الشوارع في مصر حالة خاصة .. تصلح لأن يتم وضعها فى موسوعة جينيس العالمية، فلا يفرق السير فيها صباحا عن ظهراً عن مساء أو فجراً فهى مزدحمة على الدوام، ولا تجد مكانا للسير فيها من كثرة السيارات التى تملأ الشوارع! الظاهرة لها سنوات تتفاقم، حتى بلغت ذروتها دون أن يحد منها أى حلول.. ولكن السؤال الذى يفرض نفسه الآن: إذا كان هذا هو حالنا الآن ، فما هو المتوقع خلال سنوات قليلة قادمة؟
بيت وقع، أرض فرغت مما فيها، فوراً، تجد مجموعة من سائقى الميكروباص سارعوا لاحتلال الأرض، ومن حولهم تجمع عدد من بائعى العصائر وعربة فول أو عربتين ولا تستغرق عملية الاستيلاء على قطعة الأرض ساعات قليلة.. ولو لم تتنبه الحكومة تضيع الأرض بمبدأ وضع اليد. وهى ظاهرة غريبة ولكنها تفرض نفسها عندنا، فما أن تفرغ قطعة أرض أو يكتشف أحد فراغها، يتم الإسراع من بعض الناس لإحكام سيطرتهم عليها. ولا أعتقد أن بلداً فى العالم يمكن أن يحدث فيه مثل ما يحدث عندنا، فلا أحد يستطيع أو يجرؤ على الاستيلاء على ممتلكات غيره أو ممتلكات الدولة التى هى ممتلكات الشعب.
حتى فى الصيام الناس مش عايزة ترتدع. فهى تقود السيارات بسرعة جنونية، قبل وبعد الإفطار، الأمر الذى ينجم عنه حوادث أليمة ومفزعة .. يارب أمتى نتعلم نحافظ على حياتنا وحياة الآخرين.