لقد ترعرعنا علي مدي سنوات عمرنا علي مبادئ راسخة لا تتجزأ تم تثبيتها في وعينا وضميرنا في محيط الأسرة والمدرسة التي تتمحور حول الجد والاجتهاد في العمل والمذاكرة هما أفضل السبل للتفوق والترقي في أعلي المناصب وأن الغش الذي تنهي عنه الأديان السماوية والمبادئ الأخلاقية لا يجدي شيئا لصاحبه سوي الفشل والوقوع تحت طائلة العقاب فلا يمكن أن يتساوي الطالب المجتهد مع هذا الذي يسعي للوصول إلي النجاح عن طريق الغش والتدليس.. ويبدو أن هذه الأيام قد ولي عهدها بعد التقدم الهائل الذي واكب وسائل الاتصال الحديثة وبعد انهيار منظومة الأخلاق بعد أن انهارت العملية التعليمية وتقاعست الأسرة عن غرس مبادئ الأخلاق الحميدة في نفس الوقت في نفوس أبنائها.. إن ماحدث من تسريب للامتحانات ومن غش جماعي في لجان امتحانات الثانوية العامة هذا العام يعتبر مهزلة بكل المقاييس، ولابد من وقفة حاسمة ضد مرتكبي هذه الجرائم، وفي نفس الوقت محاسبة المسئولين في دهاليز وزارة التربية والتعليم علي الإهمال في حماية الامتحانات من التسريب وعدم القدرة علي الحد من الغش الجماعي في العديد من اللجان حتي لا تتكرر هذه المأساة. إن هذه الكارثة تؤكد من جديد أهمية تطوير وتغيير النظام التعليمي وتقديم الامتحانات بشكل مختلف، بحيث يصعب تداولها باتباع الأساليب التكنولوجية ومن ناحية أخري يؤكد أهمية مراجعة منظومة الأخلاق في المجتمع بعد التأكد من وجود خلل في أخلاقيات الأسرة المصرية التي تشجع أبناءها للحصول علي شيء ليس من حقهم من خلال الغش وكأنه شيء طبيعي.. منتهي الظلم يا سادة أن يتفوق الطالب الذي سلك طريق الغش علي الطالب الذي اجتهد وكافح حتي يحصل علي التفوق الذي يستحقه.. لابد من وقفة جادة بالفعل ومحاسبة المسئولين في كافة المواقع عن هذه المهزلة حتي لا نقتل الأمل والانتماء في نفوس شبابنا الذين هم بناة المستقبل.