لكل مدينة في العالم سمة تميزها عن بقية المدن، وربما تنفرد بها، ومن المدن التي زرتها من قبل، وتلفت الانظار للوهلة الاولي ميناء جدة في السعودية، حيث تنتشر فيها البنوك ومحلات الصراقة ، لدرجة ان هناك مقولة شهيرة عن هذه المدينة تقول انه بين كل عقار وآخر يوجد فرع لبنك،كما تتميز مدينة سيدني الاسترالية يكثرة الحدائق الخضراء التي تستقبلك علي امتداد الشوارع، وتذكر الاحصاءات أن بهذه المدينة أكثر من ألفي حديقة خضراء، وتنفرد مدينة روستوك في الشمال الالماني بالطابع التاريخي والاثري في معظم العقارات والمباني، وتشبه إلي حد كبير مربع البورصة والشواربي في وسط القاهرة.. والعديد من مدن العالم مازالت تحافظ علي رونقها وجمالها بلا تعديات أو عشوائيات، وهكذا كانت قاهرة المعز، لكن منذ سنوات قليلة تغيرت القاهرة تماما، وأصبحت في كل الاحياء والمناطق عبارة عن موجات من المباني الخراسانية التي لا تتسم باي رونق، وامام هذه الفوضي المتصاعده انتشرت وتفاقمت ظاهرة القهاوي، وتتخذ مسميات مختلفه، لدرجة ان هذه الظاهرة تحولت إلي مشرع أسهل، وإلي سبوبة أسرع لكل راغب في الاثراء السريع أو حتي أكل العيش.. وهذه القهاوي أصبحت موجوده أسفل كل عمارة و مبني، وتطورت السبوبة إلي إحتلال بعض الادوار العليا، وفي روف بعض العمارات، وسحبت هذه المقاهي البساط من الاندية ومراكز الشباب، وخطفت منهم الشباب وبقية الاجيال، بل وبعض الفتيات، والجميع يتسابقون في تدخين الشيشة، وحتي في أيام رمضان انتقلت السهرات الرمضانة إلي المقاهي، وهكذا تبدو قاهرة المعز الآن وكأنها جمهورية للقهاوي، وإلي اللقاء.