كل من زار ميدان التحرير في الايام الاخيرة اكتشف منذ الوهلة الاولي ان الميدان الذي شهد اجمل 18 يوما في تاريخ مصر .. تغير تماما . نعم هناك بعض من ثوار يناير .. وهناك بعض الحماس القديم .. ولكن الميدان وروحه تغيرت بالفعل .. هناك عددا هائلا من الباعة الجائلين يستطيعون عمل مليونية بمفردهم ! الباعة الجائلون ومعهم عدد كبير من البلطجية واولاد الشوارع يحتلون الميدان فعلا ويبدو الثوار هناك وسطهم اقلية ! الغريب ان هؤلاء الباعة ينتقدون الثوار عيني عينك وبكل بجاحة حتي ان احدي الثائرات قالت عقب عودتها مع اسرتها من الميدان يوم الجمعة الماضي ان احد الباعة قال لها بالحرف : الله يخرب بيت الثورة وقفت حالنا ! الاغرب ان هذه الثائرة التي لم تغادر الميدان واسرتها - منذ 25 يناير حتي تنحي المخلوع - ميسورة الحال وكان خروجها مع افراد اسرتها لميدان التحرير لايمانها الشديد بالدفاع عن هؤلاء الغلابة حتي يرحل النظام المستبد الظالم ويعيشون حياة كريمة وحرة ! الاشد غرابة .. ان تواجد هؤلاء الباعة الجائلين والبلطجية واولاد الشوارع بهذه الاعداد الغفيرة لم يلفت نظر الثوار الحقيقيين الموجودون بالميدان .. ولم يفطن احد من الثوار الي ان هؤلاء الغرباء ليسوا الا حصان طروادة .. الخطة الجديدة التي تتبعها وزارة الداخلية في حربها الشرسة علي الثورة ! لم يلتفت ثائر واحد ان وزارة الداخلية هي من زرعت هؤلاء الباعة والبلطجية واولاد الشوارع وسط الثوار تمهيدا لمعركة قادمة وموقعة جمل جديدة تبرئ ساحة الوزارة من الدماء التي ستسيل لان المتشاجرين في حالة بدء المعركة - لا يرتدون البدلة الميري التي اغرقتها دماء الابرياء والشهداء من ابناء الشعب وليبدو الامر كأنه خلاف بين الثوار بعضهم البعض . يوم الثلاثاء الماضي تنبه عدد من الثوار لحصان طروادة خاصة بعد تعدد حالات التحرش بالنساء في الميدان ومحاولات البلطجية وابناء الشوارع سرقة الادوية المخدرة من المستشفي الميداني والالفاظ البذيئة التي تلاحق الفتيات المتواجدات في ميدان التحرير وهو امر مستغرب تماما ولم يحدث من قبل خلال ايام ثورة 25 يناير . وبدأت المعركة .. ونجح الثوار في اخراج هذه القمامة من الميدان وابعدوهم رغم ان الباعة والبلطجية واولاد الشوارع كانوا مزودين بالعصي والشوم واسلحة الخرطوش وزجاجات المولوتوف .. واسفرت المعركة عن سقوط ما يزيد عن 100 مصاب من الثوار والقاء القبض علي عدد من الباعة والبلطجية واولاد الشوارع .. ولا احد يعلم ماذا ستشهده الايام القادمة من معارك جديدة وكم عدد الشهداء والمصابين الذين سيسقطون . ماذا تريد وزارة الداخلية من الثوار ؟ هل فقط تريد الانتقام لهزائمها المتكررة في كل مواجهة مع الثوار ؟ هل تريد اجهاض الثورة وعودة الظلم والفساد من جديد ؟ لماذا تحمي وزارة بأكملها ضابط صغير » قناص العيون« رغم ادانته بالصوت والصورة ؟ ان ما يفعله وزير الداخلية ورجاله الان سيسجله التاريخ .. وسيأتي يوم الحساب ان اجلا او عاجلا .. ولكم في المخلوع اسوة وفي العادلي مثال . هل يعقل ان يوافق وزير الداخلية علي سلوك رجاله المشين وهو من كان ايام الثورة ثائرا في الاستديوهات الفضائية حتي جلس فوق مقعد الوزير فتحول الي جلاد ؟ هل يسعي وزير الداخلية ان يغادر موقعه بعد ساعات تاركا وراءه هذه الذكري المشينة ؟ تاريخ الرجل لا يقول ذلك ! ولكن منذ متي كان تاريخ الانسان هو المعيار للقياس .. الانسان موقف في وقت الشدة فقط .