جريمة الاغتصاب من الجرائم المقززة للمشاعر ، لكن هذه الجريمة التي نتحدث عنها غريبة من نوعها الجاني فيها لم يفتقد للمشاعر والاخلاق فقط بل تجاوز هذه المرحلة باقتداروافتقد الآدمية ذاتها واغتصب شقيقته البالغة من العمر 8 سنوات عدة مرات ولم يكتف بذلك بل هددها بالقتل اذا تحدثت مع أحد في هذا الأمر . هذا الجاني ليس بحاجة فقط إلا جلاد يعاقبه علي جريمته ولكن يحتاج ايضا إلى طبيب نفسي يحلل هذه الشخصية العجيبة التي ارتكبت هذه الجريمة النكراء. تفاصيل اكتشاف الجريمة واعترافات المتهم سوف نتعرف عليها في السطور القادمة . البداية كانت اتصال تليفوني على هاتف الحاج " م " من زوجته تخبره ان ابنته الصغيرة " شهد " البالغة من العمر 8 سنوات تعاني من ارتفاع الحرارة وإصابتها برعشة مصحوبة بعدم القدرة على التركيز والمشي ، أخبرها زوجها ان أمامه من الوقت 3 ساعات على انتهاء عمله وبعدها سيعود مسرعا الى منزله لاصطحاب ابنته إلى أقرب مستشفى للاطمئنان عليها. في تمام الساعة الرابعة عصرا حضر الأب إلى منزله وطلب من زوجته وابنته تغيير ملابسهما للذهاب إلى إحدى المستشفيات لتوقيع الكشف على الطلفة شهد التي رفضت الذهاب إلى المستشفى لكن مع إصرار الأب وخوفه على ابنته وافقت على الذهاب معه لتوقيع الكشف الطبي عليها داخل غرفة الكشف جلس الطبيب بتفحص الطفلة لمدة 20 دقيقة ، وهذا الأمر جعل الخوف والقلق يتسلل إلى قلب والديها . اغتصاب بعد الإنتهاء من الكشف على الابنة شعر الأب بتغير ملامح الطبيب وشعوره بالحزن وأخبرهم ان ابنتهم تعاني من مرض الحمى الشوكية وان هذا المرض لا يعنيه في هذا التوقيت الحالي وهنا فجرالقنبلة ان ابنتهم تعرضت للإعتداء الجنسي عدة مرات ، وقتها جن جنون الأب واتهم الطبيب بالجنون واخبره ان تشخيصه خطأ . وبعد أن طالبه الطبيب بالتأكد من هذا الأمر ، نظر إلى الأم وجدها صامته وكأنها كانت تعرف بواقعة الاغتصاب. لم تمر دقائق على الأب من هول الصدمة حتى سقط على الأرض مغشيا عليه ، ولم يفق إلا في اليوم التالي وهو في غرفة " الرعاية المركزة " ووقتها طلب من الأطباء الحديث مع زوجته . مفاجأة حزينة بعد نصف ساعة حضرت الزوجة إلى المستشفى وهي ترتدي الملابس السوداء ووجه لها زوجها عدة اتهامات أولها انها تعرف بواقعة الاغتصاب ولم تخبره ، ثانيا انها تسترت على مجرم لابد ان يتم القبض عليه تمهيدا لإعدامه ، تحملت الزوجه اتهامات زوجها وبعد الإنتهاء من حديثه فجرت المفاجأة الكبرى التي أطاحت بما تبقى من عقله وهي انها كانت تعلم بواقعة الاغتصاب لكن ليس لديها القدرة على الإبلاغ عن المتهم خوفا من القبض عليه . وقتها أصيب الزوج بحالة هياج داخل غرفة الرعاية المركزة وكاد ان يقتل زوجته خاصة بعد ان عرف ان مرتكب الواقعة هو ابنه الأكبر الذي يعمل " سباكا " . في نفس الوقت قام الطبيب الذي وقع الكشف الطبي على الطفلة المجني عليها بإبلاغ العميد عمرو حافظ مأمور قسم شرطة الوراق الذي طلب من المقدم محمد الجوهري رئيس المباحث التوجه الى المستشفي لاجراء التحريات اللازمة. انتقل رئيس المباحث برفقه عدد من معاونيه وكان في استقبالهم الطبيب الذي قام بتوقيع الكشف الطبي على المجني عليها وأخبرهم انها حضرت برفقة والديها بعد إصابته بمرض الحمى الشوكية ، وأثناء توقيع الكشف الطبي عليها فوجئ بوجود آثار اعتداء جنسي وتورم بالجهاز التناسلي . وبعد حصول رئيس المباحث على التقرير الطبي بالحالة الصحية للمجني عليها طلب من مدير المستشفي مقابلة اهلها لمناقشتهم وبمقابلة الأب اتهم ابنه بإنه وراء ارتكاب واقعة الاغتصاب وطالب بسرعة القبض عليه وبدأ حديثه قائلا : في ظهر احد الايام تلقيت اتصالا تليفونيا من زوجتي تخبرني ان ابنتي في حالة اعياء شديدة وتحتاج الى الذهاب للمستشفي لتوقيع الكشب الطبي عليها وهناك كانت الصدمة عندما اخبرني الطبيب ان ابنتي تعرضت للاغتصاب اكثر من مرة . يضيف الأب : واجهت زوجتي بكلام الطبيب وفوجئت انها كانت تعلم بالواقعة واخبرتني ان مرتكب الواقعة ابني الأكبر البالغ من العمر 26 عاما ويعمل " سباك" وفي نهاية حديث الأب طالب بالقبض على نجله تمهيدا لتقديمه للمحاكمة العاجلة . قام المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث قسم شرطة الوراق بإخطار اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة الذي أمر بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد محمد عبدالتواب رئيس قطاع شمال الجيزة تحت إشراف العقيد إيهاب شلبى مفتش مباحث شمال الجيزة للقبض على المتهم في أسرع وقت ممكن . بعد التأكد من أن شقيق المجني عليها وراء ارتكاب واقعة الاغتصاب لم يتبقي سوى القبض على المتهم. تم وضع خطة بحث محكمة استهدفت الاماكن التي يتردد عليها المتهم خاصة أنه هارب من اكتشاف الواقعة. تمت مداهمة عدد من الاماكن التي يتردد عليها المتهم في ساعة متأخرة من الليل لكن لم يتم العثور عليه ، وقتها طلب رئيس المباحث من معاونيه وضع عدة اكمنة ثابتة ومتحركة بمداخل ومخارج الوراق وبالقرب من منازل ومطالع الطريق الدائري وبعد 48 ساعة من البحث المكثف تم القبض على المتهم واقتياده إلى قسم شرطة الوراق تمهيدا لتسجيل اعترافاته في محضر رسمي بالواقعة . اعترافات ذئب داخل قسم شرطة الوراق كانت اعترافات المتهم كالآتي : انا مش عارف انا عملت كدة ازاي لاني كنت تحت تأثير المخدرات واكثر ما جعلني ارتكب الجريمة ان شقيقتي كانت متواجده بالمنزل بمفردها واستغليت هذه النقطة وقمت باغتصابها تحت تهديد السلاح اكثر من مرة وهددتها بالقتل اذا حاولت فضح أمرنا . انا كنت انسان طبيعي اعيش مع اسرتي في منزلنا الصغير اتمتع بحب من جميع اسرتي وجيراني لكن اعمل ايه ، المخدرات بدلت حياتي إلى النقيض وجعلتني ارتكب جريمة لم اتخيل أن افعلها في اغلي الناس وهي شقيقتي الصغرى. والآن أطالب بإعدامي حتي استريح من تأنيب الضمير الذي يلاحقني بشكل مستمر . في النهاية تم تحرير محضر باعترافات المتهم واخطار اللواء احمد حجازي مساعد وزير الداخلية لامن الجيزة الذي امر بإحالة المتهم الى النيابة التي أمرت بحبسه 4 ايام على ذمة التحقيقات بعد ان وجهت له تهمة الاغتصاب .