تعشق العمل التطوعي، والوصول من خلاله لمحطات عطاء إنسانية، واختارت الاهتمام بالأطفال الأيتام ومشاكلهم وتطالب بمشروع حياة جديد لهم من خلال ماراثون الجمعيات الخيرية في الاحتفال باليوم العالمي لليتيم الموافق الأول من أبريل، بما يعكس الجانب الإنساني، في شخصية نائبة رئيس مجلس إدارة جمعية "الرعاية والحنان للخدمات الاجتماعية" ليلي عبدالفتاح الشهيرة ب"ماما لولو" وهو اللقب الذي يناديها به أطفال الجمعية. بحثت ماما لولو عن أجنحة للتحليق في فضاء هذا العالم الإنساني الفريد، مع زوجها رجل الأعمال إبراهيم محمد رمضان؛ رئيس الجمعية التي تم إنشاؤها، وقدما نموذجاً مثالياً في تربية جيل من الأطفال الأيتام ورسم خريطة جديدة لتعليمهم وتغيير سلوكياتهم بروح تتدفق طاقة وحيوية فكرية وعلمية. "ماما لولو" هي أم مثالية حازت علي جائزة أفضل جمعية لرعاية الأيتام، ولا يشغلها سوي تقديم صور ناصعة للحب والعطاء في عالم رعاية الأيتام ودمجهم في المجتمع. تقول ليلي إنها حاصلة علي بكالوريوس التجارة ولديها دبلومتان في الإحصاء والدراسات الاجتماعية، وعملت في البداية محاسبة في بنك كبير، لكنها استقالت بناء علي رغبة زوجها عندما أنجبت طفلها أحمد، ومن خلال تواجدها في جمعية خيرية بمدينة نصر رأت أن تغرد في هذا الجانب وشجعها علي ذلك زوجها وابنتها الدكتورة غادة. وتشير إلي أن الجمعية تم إنشاؤها عام 2004 في منطقة إمبابة، بجهود ذاتية تولاها من الألف للياء زوجها العاشق لعمل الخير، خاصة في ظل رفض وزارة الشئون الاجتماعية تقديم يد المساعدة، وكان هدفنا الأساسي إقامة دار أيتام للأطفال المحرومين من الرعاية، وتوجهت لسوهاج وأحضرت 10 بنات، كانت حالتهن الصحية سيئة، لكن مع توفير الرعاية الطبية لهن تحسنت حالتهن، وبعد سنوات أصبحن الآن مميزات في مراحلهن التعليمية ويتمتعن بحياة رائعة نظراً للرعاية الأسرية والغذائية والصحية لهن. وتؤكد أنها فكرت مع زوجها في توسيع دائرة الخدمات للأطفال وأسر اليتامي، خاصة أنه يوجد في إمبابة مناطق تضم أسراً كثيرة تعيش تحت خط الفقر، وتقول: "عن طريق الزيارات اخترت مع زوجي 40 أسرة تقوم بتربية الأطفال اليتامي، وأصبحنا نربي 10 بنات في الدار تربية كاملة، كما نعطي إعانات لأطفال فقدوا آباءهم وأمهاتهم ويعيشون مع هذه الأسر، وكان عددهم قد وصل إلي 87 بنتا وولدا، وتباعا كان البحث الاجتماعي حول هذه الأسر هو الأساس في تحديد المبلغ المالي الذي سيقدم لهم شهرياً، بخلاف ما نقدمه لهم من أشياء أخري في الأعياد والمناسبات، بالإضافة لإعداد وجبات جاهزة نرسلها لهم في تلك المناسبات. ليلي التي تؤكد أن حلم حياتها في العمل التطوعي والإنساني تحقق برعايتها للأيتام، قالت أيضاً إن فكرة الاحتفال بيوم اليتيم جاءت من أحد متطوعي جمعية الأرومان الخيرية في القاهرة عام 2004 بتخصيص حفل كبير للأطفال الأيتام وتم اختيار يوم الجمعة الأولي من شهر أبريل كل عام للاحتفال بيوم اليتيم وتطورت الفكرة وتحول الأمر لدعوة عامة ودعمت الجمعية جهودها ليصبح اليوم عربياً ثم عالمياً، وتشمل مظاهر الاحتفال فعاليات كثيرة منها رحلات ترفيهية وسياحية وحفلات موسيقية وعروض التنورة إضافة إلي توزيع الهدايا والملابس الجديدة علي الأطفال، لكن أعتقد أننا لو نجحنا أن نعلم الأيتام بشكل جيد ونستكمل رسالتنا في تزويجهم وتبوئهم مكانة رفيعة مستقبلا سنكون نجحنا بالفعل. وعن طريقة التعامل مع الأيتام في الجمعية تقول: بالنسبة للبنات تعيش كل اثنتين أو ثلاث في حجرة خاصة ويتلقين تعليماً جيداً، ولديهن حجرات للكمبيوتر ونقدم لهن كل الرعاية والتسهيلات تحت رعاية الأم البديلة، وكل واحدة لها دفتر صحي، ونهتم بمظهرن وأناقتهن فلا يمكن أن يظن أحد أنهن بنات يتيمات، كما قام زوجي بفتح دفتر توفير لكل طفلة في بنك الإسكان والتعمير، وتم الاتفاق مع البنك لمساعدتهن حين يكبرن في الحصول علي شقق سكنية تصبح ملكاً لهن، وللعلم كل بنت موجود في دفترها حاليا علي 26 ألف جنيه. وتوضح أنها تعلمت الكثير من خبرات زوجها في الحياة ونجحت في الحصول علي جوائز وتكريمات عديدة من وزارة الشئون الاجتماعية ومحافظة الجيزة، أبرزها فوزها بشهادة أم المؤسسات الاجتماعية وهي التي منحت إياها بسبب أهدافها النبيلة في مساعدة كل الناس وإتمام أهداف الجمعية في إيواء الأطفال اليتامي وتحسين خدمات الجمعية بوجه عام.