لا حديث لفت نظرنا خلال زيارتنا إلي القدس إلا حزن الأشقاء في رام الله من اصرار المنتخب السعودي علي عدم الحضور ولعب مباراته الرسمية في مشوار التصفيات الأسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس آسيا وكأس العالم علي أرض فلسطين. بينما يصر الجانب الفلسطيني علي أن يحضر نظيره السعودي التزاما بمبدأ تكافؤ الفرص مع الجانب الاماراتي الذي حضر وأدي مباراته في التصفيات بالقدس تنفيذها لتوجيهات الفيفا والاتحاد الآسيوي. ويبدو أن الأيام القليلة القادمة قد تشهد بوادر لخلاف غير متوقع في وجهات النظر، قد يؤدي لأزمة رياضية وكروية في مشوار التصفيات، وذلك بعدما تلقي الاتحاد الفلسطيني ما يفيد رسميا برفض الجانب السعودي أداء مباراة الذهاب علي أرض رام الله في القدس العربية المحتلة بدولة فلسطين وكشفت مصادر رسمية وثيقة أن هناك ضغوط تمارس بالفعل لنقل المباراة للأردن أو إلي أي دولة أخري يرغب فيها الجانب الفلسطيني ،بينما كان الرد الرسمي هو رفض المطلب السعودي والتمسك بإقامة المباراة المرتقبة بين الفريقين يوم 31 أكتوبر المقبل، في ملعب الشهيد فيصل الحسيني في رام اللهبالقدس. وفي المقابل علم الفيفا بشأن الخطاب السعودي الراغب في نقل مباراة الذهاب بين الفريقين لخارج فلسطين، وكان الرد سريعا حيث أخطر الاتحاد الدولي كافة اتحادات المجموعة الأولي وباقي الاتحادات الآسيوية بضرورة تلبية اقامة أي مباراة تقام داخل فلسطين، في أي تصفيات رسمية، وأبدي الفيفا تمسكه باقامة مباراة العودة بين النتخبين الفلسطيني والسعودي في رام الله. وينتظر الجانب الفلسطيني بحسب المصادر تلقي اخطارا رسميا بموافقة الاتحاد السعودي، علي اللعب في رام الله خلال الأيام القليلة المقبلة برغم الضغوط التي تمارس لأثناء الجانب الفلسطيني عن موقفه - غير أن تغيير مباراة الذهاب في أي ملعب خارج رام الله وفي أي دولة أخري سيعني ضياع مبدأ تكافؤ الفرص تماما، لصالح الأخضر السعودي وضد مسيرة المنتخب الاماراتي، الذي تكبد عناء السفر لدولتين، ومن ثم اللعب علي ملعب من النجيل الصناعي في فلسطين وفي أجواء صعبة وضغط جماهنيري غير مسبوق، وخسر نقطتين من تعادله أول من أمس، بينما ستكون فرصة المنتخب السعودي أسهل اذا ما لعب خارج فلسطين بحسب الاتحاد الفلسطيني نفسه. ومن المتوقع أن يخطر الاتحاد الفلسطيني نظيره الأسيوي بالموقف السعودي في محاولة لدفع لجنة المسابقات للتدخل في الأمر. وعما تردد حول تمسك المنتخب السعودي بعدم اللعب في فلسطين قال اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم »هم أحرار، والاتحاد الفلسطيني لن يوافق علي نقل مباراته أمام السعودية، ولا مجال من جانبنا للرضوخ لأي ضغوط من أي نوع، ويكفي أن هناك رأي عام سخيف في بعض الدول العربية، يقول أن من يزور القدس العربية الفلسطينية»المحتلة» يكون هكذا يطبع مع الكيان الصهيوني، وهذا كلام مردود عليه لأن» وفي حالة اصرار الجانب السعودي علي موقفه وعدم المجيء قال »الحق معنا، وفيفا يساند اقامة المباريات علي أرضنا، نتشرف بأن اللقاء الأول لأي منتخب خليجي وعربي يكون المنتخب الاماراتي، ونحن سعداء بذلك للغاية، حيث كان يفترض أن يكون المنتخب السعودي هو الضيف الأول الوافد لأرضنا الفلسطينية، ولكن يبدو أن الأشقاء في السعودية لا يرغبون في المجيء لأرض فلسطين، رغم أننا وافقنا علي مطلبهم بنقل مباراتنا الأولي لتقام في المملكة، احتراما وتقديرا للأشقاء السعوديين، لكن هم لازالوا غير راغبين في اتخاذ موقف »خير» تجاه قضيتنا، وتجاه الرياضة الفلسطينية حتي الآن، لذلك أنا أقول أن الأشقاء في السعودية، إذا ما أصروا ورفضوا المجيء للعب هنا في رام الله، فنحن لن نلعب في أي مكان آخر، وهذه مباراتنا، ومن حقنا أن نلعبها بين جمهورنا، وبالتالي هم سيخسروا النقاط الثلاث بالانسحاب، وليس هذا فحسب، ولكن أيضا سيخسروا خوض تجربة مختلفة وزيارة دولة فلسطين، وعيش الكرم الفلسطينية، وحياة العروبة والإسلام التي تتوافر هنا في هذه البقعة المباركة، أكثر من باقي العواصم العربية، وبالتالي لا نرغب في المزايدة علي فلسطين، والدعم العربي لفلسطين».