في هذا الوطن سيد واحد بعد الله سبحانه وتعالي هو الشعب المصري ،لذلك أتوجه بالتهنئة لشعب مصر كله بذكرى حرب العاشر من رمضان - السادس من أكتوبر ، حرب شعب حرم نفسه من كسرة الخبز وحبة الدواء لإعادة بناء جيش انهار بسبب فساد مسكوت عنه ، شعب رضي أن يتخلى عن هامش محدود وعزيز من حريته من أجل معركة الثأر ،وبلع شعار "لاصوت يعلو فوق صوت المعركة " حتى يسترد كرامته. أعتقد أنه إن كان هناك أحد من حقه أن "يتفرعن" في هذا الكون بنصر أكتوبر فهو الشعب المصري وحده .. لم ينزل المصريون كلهم لميدان المعركة لكنهم أرسلوا أغلى ما يملكون .. أبناءهم ضباطاً وجنوداً لميادين القتال ووصيتهم واحدة "عودوا رجالاً أولا تعودوا " !! . أذهل المقاتل المصري كل أصحاب النظريات العسكرية.. وأذهل المواطن المصري العالم.. فبينما كانت صورة اللامبالي والسلبي تلتصق به تحول لمارد غاية فى الانضباط في كل أنحاء مصر .. عزف الجميع نغمة واحدة فكان اللحن المقدس الله أكبر تعزفه كل القلوب .. طبعاً لا أنسى أن أحيي بطولة الشعب السوري - فرج الله كربه - وجيشه الذي كان يجب أن يبقى موجهاً سلاحه لعدوه الأول لا إلى شعبه . كلما مرت علينا ذكرى أكتوبر لابد أن نذكر دماء شهدائنا العسكريين والمدنيين التي بذلت أيام حرب الاستنزاف وبناء حائط الصواريخ ، وخلال معركة العبور .. دماء تلعن كل من يفكر في بيعها .. ويقول من بذلها في رسالته الأخيرة " موتوا على ما متنا عليه " . وأخيرا فإن أكثر ما يسعدك في هذه الذكري أن تسمع من رئيس الدولة والذي كان منذ فترة غير طويلة قائداً عاماً لقواتنا المسلحة إننا لن نسمح بتكرار ما حدث فى هزيمة 67 ولاعودة لزمن الانهزام والانكسار .. وأكثر ما يحزنك أن تجد من بيننا من ينفض يده من القضية الفلسطينية متغافلاً أو جاهلاً بأن الدفاع عن الأقصي وفلسطين لا تفرضه المروءة والنخوة فقط بل تفرضه ضرورات الأمن القومي المصري ثم العربي .