تعمدت ألا انتظر نتيجة مباراة الأهلي والزمالك حتي أكتب هذا المقال.. فالنتيجة أياً كانت لا تهمني بقدر ما يهمني حضرتك.٫ نقطة بمليون نقطة نعم كل ما يهمني سيادتك الذي تشرفني وتشرف "أخبار الرياضة" بقراءة سطورها.. فقد عاهدت الله تعالي منذ حملت أمانة الكلمة - وهي أمانة عظيمة - بأن تكون كلماتي في خدمة الإنسانية ومعانيها الراقية.. كلمات للحق والخير والجمال إلا من يحاول أن ينال من مصر وأهلها فتكون الكلمات طلقات نارية تصد العدوان من كل من أراد أن ينال من أمن وأمان المصريين كما حدث منذ 4 سنوات مضت في مأساة يناير 2011 دماء الأبرياء هناك من لا يشغلهم إلا نقطة من المباراة بينما يشغلني ومن المؤكد أنه يشغل حضرتك نقطة دماء يفقدها ابن من أبناء مصر الشرفاء الأوفياء. دعوني أتذكر مع حضراتكم، والذكري تنفع المؤمنين - حتي إن كانت أليمة - الأرواح التي فقدناها يوم أول فبراير 2012 بعد مباراة المصري والأهلي.. وقبلها كم كانت هناك اعتداءات واصابات وبعدها توالت المشاجرات والجروح في أجساد شباب وفي قلوب الملايين حتي كان الحادث المأساوي الآخر يوم 8 فبراير 2015 قبل مباراة الزمالك وانبي. المعاني الضائعة كل نقطة دماء سالت بسبب كرة القدم أغلي من كل المباريات في تاريخ الكرة المصرية.. ولذلك تتراجع بل تتلاشي قيمة أي نتيجة أمام سلامة المواطن المصري. كنت ومازلت وسأظل أعرف قيمة الرياضة وأهميتها منذ مارستها قبل أكثر من 35 عاماً حتي أصبحت مهنتي وعرفت فيها معاني المحبة والتعاون والود والمنافسة الشريفة.. ولكن للأسف هناك من اتخذوا منها وسيلة للفتنة والتخريب وإزهاق الأرواح.. لذا لم يكن من المناسب أبداً أبداً أن ينساق بعض المسئولين الرياضيين في الناديين الكبيرين وراء دعاوي المنفلتين والمخربين بحثاً عن بطولات كلامية.. ومراهقة رياضية ليصنعوا أرضية خصبة يستغلها أعداء الوطن في اثارة الفتن واعادة تفعيل تجارة الدماء والشهداء كما فعلوا في الكثير من المظاهرات والمباريات وأبرزها مأساة استاد بورسعيد وملعب استاد الدفاع الجوي. الأصل والخير رغم ما حدث في الأيام السابقة للقاء القمة 110 بين الأهلي والزمالك والمتاجرة بمشاعر المصريين المحبين من جماهير الناديين الكبيرين خاصة الشباب المتحمسين إلا أنني مازلت اراهن بكل قوة علي المعدن الأصيل للمصري ابن البلد الطيبة الذي تؤثره بالكلمة الطيبة والابتسامة الصافية. لدي تأكيد أن العناصر المنفلتة قلة.. وأن الخير في أغلب المصريين والدليل الخطوط الدفاعية القوية التي بناها عدد كبير من الشباب لمواجهة محاولات اشعال نار الانقسام. أمام الله تعالي كان بعض أبنائنا الوطنيين الواعين قد بدأوا في نشر صور تحمل الكثير من معاني الخير والحق والحب والجمال فهذا شاب علي كتفه "كوفيه" تحمل شعار الأهلي وإلي جواره شاب يرتدي فانلة الزمالك يقفان في خشوع للصلاة أمام الله تعالي.. ما أجملها صورة تشع بالنور الذي يضيء ظلمات طريق الفتنة الذي يعبده ويسير فيه من تأمروا علي مصر ولا يريدون الخير لأبنائها. كم تحمل صورة يتعانق فيها علم الناديين الكبيرين الأهلي والزمالك وبينهما جملة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله" صحيح هي علي علم السعودية ولكن يبقي ذكر المولي عز وجل ليكون الحد الفاصل والرادع لكل من تسول له نفسه استغلال الدين.واكتملت الصورة في بداية اللقاء بالأحضان والقبلات بين نجوم الفريقين ليؤكدوا أن المراهقة الإدارية لاتؤثر عليهم. اعتقد أن ما يصنعه هؤلاء الشباب يقف حائلاً قوياً جدا ضد المراهقة الادارية والمتاجرة بمحبة الجماهير لتحقيق أمجاد شخصية وتبادل البيانات التحريضية. حرب المصريين إذا كنا عشنا حالة من الاستنفار والترقب خشية حدوث مصادمات أو اصابات تصيب القلوب التي تدمي علي شهدائنا في الحرب التي نخوضها ضد القوي الاستعمارية الإجرامية في سيناء فأننا لابد أن نخرج من هذه المواجهة بدروس تمنع تكرار ما حدث في الأيام الماضية. نحن علي استعداد لأن نواجه الحرب من أجل الدفاع عن الأرض والعرض ولكن ليس من المقبول مطلقاً أن نخوض حربا بسبب نقطة أو حتي بطولة.. فنقطة دماء تسيل من شاب مصري أغلي من ملايين النقاط في كل المباريات والبطولات. أرحموا بلدكم.. يقول الحق تبارك وتعالي: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَي أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ ".