يا عزيز عيني وأنا بدي أروح بلدي .. بلدي يابلدي والسلطة خدت ولدي، أغنية ربما لا يعرف كثيرون ظروف انتشار هذه الأغنية .. والحقيقة أنها كانت تنعي مصير ما يقرب من مليون مصري مات الآلاف منهم في صحراء سيناء . كثير منا لا يعلم أن عمال مصر وجنودها ساعدوا بريطانيا في أن تضع قدمها في فلسطين، ساعدنا بريطانيا لتهزم الأتراك الذين كانوا قد احتلوا سيناء ، ونصبوا كوبري لعبور القناة في مثل هذا الشهر منذ مائة عام تقريباً بالتحديد عام 1915 ، لكنهم لم يتمكنوا بسبب مقاومة جنود بريطانيا وجنود مصر بقيادة الأميرالي أحمد حلمي الذي هدم الكوبري ومات في المعركة . ويذكر التاريخ مقولة لرئيس وزراء مصر رشدى باشا - ربما تسمى باسمه الشارع المعروف في عابدين - خلال الحرب العالمية الأولى " كلما كبرت قيمة مساعدة مصرلبريطانيا أصبح من حقها المطالبة بالحرية" .. طمعت حكومة مصر في كرم بريطانيا وراهنت على التزامها بوعودها بأن تنال حريتها فقررت أن تخدم الجيش البريطاني وتساعده في هزيمة الجيش التركي واحتلال فلسطين والشام كله !! في 30 يناير1917 قرر مجلس الوزراء المصري وضع الرديف "جنود الاحتياط " المصري تحت قيادة قوات بريطانيا ،وشجع العمال على الانضمام للجهود الحربية. ووفقا لاحصاءات بريطانية ساهم 200 ألف عامل - مليون عامل وفقا للمؤرخ عبد الرحمن الرافعي- في حفر الخنادق ،و مد مياه النيل ، وخطوط السكك الحديد حتى حدود فلسطين والتلغراف ،ونقل التموين والذخائر، كما حارب ما يقرب من 60 ألف من قوات هجانتهم مع الجيش البريطاني في صحراء سيناء . وفي نوفمبر1917 سقطت غزة في يد بريطانيا ليفتح بذلك طريق اللنبي للقدس بعدها بشهرواحد ، لكن التاريخ للأسف يقول لنا أن تضحيات مصر ضاعت هدراً وأسماها" مأساة جيش العمال والهجانة ".. ضاعت حرية مصر وضاعت معها فلسطين، بعد أن أوصلنا بريطانيا إلى فلسطين لتصبح تحت انتدابها وتمنحها هدية لعصابات الصهاينة بوعد بلفور المشئوم في 2 نوفمبر 1917 . الحكمة التي نخرج بها.. أنه من واجبنا أن نندم على ما أضعناه ،أو تسببنا في ضياعه ،ومن واجبنا كذلك أن نبذل جهدنا لاسترجاعه !!.