منذ رحيل المدرب الأسطوري السير أليكس فيرجسون، لم يمر يوما سعيدا علي مانشستر يونايتد وجماهيره، يمكن القول إن المواسم الثلاثة التي لعبها فريق «الشياطين الحمر» تحت قيادة المديرين الفنيين ديفيد مويس ولويس فان جال، هي فترة مليئة بالإنكسارات الهزائم المتتالية، لم يحقق فيها »الشياطين الحمر» أي بطولة، باستثناء لقب واحد في كأس الدرع الخيرية التي حققها مويس في بداية مسيرته عام 2013 . يمكن أن نصف المواسم الثلاثة الأخيرة لمانشستر يونايتد بأنها فترة الاضمحلال، لأنها خالية من أي ذكريات ذهبية للفريق العريق الذي تأسس عام 1878، أي أن النادي عمر 138 ورغم حفاظه علي شبابه في السنوات الماضية بفضل البطولات والإنجازات، لكن يبدو أن «الشياطين الحمر»تحولوا إلي مجموعة من العجزة بسبب الإدارة الفنية الضعيفة للفريق. نتائج مانشستر يونايتد هذا الموسم تعكس الوضع السيء للفريق مع فان جال، الذي يدور حوله الكثير من التقارير التي تتحدث عن رحيله نهاية الموسم والتعاقد مع مدرب جديد، الأقرب أن يكون البرتغالي جوزيه مورينيو. كوارث الهولندي بعد 30 جولة في مسابقة الدوري الإنجليزي، يتواجد اليونايتد في المرتبة السادسة برصيد 50 نقطة، من 14 فوزا و8 تعادلات و8 هزائم، ولم يكمل الفريق مسيرته في دوري أبطال أوروبا بعدما احتل المرتبة الثالثة في مجموعة التي ضمت آيندهوفن الهولندي وفولفسبورج الألماني وكلوب البلجيكي، لينتقل إلي منافسات الدوري الأوروبي لكن الفريق خرج أيضا من المنافسات علي يد الخصم اللدود ليفربول الإنجليزي في دور ال16.. وخرج من دور ال16 في كأس رابطة المحترفين الإنجليزية بالخسارة أمام ميدلزبره بركلات الترجيح في دور ال16، لتصبح بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي هي الأمل الوحيد لليونايتد هذا الموسم لتحقيق بطولة، والفريق أمامه مباراة أمام وست هام يونايتد في ربع النهائي بتاريخ 6 أبريل. من التصريحات الصادمة لفان جال وتسببت في زيادة غضب الجماهير ضده، هي حديثه عن تصدر ليستر سيتي مسابقة الدوري الإنجليزي هذا الموسم، قائلا:» لا أعتقد أن التواجد خلف ليستر سيتي يعد أمر محرج، كرة القدم هي رياضة رائعة وما يفعله ليستر يجعلها أكثر جمالاً. ليستر يؤكد أن الأموال ليست كل شيء في هذه اللعبة». المرتبة الحالية لمانشستر يونايتد تجعل الفريق لا يشارك في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، ليغيب مجددا عن البطولات العريقة بسبب النتائج السيئة، لكنه إذا حافظ علي الترتيب سوف يشارك في الدوري الأوروبي، لكن هناك منافسة قوية مع ساوثهامتون صاحب المرتبة السابعة بفارق 3 نقاط فقط. أحد التعليقات الغاضبة من المدرب الهولندي خاصة بعد الخروج من الدوري الأوروبي :» فان جال ارتكب كل الكوارث التي ممكن أي يقع فيها مدرب لليونايتد، لكنه لم يخسر من قبل أمام ليفربول، وهو الآن انهزم أمامهم، إذا هو فعل كل الكوارث مع الفريق، لذا أرحل». اللعب الممل طريقة اللعبة المملة التي يعتمد عليها فان جال والأداء البطئ في الملعب، وفقا لما قاله مدافه الفريق السابق ريو فيدرناند جعلت مانشستر يونايتد يحتل المرتبة الرابعة في الموسم الماضي من الدوري، بفارق 17 نقطة عن تشيلسي » حامل اللقب»، وفي نفس الموسم خرج من الدوري الثاني في كأس رابطة المحترفين، ومن ربع النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي مع أول اختبار صعب أمام آرسنال. هذا الموسم خسر مانشستر يونايتد علي أرضه أمام نوريتش سيتي (2-1)، وأمام ساوثهامتون (1-0)، وتعادل 4 مباريات، ليفقد في ملعب «أولد ترافرد» 15 نقطة مؤثرة في مشور المنافسة علي لقب الدوري الإنجليزي. هناك انهيار هجوم هذا الموسم للفريق، فالفريق في 30 مباراة بالدوري سجل 38 هدفا، مقابل 62 هدفا في الموسم الماضي خلال 38 مباراة، وعلي المستوي الدفاعي حافظ علي الاستقرار في الأداء حيث تلقت شباكه في 30 مباراة 27 هدفا، مقابل 37 هدفا طوال الموسم الماضي. تأجيل الإقالة هناك تساؤولات حول الأسباب التي أدت إلي عدم إقالة فان جال إلي الآن، رغم أن أوضاع مثل التي يمر بها مانشستر يونايتد تتطلب تغيير فوري للجهاز الفني مثلما حدث مع تشيلسي الذي أقال مورينيو وسط الموسم لسوء النتائج. أحد أهم الأسباب هو عدم وجود مدرب يرغب في تولي المهمة وسط الموسم، فلماذا يأتي مدرب كبير ليضع نفسه أمام النيران في حالة تعرض الفريق لهزائم جديدة، فهو لم يقم بإعداد الفريق ولم يدعمه بالصفقات التي يريدها لعلاج الثغرات، لذا يفضل كل مدرب علي تولي المهمة في فترة الإعداد مع نهاية الموسم، واليونايتد بالفعل خسر كل البطولات الهامة، وفان جال لن يخربها أكثر من ذلك. وهناك سبب آخر أن إدارة مانشستر يونايتد التي تملكها العائلة الأمريكية» جلايزر»، ويقودها المدير أد إدوارد، لا تريد أن تظهر في صورة المستجيبة لرغبات الجماهير وضغوطهم، لأنهم سبق لهم الاستجابة لصوت الشارع وأقالوا مويس قبل موسمين، ولم يتحول وضع الفريق إلي الأفضل. علق المدرب السابق لمانشستر يونايتد مويس علي الآراء التي تنادي بإقالة فان جال:» لا يجب أن يحدث هذا، اليونايتد تاريخه وسمعته لا تقوم علي الإقالة المستمرة للمدربين، بالنسبة لي شعرت بالصدمة عندما أقيلت من منصبي بعد 10 أشهر فقط، لا أتخيل حدوث هذا مجددا مع فان جال». هناك رغبة لمانشستر يونايتد في التأهل للدوري أبطال أوروبا، هذا ليس حلما مستحيلا مع فان جال إذا سار الفريق بشكل مستقر في النتائج خلال الجولات المقبلة، فقط يحتاج اليونايتد للتواجد في المرتبة الرابعة من جدول الدوري الإنجليزي، وهذه المرتبة يبتعد عنها بفارق نقطة واحدة فقط، حيث يملك مانشستر سيتي 51 نقطة، لذا ليس من الصحيح إقالة فان جال في تلك الفترة. مورينيو الأقرب بعدما تعاقد المدرب جوسيب جوارديولا لتدريب مانشستر سيتي بداية من الموسم المقبل، أصبح مورينيو المرشح الأقوي لتدريب اليونايتد خلفا لفان جال الموسم المقبل، رغم أن المدرب البرتغالي يماطال وينفي وجود أي اتصالات مع إدارة مانشستر يونايتد. هناك اتفاق سري بين مورينيو وإدارة مانشستر يونايتد لكن لم يتم توقيع أي تعاقد رسمي، لذا قام المدرب البرتغالي بتأمين حقوق خاصة أنه أوقف التفاوض مع أي فرق أخري، بوضع بند مالي ينص علي حصوله علي 5 ملايين جنيه استرليني إذا لم يتم التعاقد الرسمي في الأول من مايو المقبل، ودفع 10 ملايين جنيه أخري في الأول من يونيو إذا تم التراجع عن الاتفاق. وبالتأكيد يعمل مورينيو من الآن علي التنسيق لتحديد أهدافه من اللاعبين خلال الانتقالات الصيفية المقبلة، وهو يضع علي رأس اهتماماته التعاقد مع المهاجم الإنجليزي هاري كين هداف توتنهام هوتسبير، خاصة أن مانشستر يونايتد يعاني هجوميا في الفترة الأخيرة، فالفريق لم يسجل إلي 38 هدفا في 30 مباراة بالدوري الإنجليزي.