استيقظت من نومها في ذلك الصباح .. وهى تجري لتلحق بزميلاتها إلى المدرسة الثانوى .. لتعود وتجد والدها يزف اليها الخبر الذى تحلم به كل فتاة .. عريس لقطة يمتلك شقة واموالا تمكنه من الزواج بسرعة .. وكأن قطار الزواج سيفوتها رغم سنها الصغير! ودون ان تدرك المراهقة الصغيرة ما ينتظرها من اهوال وعذاب .. طارت الفتاة من الفرحة واعلنت لكل صديقاتها خبر زواجها .. لتتبدل اجمل ايام حياة "ولاء" الى اسوأ ايام ممكن ان تعيشها! وداخل محكمة اسرة الوايلى وقفت "ولاء" 19سنه تروى مأساتها وهى تطالب بإقامة دعوى ضد زوجها تطلب فيها الطلاق والحصول على كل حقوقها المادية وتروى تفاصيل اغرب دعوى شهدتها المحكمة وتقول: كان عمرى لم يكتمل 17سنه بعد .. عندما اخبرنى ابى بان هناك عريسًا تقدم للزواج منى وهو وافق .. ولن انكر انى شعرت بسعادة لم اشعر بها من قبل .. كنت صغيرة فى السن وحلم الارتباط يدور فى رأس كل فتاه فى مثل سنى .. بجانب انى كنت اعيش حياة بائسة مع اسرتى المعدمة .. فوالدى عامل بسيط الحال .. شاء القدر ان يتركنا منذ سنوات طويلة ويسافر الى احدى الدول الخليجية لجلب الاموال لكنه عاد كما يقولون بخفى حنين .. ليس معه مليم واحد .. فتعب كثيرًا حتى حصل على وظيفة بسيطة كعامل باليوميه! وبالطبع لم يتمكن بوظيفته من توفير كل متطلبات الحياة البسيطة العادية لخمس ابناء وامهم .. ولم يقدر على سد جوعنا ولا تلبية مصروفات تعليمنا .. فاضطر الى إخراج احد اشقائى الذكور من الدراسة الى الحياة العملية مبكرا لمساعدته على الحمل الثقيل الذى يقع فوق عاتقه .. ولم يجد حلا لى ولشقيقتى التى تكبرنى سنًا إلا بتزويجنا حتى يتخلص من نفقاتنا .. لكنه لم يدرك بأنه يرمينا بيديه الى العذاب! وتكمل ولاء مأساتها بدموع عينيها قائلة: لم ادرك حجم المشكلة الخطيرة التى اوقعنى فيها ابى إلا بعد ان مريت بها .. لم يكن سنى قد اكتمل 18 عامًا بعد وهو السن القانونى لعقد القران .. ولان العريس كان مستعجل ويريد الزواج بسرعة .. وخوف ابى ان يطير العريس ولا ينتظر .. قرر ابى تزويجى له شفويًا بدون اى عقود او اوراق .. ويلبى رغبة العريس فى الزواج حتى لا تضيع عليه هذه الفرصة! ورغم نصائح الكثيرين له بألا يفعل هذه الجريمه فى حقى .. لم يستمع لأحد .. واخبر الناس بأنه سوف يزوجنى زواجًا شرعيًا .. والزواج الشرعى لا يشترط اوراقًا ويكفى موافقة ولى الامر وشهادة الشهود .. وبالفعل حضر الحضور من اسرتى واسرته .. وامامهم جميعا ليكونوا شهودًا تم تزويجى له بالنص الدينى للزواج لكن دون ابرام أى أوراق او عهود .. واكتفى ابى بشهادة الناس .. على ان يتم كتابة العقود بعد عامين اى بعد ان يتم عمرى السن القانونى للزواج! وتم اتمام مراسم الزفاف امام الجميع .. وقبض ابى السعر الذى يسمى بالمهر .. وذهبت مع زوجى امام الله والناس الى بيت الزوجية .. لم ادرك انى وطأت بأقدامى الى سجن فردى تم تأثيثه لتعذيبى .. ضرب واهانة من اول يوم زواج .. ففى الصباحية حضرت والدته وشقيقاته لتهنئتنا .. لكنهن حضرن لإشعال النيران بيننا .. وكن السبب فى اول مشكلة بينى وزوجى ليقوم بمد يديه على بالضرب! الخوف دب فى قلبى منه .. وذلك المشهد الصعب وهو ينهال على بالضرب والاهانة الذى لن يغيب عن عقلى ولو للحظه واحدة .. لكننى خفت ان اخبر احدًا من اسرتى حتى لا يفتعلون معه المشاكل فيضربنى مرة اخرى .. او يطلقنى واعود الى منزل اسرتى الفقير .. وهربا من تلك الايام الصعبة التى عشت بها فى ذلك المنزل المتواضع .. وليتنى لم اخرج منه ابدا! وتستكمل الزوجه المراهقه ولاء كلامها قائلة: لكن مع مرور ايام شهر العسل التى كانت بمثابة ايام فى الجحيم .. تذوقت فيها كل صنوف التعذيب والاهانة والمعايرة من زوجى واهله بان ابى باعنى بالرخيص .. لم يكن بمقدرتى ان استكمل الرحلة الصعبة وعدت الى بيت والدى الذى اسرع الى زوجى واسرته يطلب منه تطليقى والمفاجأة انه رفض وقال له بمنتهى الاستهزاء "لم تكن زوجتى من الاساس حتى اطلقها .. ولن تقدر على اثبات زواجى منها"! وذاق ابى الويلات فى الجرى وراء طلب المعارف والاسرتين للتدخل ومنهم من كان يتدخل لمحاولة الصلح وإقناع زوجى لعمل عقد زواج والاعتراف بزواجنا حتى يمكننا من الطلاق .. ومنهم من رفض حتى التدخل باعتبار ان ابى هو السبب! وبعد مرور شهور كان سنى قد اكتمل 18 عاما السن القانونى للزواج .. اخيرا وافق زوجى على عمل عقد رسمى لدى مأذون لكن بعد ان ضاعت كرامتى وحقوقى .. واسرعت الى المحكمة لأطلب الطلاق واخلص نفسى من هذا الزوج المجرم!