ومن الاسباب ايضا فقدان التفاهم بين الطرفين .. والانفعال الشديد وعدم تحمل الآخر .. فالخلافات التى تتواجد بينهما لا يمكن لطرف منهما أن يتحملها مما تؤدى بالتأكيد إلى الضيق وطلب الطلاق .. ومن ناحية أخرى تدخل الأم من قبل الزوج أو الزوجة التى تجعل من المستحيل استمرار الحياة بين الزوجين! هذا بجانب الفوارق الاجتماعية المتواجدة بين الزوجين التى يصعب التغلب عليها مما يجعل من المستحيل استمرار الحياة بين الزوجين بسبب تلك الفوارق .. وبالتأكيد لا يمكننا أن ننسى أنه عند الزواج لا يكون هناك وعى كامل من قبل الطرفين فلا يقوم الأهالى بالتوعية الكاملة عن الحياة الأسرية قبل الزواج لذلك تكون هناك العديد من المشاكل .. فالمشكلات والصعوبات التى تقابل الزوجين تكون فى الخمس سنوات الأولى عموما .. وايضا عدم النضج العقلى من قبل الزوجين الذى يؤدى فى النهاية إلى الوصول للطلاق! ومن ناحية أخرى فإن الطلاق يؤثر بالسلب على شخصية الفتاة المطلقة داخل مجتمعنا هذا الذى لا يرحم .. فيمكن ان تتحول الى شخصية مدمنة لكى تتخلص من المشكلة التى تواجهها .. بأنها أصبحت فى نهاية الامر مطلقة .. فتحاول الهرب من مشكلتها عن طريق غياب وعيها الكامل عن الحياة .. هذا بجانب أن هناك الكثير من حالات الطلاق بسبب التأخر فى الإنجاب وهذا ما يسبب وجود الكثير من الخلافات بين الطرفين وبين الأهالى! الأسباب الاجتماعية: عدم التوافق وتدخل الأهل والأعباء الاقتصادية من أهم أسباب الطلاق المبكر! وللوقوف على الآثار الاجتماعية لكارثة الطلاق المبكر حملنا الموضوع الى الدكتور خالد عبد الفتاح أستاذ التخطيط الاجتماعى فى المعهد العالى للخدمة الاجتماعية وقال: لقد قمنا بعمل الكثير من الدراسات عن الطلاق المبكر، وكان من اول الاسباب سوء الاختيار ونطلق عليها عدم التوافق، فمثلا من الناحية العمرية قديمًا كنا نقول ان الفتاة تزوجت من شاب زميلها فى الجامعة احبته لكنه فى مثل سنها مما يسبب مشاكل بسبب اقتراب الفكر، أما الآن فأصبح التفاوت كبير جدا بين سن الفتاة ومن سيتزوجها، قد تصل الى ان الزوج يكبرها سنًا بعشرين عاما، والسبب فى ذلك الحالة الاقتصادية السيئة لبعض الاسر جعلت البنت تتزوج من الرجل الجاهز حتى لا يفوتها قطار الزواج، وينطبق نفس الشيء على باقى النواحى فى سوء الاختيار! والسبب الثانى الجوانب الاقتصادية وهو ينشق منه أمرين، الاول ان هناك بعض الزيجات تقبل فيها اسرة الفتاة شابا ليس لديه وظيفة ثابتة او عمله موسمى، وبعد الزواج بتكون الحياة صعبة بينه وزوجته بسبب قلة المال فتحدث المشاكل! ثانيا، مع الاسف هذه الايام البيت الذى يبدأ وبعد الانتهاء من مراسم الزفاف والسعادة تبدأ رحلة سد الديون، حيث يجد الزوج نفسه عليه الكثير من الاعباء الاقتصادية والشباب فى هذه النقطه بالتحديد يثيرون الشفقة ولديهم العذر، فيجد نفسه عليه جمعيات او سلف ودين، وهذا يؤثر على نفسيته ويخرج للعمل فى اكثر من مكان لسد ديونه، وفى الوقت نفسه اعباء الحياة صعبة والغلاء فاحش، وفى حالة وجدنا زوجة شابة تشكو من ان زوجها يعمل نهارا وليلا، ولا تراه إلا آخر الليل وهو منهك وتعبان ليلقى بنفسه على السرير ولا تراه الا فى الصباح وهو يجرى حتى يلحق يوم عمله الجديد، وكان الطلاق اكيد لكن تم الصلح بعد ان رزقه الله بوظيفة اخرى كان راتبها اعلى جعلته يستغنى عن وظيفة الليل واعطى لزوجته بعضًا من وقته! صراع الأدوار! ويستكمل د.خالد ويقول: والسبب الثالث وهو مهم جدا تدخل الاهل والاقارب بين الزوجين حديثى الزواج مما يسبب الكثير من المشاكل، وهناك بعض الحالات نطلق عليها زواج الصفقة وهى زيجات تنتهى قبل ان تبدأ، ومع الاسف انتشرت فى بعض القرى فى مصر بسبب الفقر، يتم فيها المساومة على زواج البنات من عرب مقابل المال وبعد زواجها بثلاثة اشهر وهم الصيف يطلقها ويعود الى بيته ليترك خلفه المشاكل! وسبب رابع وهو ان البنت اصبحت الآن تأخذ الكثير من الحرية وتخرج للعمل، وفى بعض الحالات وليس اغلبها تصبح الفتاة فى نديه مع الزوج، وتنسى بيتها فى زحمة العمل والحياة ويصبح عملها رقم واحد فى حياتها، ونطلق على هذا صراع الادوار، اى ان المرأة مطلوب منها دورها كسيدة عاملة وراءها متطلبات ولا تقدر الاستغناء عن عملها بسبب عبء الحياة ودورها الثانى كزوجه وام! وآخر الاسباب فى وقوع الطلاق المبكر، عدم التنشئة السليمة وعدم اعداد الشباب لكلا النوعين الشاب والفتاة، حتى يكونوا ازواج وزوجات صالحين للمجتمع! اما عن العلاج لمحاولة تقليل نسبة الطلاق المبكر، فالبداية عند الاسرة فعليها تنشئة الشاب والفتاه واعدادهم لتكوين اسرة، ثم على النواحى التعليمية جانب فأيضا فى المدارس والجامعات لابد من تخصيص جزء لتعريف الشباب اهمية الاسر فى تكوين المجتمع، والاعلام ايضا له دور فى تنوير الشباب، واخيرًا المجتمع فهو له دور كبير، فلابد ان يوفر للشباب المساكن الجيدة وفرص العمل، حتى لا يرهق الشباب فى الزواج ويجعل عليهم اعباء نفسية تؤدى الى تدمير حياته!