بسيط.. لقد أكد الإسلام علي هذا الحق من أجل ان يعيش المجتمع الإسلامي حياة طبية آمنة ترفرف عليها سعادة الإيمان وطمأنينته وأمانة وسكينته.. ومن حفظ الإسلام ورعايته لحق الأمن بالنسبة للمسلم أنه يحرم أن يشير أحد الي أخيه المسلم بالسلاح مجرد الإشارة ينهي عنها الإسلام خوفا من أن يرمي الشيطان وينزعها من يده. وما ذلك إلا لشدة الحفاظ علي أمن المسلم وحقه في الحياة الآمنة المطمئنة ووقايته من كل أسباب الخوف والترويع.. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: »لايشير أحدكم إلي أخيه بالسلاح فإنه لايدري لعل الشيطان يترع في يده فيقع في حفرة من النار» رواه البخاري ومسلم» إن يوم القيامة يوم الفزع والهول الأكبر هو يوم الخوف والخطر والوجل من عذاب الله تعالي: لايأمن في هذا اليوم إلا من عاش بالأمن والطمأنينة محافظا علي حدود الله تعالي.. وعلي أمن الناس.. وعلي أمن الأفراد والجماعات. أما الذي يخيف الناس ويروعهم فإن الله لايؤمنه من أهوال يوم القيامة.. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: »من أخاف مؤمنا كان حقا علي الله ألا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة» رواه الطبراني