كان ياما كان يا سعد يا كرام كان هناك إمبراطورية عظمي أسمها بريطانيا تهيمن علي مستعمرات في شرق وغرب وشمال وجنوب العالم حيث كانت الإمبراطورية التي لا تغيب عن أراضيها الشمس ومن ثم كانت كلمتها مسموعة وذات هيبة وصولجان ولكن دوام الحال من المحال ومع نهاية الحرب العالمية الثانية بدأت أواصر هذه الإمبراطورية في التفكك والانحلال ومع استقلال كافة مستعمراتها حدث الانكماش الأول لها وأصبحت تعرف بما يسمي بالمملكة المتحدة التي تضم في جنباتها اسكتلندا وإيرلندا الشمالية ومنذ هذا الحين وهي تبدو دولة تابعة في قراراتها للولايات المتحدة ولا تستطيع رفض أي طلب لتلك الأخيرة حتي لو أدي ذلك إلي خراب ودمار البلاد والعباد. ويبدو أن الوقت قد حان للحساب وكما تدين تدان فبريطانيا صاحبة وعد بلفور الذي تسبب في مأساة الشعب الفلسطيني حتي وقتنا هذا والتي ساندت الولاياتالمتحدة في غزوها للعراق عام 2003 وتسبب في انهيار الدولة العراقية وما تبع ذلك من تداعيات أشاعت العديد من بؤر التوتر في المنطقة الآن تستعد لنيل العقاب الإلهي بعد أن صوت شعبها من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي وهو ما قد يعرضها إلي انكماش آخر لا يحمد عقباه.. وبعد هذا الاستفتاء التاريخي الذي انفصلت بموجبه المملكة المتحدة سياسيا عن أوروبا بدا واضحا أن بريطانيا أضحت أمة منقسمة وبدأت تلوح في الأفق رغبة جامحة من اسكتلندا وإيرلندا الشمالية في الانفصال عن المملكة المتحدة من خلال الدعوة لإجراء استفتاءات شعبية بخلاف الآثار السلبية علي عالم المال والاقتصاد حيث هبط الاسترليني إلي أدني مستوي له منذ 31 عاما. بريطانيا اللي كانت عظمي تقف الآن وبعد الخروج من الاتحاد الأوروبي حائرة وتخشي من التقزم والانقسام والخوف من أن يأتي اليوم الذي تتلاشي فيه أركان المملكة المتحدة لتقف إنجلترا وحيدة تواجه الأعاصير والمصير المحتوم.