يقول العرب "وبضدها تتمييز الأشياء ".. لذلك إن أردت أن ترصد الحب في مجتمع اعرف حجم الكراهية فيه .. في المجتمعات العنصرية يصل مؤشر الكراهية لأقصاه .. فتجد الحب أندر من " الكبريت " - ليس للأمر علاقة بالكبريت المنزلي طبعاً - ولأن قانون الندرة يعطي الشيء النادر قيمة كبيرة .. فيكون الحب في هذه المجتمعات غالي الثمن جداً !! ارتفاع ثمن الحب يجعلك لا تنخدع في الحب المزيف .. الذي يأخذ شكل الحب لكنه أبعد ما يكون عنه ..الحكاية ليست قلوب حمراء وورود ولا هدايا بالمئات أوبالآلاف أو بالملايين ليس بهذا يتأكد وجود الحب .. لا تصدق من يقول لك أنه يحبك دون أن يكون مستعداً للعطاء والتضحية والمغفرة .. هذا الشخص يجب أن تبلغ عنه إدارة مكافحة تزييف العملة.. فهو يعطيك حباً مزيفاً لاقيمة له لا يمكن أن تشتري به السعادة ولو لوقت قصير.. لكنك ستكون سعيداَ إن وجدت من تحبه وستكون أكثر سعادة إن وجدت من يحبك . والسؤال الذي يجب أن نجيب عليه بصراحة هل نحن بلد يغلب عليها الحب أم الكراهية ؟.. الهروب من الإجابة لن يفيدنا كثيراً.. والمصارحة وحدها ربما تنقذنا جميعاً من الغرق في بحار الكراهية السوداء والتي لن ينجو منها أحد .. لا أبالغ لو قلت أن الحب الوحيد المؤكد وجوده بيننا بكثافة هو حب الإنسان لنفسه وهذه هي الأنانية .. وهو حب لا عطاء فيه لآخر . وأخيرا تأكد أنه لا يمكن أن تخرج الكراهية من قلب يحب .. كل من يبث سموم الحقد الأسود والكراهية العمياء فينا عبر قنوات وصحف لا يعرف معنى الحب وإن خرج لك يرتدي الأحمر وحمل الورود الحمراء وردد كلام عن الحب فالأحمر الذي يحيط به يذكرك بالدماء التي شجع على سفكها !! رسالة حب : إلى من تبيت كل ليلة بجوار قلبي .. إلى من أحببتها كثيراً لكن أقل مما تستحق ،ومن أحبتني كثيراً أكثر مما أستحق .. إلى رفيقة دربي أم أولادي . حديث نبوي : " إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء قال ثم يوضع له القبول في الأرض ".