أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    أبرز رسائل الرئيس السيسي للمصريين في ذكرى تحرير سيناء    السفير التركي يهنئ مصر قيادة وشعبا بذكرى عيد تحرير سيناء    أنغام تحيي احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية بعيد تحرير سيناء    المجلس القومي للأجور: قرار رفع الحد الأدنى إلى 6 آلاف جنيه بالقطاع الخاص إلزامي    وزارة قطاع الأعمال: إقامة مجمع صناعي بالعريش للاستفادة من منتجات «المحلول المر»    سيناتور أمريكي ينتقد سياسات الحرب غير الأخلاقية لإسرائيل    لأول مرة، دي بروين يسجل هدفا برأسه في البريميرليج    قرارات عاجلة من النيابة بشأن حريق شقة سكنية في التجمع    استعد للتوقيت الصيفي.. طريقة تعديل الوقت في أجهزة الأندرويد والآيفون    أنغام تتألق في احتفالية عيد تحرير سيناء بالعاصمة الإدارية الجديدة (صور)    «لا تحاولي إثارة غيرته».. تعرفي على أفضل طريقة للتعامل مع رجل برج الثور    تجنبوا شرب المنبهات من الليلة.. الصحة توجه نداء عاجلا للمواطنين    طريقة عمل الكيكة العادية، تحلية لذيذة وموفرة    وزير الصناعة الإيطالي: نرحب بتقديم خبراتنا لمصر في تطوير الشركات المتوسطة والصغيرة    محافظ الإسكندرية يستقبل الملك أحمد فؤاد الثاني في ستاد الإسكندرية الرياضي الدولي    "الأهلي ضد مازيمبي".. كل ما تريد معرفته عن المباراة قبل انطلاقها مساء الجمعة    محمد الباز: يجب وضع ضوابط محددة لتغطية جنازات وأفراح المشاهير    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    كرة يد - إلى النهائي.. الزمالك يهزم شبيبة سكيكدة الجزائري ويضرب موعدا مع الترجي    عضو «مجلس الأهلي» ينتقد التوقيت الصيفي: «فين المنطق؟»    حمادة أنور ل«المصري اليوم»: هذا ما ينقص الزمالك والأهلي في بطولات أفريقيا    عبد العزيز مخيون عن صلاح السعدني بعد رحيله : «أخلاقه كانت نادرة الوجود»    رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي.. اليونان لن ترسل أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا    التنمية المحلية تزف بشرى سارة لأصحاب طلبات التصالح على مخالفات البناء    «القاهرة الإخبارية»: دخول 38 مصابا من غزة إلى معبر رفح لتلقي العلاج    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على مواقيت الصلاة غدًا في محافظات الجمهورية    جوائزها 100ألف جنيه.. الأوقاف تطلق مسابقة بحثية علمية بالتعاون مع قضايا الدولة    انخفضت 126 ألف جنيه.. سعر أرخص سيارة تقدمها رينو في مصر    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    المغرب يستنكر بشدة ويشجب اقتحام متطرفين باحات المسجد الأقصى    10 ليالي ل«المواجهة والتجوال».. تعرف على موعد ومكان العرض    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    إدريس: منح مصر استضافة كأس العالم للأندية لليد والعظماء السبع أمر يدعو للفخر    حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    هل تحتسب صلاة الجماعة لمن أدرك التشهد الأخير؟ اعرف آراء الفقهاء    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    النيابة العامة في الجيزة تحقق في اندلاع حريق داخل مصنع المسابك بالوراق    «الداخلية»: ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي ب 42 مليون جنيه خلال 24 ساعة    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    "ميناء العريش": رصيف "تحيا مصر" طوله 1000 متر وجاهز لاستقبال السفن بحمولة 50 طن    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة بأطفيح    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    التجهيزات النهائية لتشغيل 5 محطات جديدة في الخط الثالث للمترو    خبير في الشؤون الأمريكية: واشنطن غاضبة من تأييد طلاب الجامعات للقضية الفلسطينية    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. إيقاف قيد الزمالك وبقاء تشافي مع برشلونة وحلم ليفربول يتبخر    الهلال الأحمر يوضح خطوات استقبال طائرات المساعدات لغزة - فيديو    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمل دنقل في عيون التشكيليين‮ ‬
نشر في أخبار الحوادث يوم 23 - 07 - 2016

لقد لعب الفنانون سواء كانوا شعراء أو رسامين في إثراء عملية المزج بين مجالي الشعر والرسم أبلغ‮ ‬الأثر في التأكيد علي قيمة كل فن بالنسبة للآخر‮... ‬ولعل من بديهيات الأمور أن نؤكد علي صلة الفنون وعلاقتها الوثيقة ببعضها بل ليس مستغرباً‮ ‬أن تعمل هذه الفنون أدباً‮ ‬كانت أم فناً‮ ‬بصرياً‮ ‬أم سمعياً‮ ‬علي إثراء بعضها البعض فتتأثر وتؤثر‮..»‬‬وإذا كانت الصورة المطبوعة لغة مرئية‮.. ‬فهي في جانبها الوظيفي وسيلة تقريرية لتوصيل المعلومة‮.. ‬بينما هي في جانبها الفني وسيلة تعبيرية لتوصيل التجربة الإنسانية‮... ‬وقد أسهمت الصورة المطبوعة بجانبيها‮ (‬الوظيفي والفني‮) - ‬ولا تزال تسهم بدور حيوي وجوهري في الحضارة الإنسانية‮.‬
وفيما يلي يتم عرض فقرات من أعمال‮ "‬أمل دنقل‮" ‬الذي يعد مرآه نري فيها علاقة مؤكدة بين الشعر والفن التشكيلي،‮ ‬حيث توارد الصور الشعرية والصور التشكيلية وتقابلها الذي نلمحه في أعماله،‮ ‬فشِعرُ‮ "‬أمل دنقل‮" ‬يتميز بالخيال الإبداعي المؤسس علي صدق التجربة وهنا تقدم الباحثة بعض أعمال الفنانين التشكيليين والتي كان لأشعار أمل الصدي بها وإن قلت هذه الأعمال فالملاحظ أن الكثير كان يرسم وجه أمل تعبيرا عن أشعاره والقليل من كان يرسم من وحي القصيدة‮.‬
صدي المجموعات الشعرية الخاصة
ب‮ "‬أمل دنقل‮" ‬في أعمال بعض التشكيليين
ديوان‮ "‬البكاء بين يدي زرقاء اليمامة‮"‬
سمّي دنقل ديوانه الأول باسم القصيدة التي كتبها بعد‮ ‬هزيمة‮ ‬1967،‮ ‬وصدر الكتاب عام‮ ‬1969‮ ‬،‮ ‬ويشمل قصائد‮ «بكائية ليلية كلمات سبارتكوس الأخيرة الأرض‮... ‬والجرح الذي لا ينفتح البكاء بين يدي زرقاء اليمامة أيلول السويس يوميات كهل صغير السن أجازة فوق شاطئ البحر موت مغنية مغمورة الموت في لوحات بطاقة كانت هنا ظمأ‮.. ‬ظمأ الحزن لايعرف القراءة بكائية الليل والظهيرة أشياء تحدث في الليل العشاء الأخير حديث خاص مع أبي موسي الأشعري من مذكرات المتنبي،‮ ‬وهنا تمثلت مهارة‮ "‬أمل دنقل‮" ‬الشعرية في قدرته علي اختيار الأقنعة التمثيلية الرمزية للتعبير عن أشد المواقف احتداما والتباسا وكثافة،‮ ‬فجعل صوت في صيدتة يجهش بالبكاء أمام أسطورة النبوءات الصائبة،‮ ‬في قصيدة‮ «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة‮» ‬التي حذرت قومها من قرب هجوم الاعداء فلم يكترثوا بها حتي وقعت الكارثة،‮ ‬وقام بمزج وتوظيف هذا في جدلية محكمة مع أسطورة أشهر عبد أصبح مضرب الأمثال في الشجاعة،‮ ‬وصار رمزا لقدرة الإنسان علي تجاوز الواقع‮.‬
فنجد‮ "‬عنترة‮" ‬يدلي بإفادته باكياً‮ ‬أمام‮ «زرقاء اليمامة‮»‬‬،‮ ‬بينما تمثّل هذه ال‮ "‬زرقاء‮" ‬صوت العقل الذي كان يدرك حجم الخطر الصهيوني،‮ ‬لكن أدي التقاعس إلي عدم التحضير للحظة المواجهة الحاسمة فكانت الهزيمة نتيجة طبيعية‮.‬
بعدما نشرها أصبحت القصيدة علي كل لسان،‮ ‬نظراً‮ ‬إلي جرأتها في نقد السياسات التي قادت إلي الهزيمة‮. ‬ومن جهة أخري،‮ ‬كانت علامة فارقة في الأدب،‮ ‬لأنها جعلت منه أدب مقاومة ونقد،‮ ‬مقاومة لكل اعتداء من الخارج،‮ ‬ونقد لكل خطأ من الداخل‮.‬
أما قصائد الديوان الأخري فتنهض جميعها في المناخ الوجداني نفسه،‮ ‬المناخ الحزين والكئيب الذي خلفته الهزيمة‮. ‬في قصيدة‮ «كلمات سبارتكوس الأخيرة‮»‬‬،‮ ‬يتحد الشاعر بقائد ثورة العبيد في روما،‮ ‬ويدعو إلي الثورة ضد الطغيان والعبودية،‮ ‬من أجل أن تبقي للناس كرامة وكبرياء‮. ‬ورغم قيام القيصر الروماني الأكبر بصلب العبد الثائر،‮ ‬إلا أن ثورته كانت السبب في زرع الشجاعة في العبيد وتحفيزهم للمواجهة،‮ ‬لأن من يقول‮ «لا‮»‬ ‬ستكتب له الأبدية،‮ ‬أما من يرضي بهوانه وذله فلن يجد مكاناً‮ ‬سوي مكبّ‮ ‬النسيان‮.‬
‮«البكاء بين يدي زرقاء اليمامة‮»‬ ‬هي المجموعة الثانية من حيث الكتابة،‮ ‬لكنها الأولي من حيث النشر‮. ‬وفيها اتّضحت ملامح شعرية دنقل بوصفه شاعر رفض ومنشد عصيان وثّورة‮.‬
وقد كان لهذا الديوان أثر واضح علي بعض الفنانين المصريين وهم كالتالي‮ : ‬
عبير حمدي‮ ( ‬1972م ‮ )‬
من مواليد الجيزة،‮ ‬تخرجت في قسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة القاهرة،‮ ‬شعبة التصميم المطبوع جامعة حلوان‮ ‬1995م،‮ ‬ماجستير الفنون الجميلة‮ ‬2002،‮ ‬دكتوراة في الفنون الجميلة بعنوان التجريد في فن الرسم المعاصر وعلاقته بالفلسفة الروحية‮ ‬2009‮ ‬،‮ ‬عضو عامل بنقابة الفنانين التشكيليين القاهرة مدرس قسم الجرافيك بأكاديمية الفن والتصميم بالمعهد العالي للفنون التطبيقية بمدينة‮ ‬6‮ ‬أكتوبر،‮ ‬لها مشاركات عديدة في المعارض القومية والدولية‮.‬
تحاول الفنانة اختزال العناصر المادية من أشخاص وأشكال طبيعية مختلفة من صخور أو أشجار وغيرها وتجريدها من تفاصيلها،‮ ‬لتعيد صياغتها وتشكيلها فنياً‮ ‬من خلالال محاولات التجريبية المستمرة في مجال فن الرسم والحفر‮.‬
ومن خلال الإحساس الداخلي من خيال وحَدْس فني،‮ ‬فتسَّمو فوق معطيات الشكل المادية،‮ ‬لتبحث من خلال العلاقات بين الألوان والخطوط والأشكال المجردة،‮ ‬عن القيم الفنية الروحانية لما وراء المرئي من العناصر والتي تشكلت في وجدانها ورؤيتها الذاتية الفنية،‮ ‬من أجل الوصول لفكر فني وفلسفي جديد يعالج قضايا الشكل والمضمون برؤي رمزية تجريدية فنية معاصرة‮.‬
وتقدم لنا الفنانة عبير حمدي‮ : ‬
رسم لقصيدة‮ (‬بكائية الليل والظهيرة‮) :‬
يا دقة الساعات
هل فاتنا‮.. ‬ما فات؟
ونحن ما زلنا‮..‬
أشباحَ‮ ‬أمنيَّات
في مجلس الأموات!؟
نجد هنا الفنانة قد نفذت العمل بواسطة الرسم بالأحبار الملونة والألوان المائية علي الورق،‮ ‬فالتكوين الفني بهذا العمل قائم علي الخط الحر الذي يعطي نوعا من الايقاع الجيد للعمل،‮ ‬فجمع بين الرمزية والتجريدية،‮ ‬من خلال تناغم العناصر والملامح الشخصية البسيطة،‮ ‬مع الشكل الرمزي للساعة والحقيبة،‮ ‬فتميزت بالإيقاعات البصرية المبنية علي العلاقة بين الشكل والفراغ‮ ‬وتوزيع الظل والنور بالعمل‮. ‬
المصورة هبه فكري‮ (‬1970م ‮ )‬
هبه فكري احمد مرتضي،‮ ‬من مواليد عام‮ ‬1970،‮ ‬ليسانس حقوق عين شمس‮ ‬1993م،‮ ‬اشتركت في معارض جماعية وحصلت علي العديد من الجوائز أثناء الدراسه من المعارض التابعة لوزارة الشباب والرياضه،‮ ‬أربعة معارض شخصية من1995‮ ‬الي‮ ‬2015م،‮ ‬آخرها في جاليري أرت كورنر الزمالك،‮ ‬ومعارض جماعية تابعة لقطاع الفنون التشكيليه وصندوق التنمية الثقافية وقاعات خاصة،‮ ‬اشتركت في صالون الخريف بباريس‮ ‬2014م‮. ‬وتقدم لنا الفنانة‮ ‬رسم لقصيدة"كلمات سبارتكوس الأخيرة‮":‬
‮( ‬مزج أوّل‮ ) :‬
المجد للشيطان‮.. ‬معبود الرياح
من قال"لا‮" ‬في وجه من قالوا‮ "‬نعم‮"‬
من علّم الإنسان تمزيق العدم
من قال"لا‮".. ‬فلم يمت،
وظلّ‮ ‬روحا أبديّة الألم‮ !‬
‮( ‬مزج ثان‮ ) :‬
معلّق أنا علي مشانق الصباح
و جبهتي‮ ‬بالموت‮ ‬محنيّة
لأنّني لم أحنها‮..‬‮ ‬حيّه‮ !‬
يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين
منحدرين في نهاية المساء
في شارع الاسكندر الأكبر‮ :‬
لا تخجلوا‮.. ‬ولترفعوا عيونكم إليّ
لأنّكم معلقون جانبي‮.. ‬علي مشانق القيصر
نجد الفنانة قد عبرت عن تأثرها بهذه القصيدة التي تفيض بالرموز،‮ ‬حيث لعب اللون فيها دورا هاما،‮ ‬فالأسود هنا يرمز إلي الموت ويؤكد علي فزع الفنانة من مصير سبارتاكوس،‮ ‬فهو تعبير عن انفعالها الشخصي بتلك القصيدة التي تحمل بطياتها مناظر التعذيب بتلك الرموز والالوان الخاصة بألم الأشخاص المصلوبين علي قيد الحياة،‮ ‬وأيضا جائت المشنقة كأداة قتل تنتظر كل من يحاول الثورة علي النظام،‮ ‬ليكون عبرة للآخرين،‮ ‬وهنا تأتي عبقرية‮ "‬أمل دنقل‮" ‬في وضع الرمز بهذه القصيدة‮. ‬
الخطاط والمصمم الجرافيكي
حاتم عرفة‮ ( ‬1988م ‮ )‬
عشق الفنان المصري حاتم عرفة،‮ ‬الخط العربي،‮ ‬وورثه عن والده،‮ ‬إذ تعلم منه قواعد الخط‮. ‬ومن ثم،‮ ‬بني علي تلك التجربة وصقل وأثري مواهبه،‮ ‬فخاض مجموعة تجارب في حقل التصوير الفوتوغرافي وتصميم الجرافيك‮.‬
لكنه،‮ ‬وفي جميع تلك المسارات،‮ ‬كان كل ما يشغله هو كيفية تقديم عمل فني بصري،‮ ‬بشكل جديد،‮ ‬يعبر فيه عن شخصيته وأفكاره،‮ ‬ويبقي في الوقت نفسه،‮ ‬كما يقول،‮ ‬محافظاً‮ ‬علي تسميته ووصفه كخطاط ومصمم جرافيك،‮ ‬معاً،‮ ‬بدون أن يتخلي عن إحداهما،‮ ‬وخاصة الأولي‮ (‬خطاط‮). ‬وهكذا عمل علي أن تكون إبداعاته مزيجاً‮ ‬يتكون من مفرداتهما،‮ ‬إذ جسد هذا التوجه وتلك الرؤية بنجاح في مشروعه‮ "‬الرسم بالكلمات‮".‬
ينجذب الفنان،‮ ‬لقصيدة سبق له أن قرأها،‮ ‬فيمسك بالقلم ويبدأ في رسم خطوط علي ورقة بيضاء،‮ ‬ويتم أخذ تلك الخطوط كصورة ضوئية بالماسح الضوئي،‮ ‬وتتم معالجتها ببرامج الجرافيك،‮ "‬التقنيات الرقمية‮" ‬ببرنامج الفوتوشوب تحديدا‮.‬
فيتجلي العمل،‮ ‬من خلال كلمات الشاعر‮ "‬أمل دنقل‮" ‬بقصيدة‮ "‬كلمات سبارتكوس الأخيرة‮".‬
فلترفعوا عيونكم إليّ
لربّما‮.. ‬إذا التقت عيونكم بالموت في عيني
يبتسم الفناء داخلي‮.. ‬لأنّكم رفعتم رأسكم‮.. ‬مرّه
يقدم حاتم عرفة،‮ ‬الخط العربي برؤية عصرية جديدة ومختلفة،‮ ‬ويدمجه بالجرافيك،‮ ‬من خلال أفكار وكلمات وشخصيات مشهورة،‮ ‬ونماذج أراد فيها أن يعبر الرسم عن فكرته‮.. ‬وتكتمل الإبداعات بقراءة جمل مختارة وعبارات شهيرة في شكل فني جديد‮. ‬
الحفار والرسام والمصمم الجرافيكي ممدوح القصيفي‮ (‬1968‮)‬
الفنان الشاب ممدوح القصيفي‮ : ‬تخرج من كلية الفنون الجميلة عام‮ ‬1991‮ ‬وأقام أربعة معارض بالقاهرة،‮ ‬وشارك في ورشة عمل في الحفر بجوان لان‮»‬ ‬بالصين عام‮ ‬2010‮ ‬وبينالي أعمال الحفر الصغيرة بفنلندا ومعرض مصر الحديثة بهافانا كوبا ومعرض علي هامش اولمبياد بكين‮. ‬وحصل علي جائزة التفوق في الرسم من بينالي بور سعيد الثامن‮ ‬2009‮ ‬وجائزة الرسم من صالون الشباب‮ ‬1992‮ .‬
حين يغني الفنان‮ "‬أغنية للثورة‮" ‬يقول‮:‬
‮"‬لأمل دنقل"من قصيدته‮ (‬كلمات سبارتكوس الأخيرة‮) ‬وكأنه يعيش لحظة جاثمة لكن تشع بالصمود والكبرياء،‮ ‬ونطالع في لوحته‮ ‬امرأة يحط علي رأسها عصفور صغير‮. ‬تبدو بنظرة متأملة في حالة أشبه بالحلم‮. ‬وكان"ممدوح القصيفي‮" ‬يحلم بعالم من الحرية يغرد فيه عصفور الحياة‮.. ‬حيث طغيان الأبيض علي الأسود،‮ ‬لنلمح بين المساحات والمسافات الأمل المشع بالنور‮.‬
ورسوم الفنان المصاحبة للأشعار بالأبيض والأسود أشبه بالوثائق والتفاسير التصويرية تحتشد بعناصر من قيود وسلاسل وكائنات ممسوخة بوجوه نافرة قلقة وأقنعة وطيور محلقة تنبيء عن مساحة من التفاؤل،‮ ‬وهي مسكونة ببلاغة تعبيرية مع روح سيريالية تفيض بالألم والرغبة في الخلاص وتهفو إلي الحرية‮. ‬يبدو فيها الإنسان سجينا ومحطما القيود في نفس الوقت،‮ ‬الخطوط تتلوي في استدارات وانحناءات والاسود الداكن يزحف علي الأبيض المشوب بزرقة خفيفة ويتخلل كل هذا لمسات من البني‮.‬
‮(‬مزج ثان‮) ‬
معلّق أنا علي مشانق الصباح
و جبهتي‮ ‬بالموت‮ ‬محنيّة
لأنّني لم أحنها‮.. ‬حيّه
الرسامة أسماء الموجي‮ ( ‬1976م ‮ )‬
أسماء أحمد محمد أحمد الموجي مواليد الشرقية‮ ‬1976،‮(‬جمهوريه مصر العربية‮)‬،‮ ‬بكالوريوس تربية نوعية قسم تربية فنية جامعه الزقازيق‮ ‬1998،‮ ‬ماجستير التربية الفنية بكلية التربية الفنية جامعة حلوان‮ ‬2012،‮ ‬حاليا إعداد رسالة الدكتوراه بقسم الأشغال الفنية والتراث الشعبي بكلية التربية الفنية جامعة حلوان،‮ ‬عضو نقابة المعلمين،‮ ‬عضو أتيلييه المنصورة،عضو جماعه ألوان وإبداعات مصرية،‮ ‬الاشتراك في العديد من المعارض المحلية منذ‮ ‬2009‮ ‬حتي‮ ‬2015م،‮ ‬الاشتراك في سمبوزيوم شرم الشيخ الدولي‮ ‬2011،‮ ‬الاشتراك بمهرجان جداريات أزمور بالمغرب‮ ‬2012م‮. ‬
وتقدم لنا الفنانة رسماً‮ ‬لقصيدة‮ ( ‬الموت في لوحات‮ ) ‬
مصفوفة حقائبي علي رفوف الذاكرة
والسفر الطويل‮..‬
يبدأ دون أن تسير القاطرة‮ !‬
رسائلي للشمس‮..‬
تعود دون أن تمس‮ !‬
رسائلي للأرض‮..‬
ترد دون أن تفض‮ !‬
يميل ظلي في الغروب دون أن أميل‮ !‬
وها أنا في مقعدي القانط‮.‬
وريقة‮.. ‬وريقة‮.. ‬يسقط عمري من نتيجة الحائط
والورق الساقط
يطفو علي بحيرة الذكري،‮ ‬فتلتوي دوائرا
وتختفي‮.. ‬دائرة‮.. ‬فدائرة‮ ! ‬
أرادت الفنانة التعبير عن تلك المعاني المستقاة من القصيدة،‮ ‬من خلال العمل الذي انقسم إلي جزءين علوي وسفلي،‮ ‬لعب اللون دورا بنائيا ومحوريا،‮ ‬بالإضافة إلي تشابك الخطوط والمساحات الظلية المتعددة التي تحاول كل منهما الانفلات من عالمها الخاص في اتجاه الضوء لتحكي لنا الرموز والمفردات رؤية الفنانة لقصيدة‮ ( ‬الموت في لوحات‮).‬
ديوان تعليق علي ما حدث
صدرت هذه المجموعة عام‮ ‬1971،‮ ‬وغالبيّة قصائدها مكتوبة،‮ ‬بين عامي‮ ‬1969‮ ‬و1970،‮ ‬أي أنها لم تتخلّص بعد من كابوس النّكسة،‮ ‬كما أنّ‮ ‬عنوان المجموعة ليس إلا اختصاراً‮ ‬لعنوان قصيدة اسمها‮ «تعليق علي ما حدث في مخيّم الوحدات‮»‬.‬
ويشمل قصائد"في انتظار السيف فقرات من كتاب الموت الحداد يليق بقطر الندي‮ ‬_صفحات من كتاب الصيف والشتاء تعليق علي ما حدث في مخيم الوحدات ميته عصرية‮ ‬_الوقوف علي قدم واحدة رباب الهجرة الي الداخل حكاية المدينة الفضية الضحك في دقيقة الحداد الموت في الفراش لا وقت للبكاء‮"‬
القصائد مشاهد يومية للشوارع والمدينة التي تفوح منها رائحة الهزيمة‮. ‬وعجز السارد عن الفعل يبرر اتحاده بشخصية مفعمة بالقوة والانتصارات مثل شخصية القائد خالد بن الوليد في‮ «الموت في الفراش‮»‬. ‬إذا كان ابن الوليد قد تحسّر علي طريقة موته،‮ ‬وأبرز ما يميّز‮ «تعليق علي ما حدث‮»‬ ‬يتأتي مما تنطوي عليه القصيدة من فكر وتأمل واقعي‮ «مبني علي مستوي من التجربة والتفاعل الذاتي‮»‬‬،‮ ‬وعلي‮ «دمج الفكر السياسي بالمادة اليومية‮»‬‬،‮ ‬وتخفيف‮ «النبرة العاطفية للقصيدة‮»‬.‬
وقد كان لهذا الديوان أثر واضح علي بعض الفنانين وهم كالتالي‮ : ‬
الرسام محمد حماد
‮( ‬1940م ‮ ‬1994‮)‬
خريج كلية الفنون الجميلة‮ ‬1966م،‮ ‬عمل بدار الهلال وصباح الخير،‮ ‬يتميز‮ ‬في عمله بأسلوب تقني وصياغة رمزية تعكس مدلولات تاريخية،‮ ‬متمكن من معطياته التشكيلية والجمالية،‮ ‬كما أن له حسا أدائيا تلعب فيه حرية الخطوط المحسوبة علي سطح اللوحة،‮ ‬فنري ذلك من خلال الرسم التوضيحي الخاص بشعر‮ "‬أمل دنقل‮" ‬بعنوان‮ (‬الحداد يليق بقطر الندي‮) ‬مجلة الهلال،‮ ‬عام‮ ‬1969م‮.‬
الحداد يليق بقطر الندي مهداة إلي القدس المأسورة‮ «أمل دنقل‮»‬.‬
كان خمارويه راقدا علي بحيرة الزئبق
وكانت المغنيات والبنات الحور
يطأن فوق المسك والكافور
والفقراء والدراويش‮.. ‬أمام قصره المغلق
ينتظرون الذهب المبدور
ينتظرون حفنة صغيرة من نور
قطر الندي يا خال
مهر بلا خيال
قطر الندي يا عين
أميرة الوجهين
هودجها يخترق الصحراء
تسبقه الأنباء
أمامها الفرسان ألف ألف
وخلفها الخصيان ألف ألف
تعبر في مضارب البدو،‮ ‬وفي نضوب الماء
عند انتصاف الصيف
تحلم بالوصول للأردن
ترخي أعنة الخيول حول مائة‮..‬
تغسل وجه الحزن
قطر الندي يا ليل
تسقط تحت الخيل
قطر الندي يا مصر
قطر الندي في الأسر
كان خمارويه راقداً‮ ‬علي بحيرة الزئبق
في نومة القيلولة
فمن تري ينقذ هذه الأميرة المغلولة
من يا تري ينقذها‮..‬
بالسيف‮.. ‬أو بالحيلة‮..‬
الرسام محمد حجي‮ (‬1940م ‮ )‬
محمد إبراهيم أحمد حجي،‮ ‬مواليد محافظة الدقهلية من خريجي كلية الفنون الجميلة قسم التصوير‮ ‬1963م عمل مصمم مطبوعات وأغلفة كتب ورساما ومحررا بمجلة المنصورة ثم مجلة الطليعة ثم مؤسسة روزاليوسف ثم جريدة الأسبوع الثقافي ثم مؤسسة الاهرام،‮ ‬له العديد من الكتب التي يحدد موضوعاتها بنفسه ثم يتناولها برسومه مثل كتاب"شمال يمين‮". ‬
المصور والرسام الفنان حسين أبو زيد
دبلوم فنون جميلة قسم التصوير عام‮ ‬1959م،‮ ‬عمل مشرف فني بوزارة الثقافة ثم انتقل إلي جريدة الأهرام الاقتصادي مديرا فنيا بمركز الدراسات السياسية حتي أحيل للمعاش وتفرغ‮ ‬للفن،‮ ‬وقد قام بتصميم‮ ‬غلاف ملون لديوان‮ " ‬تعليق علي ما حدث‮ " ‬للشاعر‮ " ‬أمل دنقل‮ " ‬1978م‮.‬
حيث رسم شخص بشكل تجريدي،‮ ‬اعتمد فيه بالمقام الأول علي اللون الأسود والبني المائل للأحمر في التعبير عن قيمة الديوان الفنية بأسلوب يميل إلي الرمزية التشخيصية،‮ ‬وبدا واضحا تأثر الفنان بمحتوي الديوان الذي نفذ‮ ‬غلافه علي ورق كوشيه لامع‮. ‬
ديوان مقتل القمر
خص الشاعر مدينة الإسكندرية بمجموعته الثالثة‮ «مقتل القمر‮»‬‬،‮ ‬ويمكن القول إنها استعادة لذكرياته في المدينة‮. ‬هذا ما يخبرنا به إهداء المجموعة‮: «إلي الإسكندرية‮.. ‬سنوات الصبا‮»‬‬،‮ ‬فقد عاش دنقل فترة من شبابه فيها،‮ ‬وظلّت هذه المدينة حاضرة في شعره علي الدوام‮. ‬لكنّ‮ ‬صورتها التي رسمها في‮ «مقتل القمر‮»‬ ‬تختلف كثيراً‮ ‬عن صورتها في مجموعاته اللاحقة نظراً‮ ‬إلي التحوّل الجذري الذي سيطرأ علي شخصيته وشعره فيما بعد‮.‬
لابدّ‮ ‬من الإشارة إلي أن هذه المجموعة هي الأولي من حيث الكتابة،‮ ‬لكنها الثالثة من حيث النشر،‮ ‬وربما يعود ذلك إلي أن دنقل الذي تفتحت شعريته في زمن النكسة،‮ ‬لم يجد الوقت مواتياً‮ ‬لنشر قصائده الرومانسية هذه،‮ ‬لذا أجّلها حتي‮ «النصر‮»‬ ‬في عام‮ ‬1973،‮ ‬لأن حرب أكتوبر جعلته يلتفت إلي شؤونه الفردية في الشعر،‮ ‬فقام بنشر قصائد بداياته‮. ‬ويشمل قصائد"براءة طفلتها المطر قلبي والعيون الخضر يا وجهها مقتل القمر شئ يحترق قالت ماريا استريحي العار الذي نتقيه رسالة من الشمال أوتوجراف شبيهتها العينان الخضراوان الملهي الصغير"وفي الحقيقة لا يخفي علي أحد أن النضج الفني الذي ظهر في‮ «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة‮»‬ ‬و"تعليق علي ما حدث‮" ‬لا يقارن بمستوي هذه المجموعة الحالمة التي لا يزال فيها واقعاً‮ ‬تحت تأثير شعرائه المفضلين،‮ ‬خصوصاً‮ ‬الشاعر"صلاح عبد الصبور"في مجموعته‮ «الناس في بلادي‮»‬‬،‮ ‬والشاعر‮ «أحمد عبد المعطي حجازي"في مجموعته‮ «مدينة بلا قلب‮»‬.‬
المصور سميرعبدالفضيل‮ ( ‬1965م ‮) ‬
أتم دراسته بفنون المنيا‮ ( ‬1990م‮ )‬،ماجستير الفنون الجميلة تخصص تصوير عام‮ ‬1997م جامعة حلوان،‮ ‬دكتوراه الفلسفة في تاريخ الفن من معهد تاريخ الفن‮ ‬جامعة جورج أجوسطس جويتنجن ألمانيا‮( ‬2006م‮ )‬،‮ ‬له مشاركات مهمة منذ تخرجه وحتي الان بالمعارض المحلية والدولية‮.‬
لم يتعامل الفنان مع الحرف والكلمة كقيمة تشكيلية بحتة،‮ ‬بل احتفظ أيضاً‮ ‬بمعناهما الأدبي،‮ ‬وبهيئتهما وفي بعض الأحيان بتبديل المظهر المرئي والمقروء،‮ ‬والمعطي مباشرة للحرف‮. ‬
وقد توازي مع اهتمام الفنان بالنظير البصري رغبته في بناء شكل جمالي لعمله طغي فيه المضمون الرمزي أحيانا،‮ ‬كما طغي المحتوي الجمالي التشكيلي أحيانا أخري،‮ ‬ولكن الرمز والمحتوي التشكيلي كانا يتدخلان ويتشابكان متفاعلين في العمل الفني في معظم الأحوال،‮ ‬حيث استطاع الفنان أن يقيم علاقة بين المحتوي التعبيري للكلمة العربية المكتوبة من جهة،‮ ‬وبين هيئتها‮ (‬صورتها التشكيلية‮) ‬فتحول شكل الكلمات والحروف إلي أشكال وأبنية صرحية شامخة،‮ ‬أقامها علي سطوح‮ ‬غنية بالمعالجات التشكيلية التي استعان الفنان في تحضيرها بخامات ومواد وتقنيات حديثة،‮ ‬أدخلها كأرضيات لمعظم أعماله التصويرية،‮ ‬فبالعجائن اللونية كثيفة القوام،‮ ‬وعلي سطح القماش والخشب،‮ ‬كان الفنان يبني لوحاته التصويرية،‮ ‬فلم يكن الحرف أو الكلمة‮ ‬غريبا عن السطح الذي أعده الفنان للوحته‮. ‬وهكذا حقق الفنان تلاحما حميما بين محتوي اللوحة‮ (‬الجزء المكتوب‮) ‬وبين الخامات من خلال المعاني والمضامين‮.‬
ونري الفنان استلهم عملين ل قصيدة مقتل القمر،‮ ‬الأولي اسمها مقتل القمر1،‮ ‬والثانية مقتل القمر2،‮ ‬نجد فيهما حالة من استقرار مختلف نوعا ما،‮ ‬فنري الفنان قام برسم مجموعات من الكتابات مجموعة أعلي وأسفل العمل ومجموعة تتوسط العمل،‮ ‬وظهر بين الكلمات بعضها البعض فراغ‮ ‬ليصبح متنفسا لها داخل العمل،‮ ‬هكذا يعتمد الخط العربي جمالياً‮ ‬علي قواعد تنطلق من التناسب الواضح بين الخط والنقطة والدائرة،‮ ‬مع انه فيهما قد خرج عن اطار اللوحة،‮ ‬وقد حاول الفنان هنا استخدام الكتابات بنفس العناصر التشكيلية المعروفة ولكن ليس بالشكل المادي بل بمعناه الجمالي الذي ينتج حركة ذاتية تجعل الخط يتهادي في رونق جمالي متحداً‮ ‬مع مضامينه الرئيسية‮.‬
الرسام سمير عبد الغني إبراهيم‮ (‬1967م ‮ )‬
من مواليد الإسكندرية،‮ ‬تخرج في كلية التجارة بالإسكندرية‮ ‬1990م،‮ ‬وبدأ العمل كرسام صحفي من‮ ‬1993م حتي الآن بداية بمجلة كاريكاتير ثم انتقل إلي روزاليوسف والعربي الناصري،‮ ‬والكرامة وصباح الخير والمصري اليوم وحاليا في الأهرام المسائي‮.‬
استلهم الفنان من ديوان مقتل القمر عدة أعمال تناولها بشكل رمزي حيث يمكننا التعرف علي أسلوبه وفكره خلال العمل الفني الذي يعتمد علي الرسم بالحبر الشيني وتلوين من خلال التقنيات الرقمية تعبيرا للمدلولات الرمزية للحالة الإنسانية في ظل قصائد أمل دنقل‮.‬
ديوان العهد الآتي
‮«العهد الآتي‮»‬ ‬هو العهد المستقبلي،‮ ‬وبالنسبة لدنقل لن يكون هذا العهد إلا عهد الإنسان الحرّ،‮ ‬في عالم عادل يصون القيم والأحلام ويشمل قصائد"صلاة سفر التكوين سفر الخروج"أغنية الكعكة الحجرية" سرحان لا يتسلم مفاتيح القدس"بكائيات‮" ‬سفر الف دال مزامير من اوراق أبو نواس رسوم في بهو عربي خاتمة‮".‬
كتب الشاعر قصائد هذا الديوان بعد أن رأي ضحايا حرب أكتوبر في العام‮ ‬1973،‮ ‬وانتقال السياسات،‮ ‬ابتداء من سنة‮ ‬1972‮ ‬التي شهدت انتفاضة الطلاب اليساريين والناصريين ضد الظلم الذي تمارسه أجهزة النظام الذي بدأ يحيد عن الخط الوطني‮. ‬لذا تنطلق القصائد من الاحتجاج علي كل ما حدث في مصر بعد رحيل الرئيس عبد الناصر،‮ ‬هذه الأشياء مجتمعةً‮ ‬دفعت الشاعر إلي إدانة العهد القائم،‮ ‬والرغبة في استبداله بعهد آخر،‮ ‬عهد الإنسانية والعدل،‮ ‬مستلهماً‮ ‬في ذلك كلمات السيد المسيح التي وضعها في بداية الكتاب كمفتتح لما يريده‮: «مملكتي ليست من هذا العالم‮»‬.‬
فكرة كتابة‮ «العهد الآتي‮»‬ ‬تحيلنا إلي البعد المقدّس للشعر عند‮ «أمير شعراء الرفض‮»‬. ‬فإذا كان الكتاب المقدّس يتكوّن من‮ «العهد القديم‮»‬ ‬و»العهد الجديد‮»‬‬،‮ ‬فإن‮ «العهد الآتي‮»‬‬،‮ ‬المكتوب شعراً،‮ ‬هو عهد الحرية‮. ‬إنه العهد الدنيويّ‮ ‬مقابل العهد الديني،‮ ‬بمعني العهد الذي سيصنعه البشر علي الأرض‮.‬
استعار الشاعر مفاتيح الكتاب المقدّس في العناوين‮: «سفر التكوين‮»‬‬،‮ «سفر الخروج‮»‬‬،‮ «المزامير‮»‬.. ‬وفي تقسيم القصائد إلي‮ «إصحاحات‮»‬‬،‮ ‬بالإضافة إلي استحضار اللغة الدينية في الصلوات والأدعية،‮ ‬لكنه لم يستسلم لشكلها المعروف،‮ ‬بل راح يضيف إليها،‮ ‬ويحوّر فيها،‮ ‬بحيث تغدو ملائمة لغاياته‮. ‬والعملية برمتها تسمي عند أهل الأدب ب‮ «المعارضة‮»‬.‬
وفي قصيدة‮ «صلاة‮»‬ ‬نشاهد اللعبة ذاتها‮. ‬فالصلاة التي تقول‮: «أبانا الذي في السماوات‮»‬‬،‮ ‬ستتحوّل إلي‮ «أبانا الذي في المباحث‮»‬.. ‬في لغة تهكمية فريدة،‮ ‬تجعل من القوة القمعية الأمنية مطلقة الشرّ‮. ‬
إيمان عزت‮ ( ‬1972م ‮ ) ‬
مواليد محافظة كفر الشيخ،‮ ‬مصر،1972م‮. ‬استطاعت الفنانة في أعمالها المستوحاة من قصيدة،‮ «الكعكة الحجرية‮»‬ ‬اختزال مجموعة من الإجراءات التقنية التي تبهر المتلقي واعتمدت بساطة الآداء وعمق الفكرة الفنية،‮ ‬والاختزال ناتج عن خبرة مسبقة ليست طويلة زمنيا قياسًا بعمر الفنانة وهذا دال علي قدرتها الشعورية والذهنية فيما يتعلق بعملية بناء المفردات والأشكال داخل منظومة محكومة ومحبوكة تشكيليًا فالفراغ‮ ‬المساحي تتصدره شريحة شفافة وكأنها إحدي رقائق الروح‮.. ‬بما يكشف عن فلسفة خاصة في التعامل وما خفي من المرئي‮.. ‬فلا تنشغل بالضوضاء الخارجية بل تنفذ الي نظام العمل ذاته بما فيه من إبهار النظام الداخلي وبما فيه من فوضي منظمة تماما كمنهج عمل الطبيعة‮.. ‬فالفنانه جعلت الحركة حول الاطار الخارجي للدائرة وأيضا حركة تجميعية في الداخل‮.. ‬وقد انجزت هاتين الحركتين بشفافية لونها الرمادي في لوحاتها المستخدمة فيها تقنية الحفر البارز علي الخشب،‮ ‬هو لون‮ ‬غامض يبحث عن اللامرئي واللامحسوس‮...‬
وقد تناولت الفنانة قصيدة الكعكة الحجرية في عدة أعمال‮:‬
‮(‬الإصحاح الأول‮ )‬
أيها الواقفونَ‮ ‬علي حافةِ‮ ‬المذبحة
أشهروا الأسلحة‮!‬
سقط الموتُ،وانفرطَ‮ ‬القلبُ‮ ‬كالمسبحة
والدما نساب فوق الوشاح‮!‬
المنازلُ‮ ‬أضرحة
والزنازنُ‮ ‬أضرحة
والمدي‮.. ‬أضرحة
فارفعوا الأسلحة
واتبعوني
ديوان أقوال جديدة عن حرب البسوس
ويشمل قصائد‮ «لا تصالح مقتل كليب‮ «الوصايا العشر‮»‬ ‬ أقوال اليمامة مراثي اليمامة‮»‬‬،‮"‬لا تصالح"هي أشهر قصائد أمل دنقل علي الإطلاق،‮ ‬وقد اكتسبت شهرتها لأنها كُتِبت في‮ ‬1976،‮ ‬أي قبل اتفاقية‮ «كامب ديفيد‮»‬ ‬التي خرجت مصر بموجبها من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي‮.‬
وتاريخ كتابة هذه القصيدة يؤكّد لنا حس النبوءة العالي الذي تمتع به،‮ ‬فلننظرْ‮ ‬إليها كمسألة وعي ثاقب وقدرة علي الرؤية الواضحة للخارطة السياسية في المنطقة،‮ ‬وأيضاً‮ ‬كتجسيد لإحساس الشعب العربي‮. ‬ويمكن هنا أن نستضيء بكلام الشاعر نفسه،‮ ‬فالشاعر يستطيع أن يتنبأ،‮ ‬ولكنه ليس تنبؤاً،‮ ‬وإنما هو درجة من الوعي بالواقع الذي يحدث حواليه،‮ ‬بمعني أن الشاعر يملك من الوعي بالواقع والالتصاق به ما يمكنه من أن يحس باتجاه الأشياء والأحداث،‮ ‬وليس عن طريق العرافة والكهانة كما يريد بعض الشعراء أن يضفوه علي أنفسهم‮»‬.‬
قال أمل دنقل‮: «حاولت أن أقدم في هذه المجموعة حرب البسوس التي استمرت أربعين عاماً‮ ‬عن طريق رؤية معاصرة،‮ ‬وقد حاولت أن أجعل من كليب رمزاً‮ ‬للمجد العربي القتيل،‮ ‬أو للأرض العربية السليبة،‮ ‬التي تريد أن تعود إلي الحياة مرة أخري،‮ ‬ولا نري سبيلاً‮ ‬لعودتها،‮ ‬أو بالأحري لإعادتها إلا بالدم،‮ ‬والدم وحده‮. ‬وهذه المجموعة عبارة عن قصائد مختلفة استحضرت شخصيات الحرب،‮ ‬وجعلت كلاً‮ ‬منها يدلي بشهادة تاريخية حول رؤيتها الخاصة‮. ‬ومن الطبيعي أن يكون لكل من هذه الشخصيات شهادتها المختلفة عن شهادة الأخري‮»‬.‬
في هذه المجموعة عاد الشاعر إلي لعبته الأثيرة،‮ ‬لعبة الأقنعة،‮ ‬فاتخذ من شخصيات‮ «حرب البسوس‮»‬ ‬أقنعة ليتحدّث بألسنتها عن ضرورة الثأر لاسترجاع الحق السليب،‮ ‬والأراضي المغتصبة‮. ‬وطبعاً‮ ‬قيمة الثأر التي يؤكّد عليها ليست تلك القيمة القبلية القبيحة،‮ ‬وإنما هي قيمة تشمل المقاومة والنهوض والصحوة‮.‬
الحفار بلال مقلد‮ ( ‬1958م ‮ )‬
أستاذ الطباعة بقسم الأشغال الفنية والتراث الشعبي بكلية التربية الفنية جامعة حلوان،‮ ‬له العديد من المعارض الإقليمية والدولية،‮ ‬حصل علي بعثة الإشراف المشترك لاستكمال متطلبات الحصول علي درجة الدكتوراة ودراسة أعمال الطباعة والحفر بجامعة نيويورك،‮ ‬كلية بفلو،‮ ‬الولايات المتحدة الامريكية،‮ ( ‬1991‮: ‬1993م‮)‬،‮ ‬وقد حصل علي الجائزة الأولي في الحفر علي الخشب عرضي المقطع‮ ‬wood engraving‮ ‬من جامعة نيويورك،‮ ‬أمريكا،‮ ‬وعلي الجائزة الأولي لحفاري بفلو،‮ ‬نيويورك،‮ ‬الولايات المتحدة الأمريكية‮. ‬شارك في العديد من المعارض الجماعية الإقليمية منذ عام‮ ‬1979م وحتي الآن،‮ ‬والمعارض الدولية كبينالي وارسو السنوي لفن طباعة الاختام‮ ‬2002‮ ‬م و2005م،‮ ‬والبينالي الدولي لكتاب الفنان بالاسكندرية عام‮ ‬2008م‮. ‬إلي جانب كتابة العديد من الأبحاث المنشورة‮.‬
وقد تأثر الفنان بقصيدة لا تصالح للشاعر‮ «أمل دنقل‮»‬ ‬فقدم لنا عدة أعمال بواسطة الحفر البارز علي اللينو،‮ ‬عام‮ ‬2010م‮ .‬
‮ ‬لا تصالح‮!‬
‮..‬ولو منحوك الذهب
أتري حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما‮..‬
هل تري‮..‬؟
هي أشياء لا تشتري‮..:‬
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما‮- ‬فجأةً‮- ‬بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق‮.. ‬حين تعانقُهُ،
الصمتُ‮- ‬مبتسمين‮- ‬لتأنيب أمكما‮..‬
وكأنكما
ما تزالان طفلين‮!‬
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما‮:‬
أنَّ‮ ‬سيفانِ‮ ‬سيفَكَ‮..‬
صوتانِ‮ ‬صوتَكَ
أنك إن متَّ‮:‬
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي-بين عينيك‮- ‬ماءً؟
أتنسي ردائي الملطَّخَ‮ ‬بالدماء‮..‬
تلبس-فوق دمائي‮- ‬ثيابًا مطرَّزَةً‮ ‬بالقصب؟
إنها الحربُ‮!‬
قد تثقل القلبَ‮..‬
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ‮..‬
ولا تتوخَّ‮ ‬الهرب
القصيدة كاملة في الرسالة البحثية‮.‬
سميرعبدالفضيل
انهمك الفنان‮ (‬سبق تعريفه‮) ‬بمواظبة وصبر علي استلهام القصائد الشعرية والملاحم الأدبية العربية،‮ ‬ومن ثم استلهام كبار شعراء العرب مثل‮ "‬أمل دنقل‮" ‬لقصيدة لا تصالح‮.‬
حيث ظهرت كلمات الفنان في هذا العمل تحمل شكلاً‮ ‬جديداً‮ ‬باستخدامه لنهايات بعض الحروف بشكل مستقيم،‮ ‬ويكاد يكون حاداً‮ ‬لتتلاقي خطوطه وتتصارع معاً‮ ‬للوصول للأعلي بشكل منمق،‮ ‬واكتسبت هذه الكلمات التي أسفل العمل اللون الأحمر بقوته،‮ ‬واتضحت قوتها وشخصيتها أكثر من خلال استخدام الفنان للألوان الزرقاء الفاتحة،‮ ‬مما جعل اللون الأحمر يبدو وكأنه لون ثائر يلبس عباءة الخط ليصبح أكثر وقاراً‮ ‬وهدوءاً‮ ‬رغم صخبه،‮ ‬وينطلق حتي يتعدي منتصف العمل،‮ ‬وتجتمع باقي الكلمات وتتكاتف معها بقرب الوسط،‮ ‬وتبدأ الكتابات ذات اللون الأحمر تفقد لونها بالتدريج حتي تصل لأعلي العمل،‮ ‬فلم يستطع الخط هنا أن ينسلخ عن أصله تماما،‮ ‬بل اتحد معه ليظهر بهذا الشكل،‮ ‬يحمل الحرية الكاملة في الحركة والتلاعب داخل أعلي العمل فنراها رغم تمايلها وتراقصها،‮ ‬إلا أنها محتفظة بسمة الكتابة الأساسية وهي الوقار،‮ ‬من خلال فرد واستقامة بعض الحروف،‮ ‬لتمتد من هنا وهناك،‮ ‬فتملك العمل من كل الاتجاهات،‮ ‬ولن ننسي هنا أن الخلفية بألوانها المختلفة من أعلي وأسفل العمل لها دور أساسي في ظهور الخط بشكله المتميز،‮ ‬سواء بقوته أو ضعفه،‮ ‬بانطلاقه أو التصاقه بالآخر،‮ ‬ويتجمع في النهاية عند بؤرة الضوء المتمثلة في اللون الأصفر المتوهج،‮ ‬وهنا يتجلي للرائي من خلال هذا العمل القيم الجمالية والمعرفية،‮ ‬يمتزج فيها المادي بالمجرد اللذين أظهرهما الفنان بشكل بسيط فأصبح الرائي يري نفسه يتجاوز المادي فيه بحثاً‮ ‬عن المجرد في نفس العمل‮.‬
المصور والخطاط حامد العويضي‮ (‬1957م ‮ ‬2008م‮ )‬
ولد الفنان في عام‮ ‬1957م وتلقي تعليمه الأول في مدينة قوص،‮ ‬وداعبت أنامله القلم وبدأ في كتابة اللوحات علي الجدران وفي الكراسات وتطوع بكتابة لوحات الحجاج علي المنازل وكان يستخدم البوص في الكتابات‮.‬
وبدأ في حفظ القرآن الكريم في أحد الكتاتيب المنتشرة في مدينة‮ ( ‬قوص‮ ) ‬وظهرت عليه علامات النبوغ‮ ‬والتفوق الإعلامي والصحفي في المرحلة الثانوية وأبدع في مجال الخطوط العربية وكانت لوحاته معبرة وكلماته نافذة إلي قلوب أقرانه،‮ ‬والتحق بكلية الهندسة ولكن عشقه للخط وتعلقه الشديد به دفعه إلي التقدم لمدرسة الخطوط بالمدرسة السعيدية وعشقه هذا أفشله في الهندسة التي كانت تحتاج الكثير من التفرغ‮ ‬والمجهود،‮ ‬حصل علي دبلوم الخط العربي عام‮ ‬1982م،‮ ‬ثم بكالوريوس الإعلام قسم صحافة من جامعة القاهرة عام‮"‬1984م‮"‬،‮ ‬فضلًا عن دبلوم التخصص في الخط العربي والتذهيب عام‮"‬1986م‮" ‬ويعد الفنان‮ "‬حامد العويضي‮" ‬من أشهر فناني الخط العربي في مصر،‮ ‬كان هوايته وعشقه الفريد،‮ ‬درسه وتتبع مناهجه ومدارسه،‮ ‬ثم احترفه ليتفوق فيه،‮ ‬ويقيم العديد من المعارض الفنية،‮ ‬يمتزج فيها الحرف العربي بالألوان والظلال والبقع الضوئية في تشكيلات متنوعة‮. ‬
عمل العويضي في جريدة الأهالي،‮ ‬ثم استقر في مؤسسة الأهرام حيث عمل مديرا فنيا لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية‮. ‬
توفي عن عمر ناهز الخمسين عام‮ "‬2008م‮"‬،‮ ‬بعد صراع مع المرض،‮ ‬لكنه خلف ثروة من الفن الجميل عبر مئات الأعمال الفنية،‮ ‬كما صمم خطًا جديدًا أسماه حامد،‮ ‬ومن أشهر أعماله إبداع إحدي وعشرين لوحة لشعر‮ "‬أمل دنقل‮" ‬في ذكراه،‮ ‬التي عكست موهبته الكبيرة في فن الخط العربي،‮ ‬وفي رؤاه العصرية للخط كجزء من التشكيل،‮ ‬طوع العويضي الحرف ليصبح عنصرا تشكيليًا في إبراز جمال اللوحة‮ .‬
الفنان السوري سبهان آدم‮ (‬1972م ‮ )‬
يعد من أهم فناني ما بعد الحداثة،‮ ‬حيث يمثل حالة مميزة وذات خصوصية في التشكيل العربي والعالمي،‮ ‬أقام أكثر من‮ ‬70‮ ‬معرضا فرديا،‮ ‬منهم معارض بخمس مقاطعات بفرنسا،‮ ‬يعيش الفنان‮ "‬سبهان آدم‮" ‬عند حدود الصحراء السورية،‮ ‬استطاع أن يستوعب الموروث الجمالي الحداثي،‮ ‬فهو يعمل وفق فهم متوتر للأشياء واستحضار الممكن من ذاكرته الحافلة بالرؤي والأشكال والتكوينات التي تعلن عن هويتها بكثير من الألم والانكفاء،‮ ‬وقد استلهم من قصيدة‮ "‬لا تصالح‮" ‬ليعبر عن رفضه لكثير من السياسات،‮ ‬وأدرك أن ثمة مزجاً‮ ‬بين الحقيقة والألم والغضب والسخرية،‮ ‬تتراءي لرجل يتدثر بغموض نظرته العميقة وهو كقربان يثير الشفقة من دون أن يتخلي عن فطريته وألوانه المتقشفة‮.‬
ديوان أوراق الغرفة رقم‮ ‬8‮ ‬
آخر مجموعاته،‮ ‬وقد حملت رقم الغرفة التي نزل فيها في‮ «المعهد القومي للأورام‮»‬‬،‮ ‬حيث راح يخوض صراعاً‮ ‬مريراً‮ ‬مع مرض السرطان‮.‬
ويشمل قصائد‮ :"‬الورقة الأخيرة الجنوبي ضد من ؟ زهور السرير‮ ‬_الموت ديسمبر الطيور الخيول مقابلة خاصة مع ابن نوح خطاب‮ ‬غير تاريخي علي قبر صلاح الدين بكائية لصقر قريش قالت امرأة في المدينة إلي محمود حسن إسماعيل‮ "‬في ذكراه‮".‬
في هذه الغرفة التي استشعر فيها الشاعر بالنهاية،‮ ‬لا سيما مع استفحال المرض واقتراب الموت،‮ ‬ما كان من مواجهة إلا بالشعر‮. ‬ولعل القصائد التي كتبها في هذه المرحلة هي من أنقي قصائده وأصفاها،‮ ‬لأنّها ولدت نتيجة صراع من نوع خاص،‮ ‬وبتعبير أحمد عبد المعطي حجازي،‮ «صراع بين متكافئين،‮ ‬الموت والشعر‮»‬.‬
هذا ما حدا بالكتابة،‮ ‬علي عتبة المرض والألم والموت والإحساس الفاجع بالنهاية الوشيكة،‮ ‬أن تكون خلاصة حياة كاملة لشخص يشرف علي الانطفاء الأخير والكامل‮.‬
في هذه القصائد التي جُمِعتْ‮ ‬بعد موته ولم تجد الزوجة والأصدقاء اسماً‮ ‬سوي‮ «أوراق الغرفة‮ ‬8‮»‬‬،‮ ‬نري كيف ينتهي مسار التحديات العسير للحياة والزمن،‮ ‬وكيف يستكين الإنسان إلي قدره‮. ‬وأكثر ما تتجلّي هذه النقطة في رائعته‮ «الجنوبي‮»‬ ‬التي كانت آخر ما كتبه الشاعر،‮ ‬حيث يعود فيها إلي طفولته،‮ ‬كما يفعل المبدعون عموماً‮ ‬في نهاياتهم،‮ ‬وكأنّ‮ ‬الطفولة هي حصن الحياة الأخير الذي يمثل الارتباط الوثيق بزمن الحب والصفاء والحرية الحقيقية‮.‬
هناك قصائد المرض،‮ ‬كقصيدة‮ «ضد من؟‮»‬ ‬التي يقف دنقل حائراً‮ ‬أمام البياض‮: «كل هذا البيّاض يذكرني بالكفن»‬؛ وقصيدة‮ «زهور‮»‬ ‬التي كتب فيها برهافة الشاعر عن الزهور التي يقدمها الزوار للمريض دون أن ينتبهوا إلي أنها عليلةٌ‮ ‬وتجود بأنفاسها الأخيرة،‮ ‬ويركب موته علي موتها،‮ ‬في رحلة هذه الكائنات الجميلة التي تبدأ بقطفها وانتزاعها من علي عروش جمالها،‮ ‬وتحويلها إلي مجرد شيء للزينة،‮ ‬لتصبح رمزاً‮ ‬لتمني الحياة والصحة للآخرين مع أنها الأحوج إلي هذه الأمنيات‮.‬
وهناك قصيدة‮ «السرير‮»‬ ‬التي ترينا كيف أن السرير لا يستريح لجسد حتي يألفه،‮ ‬كما يفعل الإنسان تماماً،‮ ‬وقصيدة‮ «ديسمبر‮»‬ ‬التي تتحدث عن شهر الوداع والرحيل،‮ ‬شهر الخريف،‮ ‬لأن الشاعر نفسه بات خريفاً‮ ‬مرادفاً‮ ‬للموت‮.‬
ومن قصائد الديوان الجارحة،‮ ‬وهي مكتوبة قبل مرحلة المرض،‮ ‬لكنها لم تنتهِ‮ ‬إلا في هذه المرحلة،‮ ‬قصيدة‮ «الطيور‮»‬ ‬التي يقارن فيها بين الطيور الجارحة التي لا تغادر علياءها،‮ ‬والطيور الداجنة المستكينة لحبات القمح وسكاكين الذبح‮. ‬ثم تأتي قصيدة‮ «الخيول‮»‬ ‬لترثي هذه الكائنات من جهة،‮ ‬بعد أن كانت برية وطليقة،‮ ‬أو مطية للفرسان في الحروب،‮ ‬إلي أن صارت لعبة للرهانات والسباقات‮. ‬ومن جهة أخري،‮ ‬هو يرثي الزمن العربي الذي يشبهها في انحداره من قمة المجد إلي حضيض الذل،‮ ‬خاصة أن الخيول علامة من علامات الحياة العربية‮.‬
وفي قصائد‮ «مقابلة خاصة مع ابن نوح‮»‬‬،‮ ‬و»في بكائية لصقر قريش‮»‬‬،‮ ‬و»قالت امرأة في المدينة‮»‬‬،‮ ‬يكتب الشاعر عن جيله،‮ ‬حيث يطلق صرخاته الأخيرة بأنه هو هو،‮ ‬ولن يتخلي عن مبادئه وقيمه مهما نال من هزائم،‮ ‬وأنه مصرٌّ‮ ‬علي البقاء في وطنه حتي الموت،‮ ‬لأن محاولات التغيير لا يمكن إلا أن تحدث من الداخل
من بعض الفنانين الذين استلهموا أعمالهم الفنية من ديوان"الغرفة رقم‮ ‬8‮"‬ما يلي‮ : ‬
المصور صلاح عناني‮ (‬1955م ‮)‬
من مواليد القاهرة حاصل علي بكالوريوس التربية الفنية‮ ‬1977،عضو نقابة الفنانين التشكيليين،‮ ‬عمل رساما في مؤسسة روزاليوسف لمدة عشر سنوات،‮ ‬معيد ثم مدرس بقسم التصوير بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان،‮ ‬مدير قصر الغوري للتراث،‮ ‬شارك في الحركة الفنية التشكيلية بمصر له العديد من المعارض الخاصة والجماعية الدولية والإقليمية،‮ ‬قام بتصميم العديد من أغلفة الكتب لمعظم دور النشر المصرية وبعض المؤسسات العربية والاجنبية المعروفة،‮ ‬رسم أكثر من بورتريه‮ "‬لأمل دنقل‮"‬،‮ ‬وأيضا عمله المستوحي من قصيدة الخيول‮ .‬
كانت الخيلُ‮- ‬في البدءِ‮ ‬كالناس
برِّيَّةً‮ ‬تتراكضُ‮ ‬عبر السهول
كانت الخيلُ‮ ‬كالناس في البدءِ
تمتلكُ‮ ‬الشمس والعشب
والملكوتِ‮ ‬الظليل
ظهرها‮... ‬لم يوطأ لكي يركب القادة الفاتحون
ولم يلنِ‮ ‬الجسدُ‮ ‬الحُرُّ‮ ‬تحت سياطِ‮ ‬المروِّض
والفمُ‮ ‬لم يمتثل للجام
ولم يكن‮... ‬الزاد بالكاد
لم تكن الساق مشكولة
والحوافر لم يك يثقلها السنبك المعدني الصقيل
كانت الخيلُ‮ ‬برِّيَّة
تتنفس حرية
مثلما يتنفسها الناس
في ذلك الزمن الذهبي النبيل
الرسامة‮ "‬سالي الزيني‮"( ‬1973م ‮ )‬
من مواليد‮ ‬16‮ ‬نوفمبر1973م،‮ ‬بكالوريوس الفنون الجميلة‮ ‬1997م،‮ ‬ماجستير الفنون الجميلة بعنوان‮ "‬أهمية البعد التجريدي وأثره في تصميمات المطبوعات التجارية المعاصرة‮ «2004م،‮ ‬دكتوراه الفنون الجميلة بعنوان‮ «تصميم الكتاب بين التاريخ والموروث الشعبي‮- ‬رؤية معاصره لخطط المقريزي‮ : ‬المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والاَثار‮»‬ ‬2010م،‮ ‬مدرس بقسم الجرافيك‮- ‬شعبة الرسوم والكتاب‮- ‬كلية الفنون الجميلة‮- ‬جامعة حلوان،‮ ‬المشاركة بالعديد من المعارض المحلية والدولية والمعارض الخاصة وحاصلة علي العديد من الجوائز‮. ‬
استطاعت سالي الزيني رغم بساطة الخطوط والرموز وصبغات الألوان ودرجاتها أن ترسم موضوع قصيدة‮ "‬الزهور‮" ‬للشاعر‮ "‬أمل دنقل‮" ‬فلوحتها ليست باللوحة سهلة القراءة‮. ‬فهي من نوع الأعمال التي تجعل المتلقي يتوقف ويفكر ويحاول تفسير المقصد‮. ‬والغرض ومكنون الرسالة القادمة منها،‮ ‬تمثل اللوحة بعدا حركيا في حدوتة خيالية ممتعة،‮ ‬فالورود بدأت مجردة،‮ ‬واستخدمتها بكثافة،‮ ‬بالإضافة إلي الزخارف،‮ ‬منفذة علي ورق يدوي معاد تدويره من‮ «قش الأرز‮»‬‬،‮ ‬والذي تناغمت خشونته وطزاجته مع فكرة العمل‮. ‬
زهور‮..‬
وسلال من الوردِ‮ ‬
أُلمّحها بين اٍغماءة واٍفاقةْ
وعلي كل باقةْ
اسم حاملها في بطاقةْ
تحدثني الزهرات الجميلةْ
أن أعينها اتسعت دهشة
لحظة القطفِ
لحظة القصفِ
لحظة إعدامها في الخميلةْ
تتحدّث لي‮..‬
أنها سقطت من من علي عرشها في البساتينِ
ثم أفاقت علي عرضها في زجاج الدكاكينِ‮ ‬أو بين أيدي المنادينَ
نجاة فاروق إبراهيم‮ ( ‬1963م ‮ )‬
ماجستير التصميم‮ ‬2014‮ ‬كلية التربية الفنية،‮ ‬جامعة حلوان،‮ ‬عضو نقابة الفنانين التشكيليين‮- ‬جمعية محبي الفنون الجميلة الجمعية الأهلية للفنون الجميلة،‮ ‬شاركت بالعديد من المعارض بمصر منها‮ : (‬صالون القاهرة‮ ‬56‮) ‬بقصر الفنون،‮ ‬معرض أجندة بمكتبة الإسكندرية،‮ ‬معرض من وحي أشعار‮ "‬أمل دنقل‮" ‬بقصر الأمير طاز،‮ ‬حيث استلهمت الفنانة قصيدة‮ «الطيور‮»‬ ‬في عملين من أعمالها‮.‬
الطيور‮.. (‬2‮)‬
والطيورُ‮ ‬التي أقعدتْها مخالَطةُ‮ ‬الناس
مرتْ‮ ‬طمأنينةُ‮ ‬العَيشِ‮ ‬فَوقَ‮ ‬مناسِرِها‮.. ‬
وبأعينِها‮.. ‬فارتخَتْ
وارتضتْ‮ ‬أن تُقأقَيَء حولَ‮ ‬الطَّعامِ‮ ‬المتاحْ‮ ‬
ما الذي يَتَبقي لهَا‮.. ‬غيرُ‮ ‬سَكينةِ‮ ‬الذَّبح
غيرُ‮ ‬انتظارِ‮ ‬النهايه‮. ‬
إن اليدَ‮ ‬الآدميةَ‮.. ‬واهبةَ‮ ‬القمح‮ ‬
تعرفُ‮ ‬كيفَ‮ ‬تَسنُّ‮ ‬السِّلاح‮!‬
الطيور مشردة في السموات،
ليس لها أن تحط علي الأرض،
ليس لها‮ ‬غير أن تتقاذفها فلوات الرياح‮ !‬
ربما تتنزل‮...‬
كي تستريح دقائق‮..‬
وهناك بعض قصائد متفرقة للشاعر‮ "‬أمل دنقل‮" ‬لم تدخل ضمن أي مجموعة من مجموعاته الشعرية ومنها‮ "‬إلي صديقة دمشقية عشاء البطاقة السوداء"إلي أنور المعداوي" لا أبكيه العراف الأعمي نجمة السراب أيدوم النهر‮"‬
و من أهم الفنانين الذين كان للشاعر صدي في أعمالهم الفنية واتخذوا من وجهه رمزا لأشعاره‮ :‬
المصور والرسام
‮"‬جورج البهجوري‮" (‬1932م ‮ ) ‬
فنان الكاريكاتير المعروف محلياً‮ ‬وعالمياً‮ ‬واسمه بالكامل جورج عبد المسيح بشاي شنودة ساليدس جرجس‮. ‬ولد في عام‮ ‬1932م بالأقصر‮. ‬تخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة،‮ ‬درس في كلية الفنون الجميلة بباريس قسم الرسم‮. ‬عمل كرسام كاريكاتيري منذ عام‮ ‬1953م حتي عام‮ ‬1975م في مجلتي روز اليوسف وصباح الخير‮. ‬أقام عشرات المعارض في سائر أرجاء العالم،‮ ‬فاز بجوائز كثيرة،‮ ‬منها الجائزة العالمية الأولي في الكاريكاتير روما عامي‮ ‬1985،‮ ‬1987م‮.‬
وهنا نجد الفنان قد صاغ‮ ‬رموزه اللونية لتؤدي دلالة معينة لصديقه ورفيق دربه‮ "‬أمل دنقل‮" ‬وكأنها أنغام موسيقية تكتسب معاني مستقلة عن معانيها الأصلية في الطبيعة،‮ ‬ويظهر ذلك في لوحته"بورترية لأمل دنقل‮" ‬والتي نفذها قبل وفاة الشاعر‮ "‬أمل دنقل‮" ‬بعام تقريبا1982م،‮ ‬رسم بألوان الاكريليك علي ورق‮. ‬وفيها نجد الفنان"بهجوري"اختص لنفسه منهجا يقوم علي التبسيط والاختزال،‮ ‬وتجسيد رموز إنفعلاته بالخط واللون،‮ ‬لنقل مشاعره وأحاسيسه من خلال استلهامات لونية تمتزج وقوة الخطوط وجرأتها،‮ ‬فتثير مشاعر المتلقي‮.‬
صلاح عناني
رسم الفنان أكثر من بورتريه للشاعر‮ "‬أمل دنقل‮" ‬احدها بألوان الاكولين والآخر بالحبر الشيني علي الورق وذلك لغلاف الأعمال الكاملة الخاصة بالشاعر ونشرت من خلال دار نشر مكتبة مدبولي‮. ‬
وتم الاستعانة به كغلاف لكتاب الجنوبي للكاتبة‮ «عبلة الرويني‮»‬.‬
جودة خليفة‮ (‬1936م ‮ ‬2000م‮ )‬
من مواليد الشرقية بكالوريوس الفنون الجميلة قسم التصوير‮ ‬1962،‮ ‬انتقل للقاهرة للعمل والدراسة له العديد من الاعمال علي أغلفة"أخبار الأدب"عمل رساما بمجلة‮ «أكتوبر‮»‬‬،‮ ‬لم يكن الفنان الراحل جودة خليفة،‮ ‬معنياً‮ ‬مثل كثير من الفنانين،‮ ‬بتوثيق أعماله وجمعها،‮ ‬لكنه بشخصيته وأعماله المتميزة،‮ ‬استطاع أن‮ ‬يحفر اسمه في قلوب الجميع،علي مستوي الفن زينت أعماله عدد كبيرمن المجلات والكتب،‮ ‬يمنح العمل الأدبي قيمة مضاعفة،‮ ‬بخطوطه المتصلة المبهجة،‮ ‬وقدرته علي النفاذ،‮ ‬والتصوير بأبسط تكوينات الرصاص والألوان،‮ ‬كان تصويره لوجهما يمثل إضافة لصاحبه،‮ ‬فهو القادر علي أن يمسك بروح الشخصية،‮ ‬وإبرازها في ملامح الوجه،‮ ‬وعلي سبيل المثال تحولت أيقوناته إلي علامات مميزة علي أغلفة أخبارالأدب،‮ ‬خصوصاً‮ ‬الأعداد التي كانت تضم ملفات عن أعظم الأدباء والفنانين المصريين والعرب علي مر العصور‮»‬‬،‮ ‬ومنهم الشاعر الكبير‮ "‬أمل دنقل‮".‬
النحات والرسام‮ ‬بهجت عثمان‮ ‬
‮(‬1931م ‮ ‬2001م‮ )‬
ولد الفنان بهجت عثمان في القاهرة عام‮ ‬1931،‮ ‬تخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة قسم النحت،‮ ‬عمل بعدها مدرسا للرسم ومن ثم انتقل إلي رسم الكاريكاتير في عدد من المجلات والصحف مثل‮: ‬روز اليوسف وصباح الخير وجريدة المساء والمصور والسفير وغيرها‮.‬
كما رسم رسومات للأطفال نشرت في مجلة ماجد وسمير والعربي الصغير وعلاء الدين‮.. ‬توفي عام‮ ‬2000‮ .‬
رسام الكاريكاتير خضر حسن‮ (‬1977م ‮) ‬
خضر حسن فنان تشكيلي ورسام كاريكاتير مواليد المنصورة‮ ‬1977‮ ‬،‮ ‬حاصل علي ليسانس دراسات إسلامية وعربية،‮ ‬فنون جميلة القسم الحر،‮ ‬دبلوم الخط العربي‮ ‬4‮ ‬سنوات،‮ ‬دبلومة التخصص في الخط العربي والتذهيب،‮ ‬رسام كاريكاتير بمؤسسة روزاليوسف عضو نقابة الصحفيين وعضو الجمعية المصرية للكاريكاتير وعضو اتحاد الكاريكاتير العالمي‮ (‬فيكو‮)‬،‮ ‬وعضو الاتحاد العربي للصحفيين الشبان نشر له بالعديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية مجلة روزاليوسف ومجلة صباح الخير جريدة المسائية ومجلة لغة العصر جريدة المقال وجريدة فيتو ومجلة كاريكاتير ومجلة تراث الاماراتية وجريدة العربي وغيرها عمل مشرفاً‮ ‬علي الورش الفنية بوزارة الثقافة مدة‮ ‬6‮ ‬سنوات حائز علي المركز الأول كأحسن رسام كاريكاتير محترف عام‮ ‬2014‮ ‬من نقابة الصحفيين أقام معرضين خاصين عن ثورة يناير بالكاريكاتير وشارك بالعديد من المعارض المشتركة في مصر والعالم في فن الكاريكاتير وشارك أيضا في العديد من معارض الفن التشكيلي وقد رسم وجه الشاعر أمل دنقل ونشر بمجلة الفيتو‮ ‬2013م‮ .‬
حذفت الهوامش لمقتضيات النشر الصحفي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.