يغلق معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب أبوابه اليوم الأحد، بعد أسبوعين من النشاط المتنوع، وعرض الكتب؛ التي كان لنا بين أركانها جولة. بعد دخول ساحة العرض؛ نجد علي اليمين دار الكتب المصرية اللبنانية، وإلي جانبها ركن القنصلية الأمريكية، الذي يضم 5 كتب جديدة تعرض لأول مرة خلال معرض المكتبة، هي: "اعطني حريتي.. ملحمة التاريخ الأمريكي المستمرة" لاريك فونر، "لماذا تفشل الأمم.. أصول السلطة والازدهار والفقر" لدارن اسيموجلو وجيمس أ.روبنسون، "التفكير.. السريع والبطيء" لدانيال كانمان، "وصية الأمل.. الدكتور مارتن لوثر كينج جوهر كتاباته وخطبه الهامة" من جمع وتحرير جيمس ميلفن واشنجتون، ورواية "بابت" لسنكلير لويس الحاصل علي جائزة نوبل. في مقابل القنصلية؛ تأتي المكتبة الأكاديمية، وركن مكتبة الإسكندرية الذي يضم عددا من الروايات الحديثة وإصدارات المكتبة، منها "ذاكرة الإسكندرية الفوتوغرافية" الذي يتوسط العرض، "قصور الحمراء.. ديوان النقوش والعمارة"، "التجديد والتأصيل"، متحف السادات"، أما الأعمال الأدبية فيقول عنها أمير مصطفي، المدير التنفيذي لدار حسناء للنشر: "مازالت رواية "شوق الدراويش" لحمور زيادة تتصدر المبيعات منذ العام الماضي، بينما من إصدارات هذا العام، هناك إقبال علي رواية "نصف ظل" لأحمد محمد زويل التي صدرت أثناء معرض القاهرة للكتاب، ورواية "في شقة عازب" لدعاء عبده، و"شقة الطحان" لمحمد عبد السلام، وفي الشعر ديوان العامية "باندا" لعمرو حسن، "مجبراتي خواطر" لحلمي حسن". وعلي يسار ركن المكتبة؛ تستقر دار نهضة مصر، التي يبرز في عرضها سلسلة أعمال يحيي حقي، وركن خاص لكتب الأطفال، ويؤكد شريف بهجت، مسئول البيع في الدار: "كتب الأطفال تشهد إقبالا أكثر وخاصة أعمال والت ديزني، بينما في الأدب؛ أنيس منصور والعقاد ويوسف إدريس هم الأكثر رواجا". يقابل نهضة مصر علي يسار مدخل المعرض؛ جناح جامعة الكويت الذي يعرض كتبا علمية وقانونية ودينية وأدبية من إنتاج مجلس النشر، وعلي بعد خطوات منه علي نفس الصف، يقع ركن المركز القومي للترجمة، الذي يتوسطه "الكنائس في مصر.. منذ رحلة العائلة المقدسة إلي اليوم"، "عالم المصريين"، "حتشبسوت.. من ملكة إلي فرعون مصر"، "تاريخ الأندلس"، وتتنوع الكتب فيه ما بين اجتماعية وسياسية مثل "العرب والإسلام وأوروبا"، و"هوية فرنسا" وعلمية ك "مشكلة الفيزياء"، وكتب الأديان. بينما تستعرض الهيئة العامة لقصور الثقافة مطبوعات السلاسل الصادرة عنها مثل آفاق عالمية وكتابات نقدية، عالم وموسيقي، وقطر الندي، وآفاق الفن التشكيلي، والذخائر، والأعمال الكاملة. أما دار الشروق، فطرحت خصما خاصا 20٪ علي كتبها، ويتضمن العرض إصداراتها القديمة نسبيا كرواية الفيل الأزرق لأحمد مراد، وثلاثية غرناطة لرضوي عاشور، ، إلي جانب إصدارات أخري مثل "فاتن حمامة" لزينب عبد الرازق، والوثائق الخاصة بليلي مراد لأشرف غريب، وأعمال محمد المنسي قنديل وأحمد خالد توفيق وحسن كمال وعلاء الأسواني وغيرهم. وقد صدرت عن الدار بعد أيام قليلة من بدء المعرض رواية "أرض الإله" لأحمد مراد. يقول هاني إبراهيم، مسئول الجناح: "الإقبال ضعيف جدا، يكاد يكون منعدماً، لأن معرض الإسكندرية كان منذ أيام وهو ما أثر سلبيا علي هذا المعرض، ورغم وجود إصدار جديد إلا أن الإقبال أقل من الضعيف، وتلك المرة الأولي التي يحدث فيها ذلك، ولا أعلم السبب، لأنه دائما ما يأتي المعرضان متتاليين". بجوار الشروق يأتي ركن المجلس الأعلي للثقافة الذي يتصدره كتاب "الفتوحات المكية". يقول إخصائي التسويق محمد جلال: "هناك 80 عنوانا جديدا منذ بداية العام شاركنا بهما في معرضي القاهرةوالإسكندرية، وفي هذا المعرض يوجد عنوانان جديدان هما "حكايات عن ناس طيبين" لسعيد الكفراوي و"تمرد علي الثوابت" لمحمود بقشيش، أما الكتب التي تلقي إقبالا بشكل أكبر فهي "مصر في الأساطير العربية" للدكتور عمرو عبد العزيز منير، و"الحركة العمالية في مصر من 1899 إلي 1922" لرؤوف عباس، و"عاطف الطيب.. رائد الواقعية المصرية المباشرة" لهاشم النحاس". في حين أكد سعيد عبد الشكور، مسئول التسويق بالمجلس: "الأيام الثلاثة الأولي من المعرض كان الإقبال فيها جيدا، ولكن فوجئنا منذ اليوم الرابع بانخفاض الحضور، والذي قد يرجع إلي التشديد الأمني الزائد والتفتيش الذاتي وافتقاد الناس للحرية في الخروج والدخول". أما يوسف شحات، المسئول عن جناح دار الكتب والوثائق، فيقول: "الإقبال جيد، ومن أكثر الكتب تحقيقا للمبيعات؛ الحديث منها، كسلسلة أخبار مصر، كتاب "المحاماة" لفتحي زغلول، و"شخصية مصر" لجمال حمدان". وعلي العكس؛ يقول محمد حسام، مسئول المبيعات بدار أطلس: "المبيعات سيئة جدا لأن المعرض جاء بعد معرض كوتة بالإسكندرية مباشرة، ومن يأتي يسأل عن كتب قديمة مثل "انستا حياة" و"هيبتا" لمحمد صادق". في الجزء الآخر من المعرض، تأتي في المقدمة دار الفاروق، التي يتصدر عرضها، السلسلة العالمية للروائع الأدبية وتتضمن "أحدب نوتردام"، "الملك آرثر"، "كسارة البندق"، وموسوعة سؤال وجواب، وسلسلة عالم الروبوت، وقد صدر عنها في 2016 كتاب "بناء الأبناء من الألف إلي الياء" للدكتورة هدي عبد الهادي، ويقول علاء عبد المجيد، مسئول الجناح: "ليس هناك إقبال، فلا يصح أن يكون هناك معرضان المدة بينهما لم تكمل الأسبوعين". بينما تبقي مكتبة ألف من أكثر الأركان ازدحاما بالجمهور، حيث تشهد إقبالا كبيرا علي رواية "أرض الإله" لأحمد مراد لحداثتها، فتقول شيماء حسن: "الإقبال علي أرض الإله قوي جدا، وإلي جانبها هناك كتب أخري مثل رواية "آخر يهود الإسكندرية" لمعتز فتيحة، و"أماريتا" لعمرو عبد الحميد وهي الجزء الثاني من "أرض زيكولا"، وروايات "وقالت لي" لدعاء عبد الرحمن، "سوف أحكي عنك" لأحمد مهني، ولكن هذا لا ينفي أن معرض الإسكندرية أثر كثيرا علي معرض المكتبة، فكل عام يكون هناك علي الأقل شهر فاصل بين الاثنين، أما هذا العام فلم يكن الفارق سوي 10 أيام". وعلي عكس المتعارف عليه في سور الأزبكية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، من إهمال وكتب ملقاة علي الأرض، يأتي السور في معرض المكتبة نظيفا ومنظما بدرجة عالية، تتراوح الأسعار فيه من جنيه وحتي المئات للسلاسل والمجلدات، ولكن الوضع بالنسبة للبيع ليس أفضل كثيرا، فيقول سمير عبد الهادي، المسئول عن ركن مكتبة أسماء التابعة لدار الخلود: "ليس هناك إقبال علي الإطلاق، رغم أن الأسعار زهيدة، وهذه المرة الأولي التي يحدث فيه ذلك، فالإسكندرية لا تحتمل معرضين بهذا الشكل، وفي ظني أكثر من نصف المشاركين هذا العام في السور لن يأتوا العام المقبل، فالخسارة ليست هينة، وعن نفسي - علي الأغلب - لن آتي مرة أخري العام المقبل حتي وإن شارك صاحب المكتبة". بينما يختلف معه؛ محمد أبو الحمد الشهير بأبي مؤمن، صاحب مكتبة أبو الحمد، الذي يضع تقسيما متنوعا للكتب لديه وتتباين الأسعار ما بين جنيه ونصف و3 جنيهات و5 و10 و50 وحتي 650 جنيها، حسب المطبوعات وأهميتها، فهو يعلم جيدا قيمة الكتب التي يمتلكها، وقد أضاف في هذا المعرض ركنا خاص بكتب الأطفال العربية والأجنية، فيؤكد أن ضعف الإقبال، يرجع من وجهة نظره إلي أن المكتبة لم تقم بالدعاية الكافية مثل كل عام، بالإضافة إلي أن المعرض جاء بعد معرض كوتة مباشرة، إلا أنه يستطرد: "المشاركة في المعرض بالنسبة لي ليست مسألة مكسب بقدر ما هي عرض وتواجد أحرص عليه، حتي ولو دفعت من "جيبي" لكي أحافظ علي زبوني". من جانبه؛ يرد د.خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية والمشرف علي المعرض، مؤكدا أن تقارب الموعد بين المعرضين لم يكن مسئولية المكتبة، فيقول: "معرض أرض كوتة كان عليه مراعاة أن معرض مكتبة الإسكندرية ثابت تاريخيا منذ 14 عاما، فموعده لم يكن مجهولا، ورغم أن المعرض في الأيام الثلاث الأولي كان إقبال عليه ضعيفا، لكنه بدأ في الزيادة بعد ذلك تدريجيا، خاصة أن هناك حملة تنشيطية في المجتمع السكندري وهدايا يتم توزيعها علي الجمهور من المكتبة، فنحن لدينا حملة دعائية كبيرة تعمل في أنحاء الإسكندرية، ولكن الناشرين يقيسون المكسب والخسارة مقارنة بالسنوات السابقة وأقصي ما حققوه من قبل، بينما هم - في النهاية - يخرجون رابحين". وعن الاقتراح المقدم بشأن ضم معرض الإسكندرية مع معرض المكتبة، يوضح عزب: "لقد طرحنا هذا المقترح علي الهيئة العامة للكتاب ووزارة الثقافة منذ العام الماضي وما قبل الماضي، ودائما يجري الحديث أنه سيتم، لكن لم نصل إلي اتفاق محدد بعد".