من الخطأ السير وراء حكم مسبق، مفاده أن الأبناء المراهقين يتبنون الأفكار السلبية والتصرفات السيئة وأنهم ينجرفون وراء الأفعال المبتذلة، إلا أن الوجه الآخر في تلك المرحلة أن الأبناء يقتدون بالآباء ويتخذونهم المثل الأعلى؛ ولابد أن يتفهم الآباء ذلك، وان يعرف كل منهم أنه قدوة لأبنائه، وعلى الوالدين تربية أنفسهم قبل إصدار الأوامر إلى أبنائهم كى يحصدوا اجود الثمار، ففي مرحلة المراهقة يكتشف المراهق مجتمعه ويبنى حلمه في مرحلة هى فترة التكامل العقلي لديه وليست بهذه الخطورة كما نعتقد، ويوجد من الشباب من يبتكر افكار يفتخر بها ولكننا لا نسلط الضوء الا على السلبيات فانظروا الى هؤلاء المراهقين كيف اصبحوا صورة مشرفه لأنفسهم ولمن حولهم فمنهم من حفظ القرآن الكريم وجعله منهجًا فى حياته ومنهم من يبتكر مشروعات ليغير من الانظمة الفاسدة الموجوده فى الدولة ومنهم من يجمع بين حفظ القرآن الكريم وهواية الرسم سنتناول كل هذا فى التحقيق التالى. "ندى محسن" 19 سنة طالبة بكلية الإعلام قسم الصحافة بأكاديمية أخبار اليوم وبدأت فى حفظ القرآن الكريم منذ بلغت 11سنة وتهوى الرسم منذ ان كان عمرها 14 عاما ، وهو ما دفعها لحضور دورات تدريبية فى الرسم استمرت لمدة سنة وبدأت ترسم العديد من الموضوعات المجتمعية والواقعية المعبرة عن حال البلد وواقع المجتمع وتقول "الرسم هو هوايتي الجميلة والممتعة الذي أستطيع به التعبير عما يدور فى داخلي، ومثلى الاعلى فى حياتى والدى ووالدتى، واحب اوجه رسالة لكل الطلاب ابدأوا في تحقيق أمانيكم بسواعدكم وتعلموا الصبر لمواجهة العواقب ولابد أن تعلموا جيدا أن النجاح والتفوق غير مقتصر على اعلى الشهادات ولكن النجاح الحقيقى هو ان انجح واحقق انجازًا فى مجالى الذى أحبه". أما "رمضان سمير " 19سنة، طالب بكلية الآداب - جامعة عين شمس، يقيم بمنطقة حلوان، فيقول: إنه قام بحفظ "القرآن الكريم" فى ثلاث سنوات، وقال ان مثله الأعلى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ السيد متولى، وهو يعشق نبرة صوتهما الخلابة وأخلاقهما الحسنة، وأضاف ان أولى اهتماماته فى الحياة أن يجتهد فى دراسته وان يحقق انجازًا يتحدث عنه الكبير والصغير فى مصر وأن يكون فخرًا لوالديه وابنائه فيما بعد ومجتمعه،وقال ان والدى هو الذى جعلني أحب حفظ القرآن وساعدنى على حفظه لكى اكون حامل كتاب الله وقدوة ولكى اكون شفيعًا لوالدى ووالدتى يوم القيامة " كما جاء فى حديث أبى امامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله وعليه وسلم يقول: ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه) .صحيح مسلم ، وتحدث عن المشاكل التى واجهها أثناء حفظ القرآن وهي تعليم التجويد ومخارج الحروف، وقال "كنت استغرق وقتا طويلا لتعلم هذا، ولكن مع الوقت سهل الأمر واصبح عاديا، وانا اشعر حاليا بتقدير واحترام من اهلى والناس، واتمنى من الله ان يوفقنى وان احقق حلمي وأصبح صحفيًا مشهورًا". "ربيع برعى" 16 سنة طالب بالمدرسة الثانوية التجارية، قال: أنا أعمل أثناء الدراسة في سوبر ماركت أو في مخبز أو مصنع حلويات وفي الاجازة، أسافر إلى الإسكندرية وواحة سيوه للعمل فى مزارع الفاكهة، لكى اصرف على نفسي وعلى دراستى واحاول بقدر الامكان ان اوفر جزءًا من مرتبى الشهري لكى احقق مشروع حياتى وهو اقامة ملعب كرة قدم حيث أني من عشاقها وبالرغم من انتمائي لنادى الزمالك فان اللاعب القدير ابو تريكة هو قدوة حياتى، وأحب قراءة الصحف يوميًا لأكون ملمًا بكل ما هو جديد فى مجتمعنا، وفى اوقات فراغي أقرا القصص والروايات لأنني أحب أن اثقف نفسي وأن أكون مطلعًا علي كل الأمور ومجرياتها. ويقول على حميدة" 18 سنة ، طالب فى كلية الالسن جامعة عين شمس؛ إنه يعمل في فترة الإجازة لدى سوبر ماركت ليوفر احتياجاته ، ويقيم بمنطقة بالجيزة، حفظ "القرآن الكريم" كاملاً، وأتم حفظه تماما فى اربع سنوات ، وقال " أخصص ساعتين يوميًا للحفظ والمراجعة وكنت مداومًا على قراءة القرآن دائما ،وكان والدى يساعدنى على الحفظ ويحفزني خاصة أنه يعمل امام مسجد ومدرس لغة عربية" ، وأضاف ان من اهم هواياته؛ قراءة وكتابة القصص القصيرة، وذكر أن والده هو مثله، والذى جعله يحب حفظ القران لما كان يردده بأنه حماية لى في الدنيا والاخره وسيكون سبب فى نجاح حياتى العلمية والعملية ، وعندما بدأت فى حفظ القرآن، تعلق قلبي به ، لا أنكر وجود بعض المشاكل التى واجهتنى عندما بدأت حفظ القرآن حيث كانت هناك آيات كثيرة تدخل فى بعضها معى ولكن مع الوقت "الحمد لله" تغلبت عليها وتخلصت منها. "مي قطب متولى" 19سنة ،طالبة فى جامعة حلوان كلية تربية رياضة ،وهى تعمل بأحد مشروعات الأعمال الخيرية في فترة إجازتها ، لديها أفكار ومشاريع لتطوير التعليم؛ فالمشروع الاول هو الحد والتخلص من ظاهرة الدروس الخصوصية وحب الطالب الثانوى للمدرسة فهى ترى ان طالب الثانوية العامة يجب ان يمهد لمرحلة الجامعة وأن يلغى جدول الحصص، ويضع الجدول على هيئة محاضرات ويكتفى فى اليوم بثلاث محاضرات ولا تقل المحاضرة عن ساعتين كما يحدث فى الدروس الخصوصية ، ويجب على الطالب قبل ان يصل الى السنة الاخيره من الثانوية ان يختار مدرسا لكل مادة حتى يحب المادة وتكون هناك قابلية من خلال المدرس "للمادة" عن طريق وضع استمارة استبيان ، وان الذى يقوم بتقييم المدرس الطالب وليس لجنة تضعها إدارة المدرسة، لأن الطالب هو الذي يتعامل مع المدرس وهو الذى يحدد مدى قابليته للمادة، ويجب رفع راتب المدرس عن طريق وذلك بدفع كل طالب مبلغا شهريًا مثلاُ 200جنيه بدلاً من ان يدفع أضعاف أضعافها للدروس الخصوصية، ويقسم هذا المبلغ بنسب محددة بين المدرسة واعضاء هيئة التدريس الاعلى نسبة فى اختيار الطلاب لنظام تدريسهم ، ويجب الاهتمام بالانشطة المدرسية والمواهب كما يحبها الطالب وليست كفرض عليه ؛ المشروع الثانى وهو ما يسمى "بجسم الانسان" وهو مبنى اسفنجى قوي مطاطي على هيئة جسم الانسان يقوم فيه الاطفال بعمل جولة داخل الجسم بحيث انها تشمل جميع الاعضاء الداخلية للانسان ، وكل مكان فى الجسم يشمل وظيفته وتوجد لعبة تبين وظيفة كل عضو داخل الجسم فالنتيجة تكون ان الطفل منذ الصغر يعرف كل ما بداخله بدون ملل وتكون هذه الطريقة ترفيهيه ومفيده له ، وهى تتمنى من المسئولين، أن ينصتوا إليها وإلى أفكارها، مطالبةً اياهم، بمساعدوتها على تنفيذ فكرتها، وأضافت ان مثلها الأعلى هو مدرسها، وتقول أنها تحب التثقيف والقراءة . "عمر اسامة" 18سنة طالب فى الصف الثالث الثانوي العام من الطلاب المتفوقين علميًا ويحصل على المركز الاول دائما قال : انا اعمل اثناء الإجازة فى جمعية للأعمال الخيرية والذي دفعني لهذا العمل أحد اصدقائى الذي اقترح علي هذا العمل وعندما بدأت شغلى هنا أحسست براحة نفسية غير عادية وعندما انزل الشارع واقدم مساعدة لمحتاج دى بتكون حاجه جميلة جداً ، وتابع أن من اهم اهتماماته فى الحياه تحقيق حلم والديه بأن يصبح مهندسا كبيرا، وقال أن مثله الاعلى فى الحياة هو والده، وتوجه برسالة لكل طالب وطالبة قائلا " ركزوا في المذاكرة جيداً واهتموا بهواياتكم ومستقبلكم ولا تسمحوا لأي شخص يحاول شدكم في أي اتجاه خاطئ، ولا بد ان تكون لديك وجهة نظر مستقلة عن الناس.