بعد أن كانت جرائم الاغتصاب تتسم بالندرة وقلة حدوثها إلا فى اضيق الحدود التى تشعر فيها الضحية بالخوف من الإفصاح عن تفاصيل الجريمة التى لحقت بها وأضرت بسمعتها، اصبحت تلك الجرائم الاكثر وقوعا وتكرارا فى سجلات الجريمة العالمية، لتتغير تداعياتها وتمنح الضحايا الجرأة فى مواجهة الحادث الذى يتحولن على أثره لبطلات على أغلفة الصحف العالمية، يروين تفاصيل الحادث فى تحذير لكل امرأة خوفا من تكرار الحادث مرة اخرى، ومن ناحية اخرى تطارد الضحية المجرم للإيقاع به ومساعدة الشرطة فى إلقاء القبض عليه حتى لا يصبح مجرما طليقا يوقع بالمزيد من الضحايا. ضحيتا اغتصاب سائق تاكسى.. الاولى انتحرت والأخرى تنتقم! تفاصيل متشابهة، بدأت بخطأ الضحية الذى لا يمكن ان تكون عقوبته الاغتصاب، كلا منهما قررت الخروج فى وقت متأخر، الاولى البريطانية سارة تومسون التى اعترفت بخطأها فى الخروج ليلا لأحد الفنادق لحضور حفل عيد ميلاد صديقتها، وقادها القدر لاختيار سيارة أجرة او تاكسى يغير مسار حياتها تماما، فوجئت بالسائق المزيف يغلق الابواب الخلفية مؤكدا انه لا يوجد مكان متاح إلا بجواره، وافقت دون أن تتراجع، اما الاسوأ من ذلك هو عدم معرفتها بالطريق الذى تسير به للمرة الاولى مع مجرم خطير قرر سلك الطريق الخاطئ لينتهى الامر بالوصول الى مكان بعيد لا يوجد به شخص يستمع لصرخاتها. وقعت جريمة الاغتصاب البشعة والتى استمرت أحداثها طويلا بين صرخات ودموع الضحية الجميلة دون ان يرحمها السائق بل ازداد الامر عنفا واصرارا للنهاية، نجت سارة بحياتها، عادت الى منزلها بعد رحلة مفزعة استنجدت فيها بالسيارات على الطريق لتوصيلها لمنزلها بحالتها المأساوية، لتعود الى منزلها وتجلس بين دموعها ومخاوفها، فى البداية شعرت بالخوف والندم على ارتكابها خطأ الخروج ليلا من منزلها معتقدة انها ستلقى لوم من كل من حولها ولن يقف أحد بجوارها، ولكن سرعان ما اتخذت قرارها بالاتصال بالشرطة و الخضوع لكشف طبى ليصبح دليلا لإدانة الجانى، فى اصرار على عدم ترك المجرم يتمتع بحريته وسط آلامها ومخاوفها. تروى سارة تفاصيل معاناتها من الحادث الذى وقع لها منذ عامين وانتهى بصدور حكم بالسجن المؤبد بعد محاكمة سريعة للجانى شاكيل أحمد ذو الاصول الآسيوية أمام محكمة برمنجهام العليا، قالت ان الحكم صدر ضد الجانى ولكنها ظلت فى معاناة طويلة مع آثار الحادث، فى البداية توجهت الى معامل التحاليل للتأكد من عدم حملها من المجرم ثم فوجئت اثناء التحقيقات انه مدمن للمخدرات بالحقن، فساورها قلق عنيف جعلها تخضع لتحليل فيروس نقص المناعة او الايدز، وبعد التأكد من صحتها ظلت ضحية لأمراض نفسية جعلتها تتردد على المراكز الصحية والتأهيل النفسى فى محاولة للتعافى وإنهاء مأساتها،انتهت قصة سارة بإعلانها التعافى قليلا من آثار الجريمة فى محاولة لاستكمال دراستها وبدء حياتها من جديد. جريمة أخرى بدأت بنفس السيناريو، سيرى ليندن، بريطانية عمرها 20 سنة وهى أم لطفل واحد، خرجت ليلا لتقع فى قبضة سائق تاكسى مزيف، قام باغتصابها بنفس الطريقة، ولكنه كان اكثر انحرافا وقرر تصوير مشاهد الحادث ليتحول الى دليل إدانته اثناء محاكمته، سارعت سيرى ليندن بالتوجه الى الشرطة، لتفاجأ ببعض افراد اسرتها يتخاذلون دون الوقوف بجوارها، فتحولت حياتها الى مأساة حقيقية، لم تعد ترى اى شىء حولها سوى تفاصيل الحادث الاليم الذى تعرضت له، ساءت علاقتها بزوجها ولم تهتم بطفلها، ادلت للشرطة بمواصفات المتهم الذى اغتصبها وبعد ايام قليلة نجحت الشرطة فى إلقاء القبض عليه، الخبر لم يسعدها على الاطلاق بعد أن علمت بضرورة مواجهتها للمجرم من جديد، حاولت الصمود اثناء جلسات المحاكمة، وفى آخر جلسة قرر القاضى بث الفيديو الذى حصلت عليه الشرطة من تليفون المتهم، وشاهدت سيرى تفاصيل الفيديو لتنتابها حالة هستيرية من الحزن والبكاء انتهت بانتحارها ليلا بعد تناولها جرعة زائدة من الحبوب المخدرة التى كانت تساعدها على النوم لتنتهى قصة واحدة من ضحايا الاغتصاب بالانتحار بالرغم من محاكمة الجانى. 1- سارة تومسون 2- سيرى لندن 3- سائق التاكسى.. مجرم اغتصاب اعترافات ثلاث فتيات فى جريمة اغتصاب استمرت 10 سنوات تفاصيل مفزعة وقعت أحداثها فى منزل الرعب الذى يعرفه الامريكان جيدا، منزل يقع بالقرب من مدينة اوهايو الامريكية، شهد جدرانه ابشع جريمة هزت الرأى العام الامريكى وظل متابعا لها لتتحول ضحاياها الى فتيات شهيرات يصدرن رواية تحمل اسما مخالفا للتفاصيل السوداء التى روتها الفتيات لتصدر باسم HOPE او الامل. أماندا بيرى وجينا دى خسيوس.. ضحيتا جريمة اغتصاب استمرت عشر سنوات كاملة على يد المجرم ارييل كاسترو الذى حصل على لقب سفاح كليفلاند الذى اعتقلته الشرطة بعد الكشف عن جريمته ليتلقى حكما بالسجن الف عام بسبب إدانته فى 937 جريمة منذ عامين لينتهى الامر بالانتحار شنقا فى زنزانته التى لم يتحمل قضاء اكثر من شهر بين جدرانها بالرغم من خطفه فتاتين وحبسهما بمنزله 10 سنوات لتواجه كلا منهما حوالى 5 اعتداءات جسدية فى اليوم الواحد مثلما اعترفتا فى احداث روايتهما. نجح كاسترو فى استدراج اماندا وجينا فى ابريل 2003 بعد ايهامهما بضرورة تعرفهما على ابنته ليصبحا حبيستا غرفة نوم صغيرة يغلقها عليهما كل يوم وهما مقيدتان بالسلاسل ومتأثرتان بآثار ضربات قاسية واعتداءات جنسية بشعة، كشفت اماندا ذات الستة عشر عاما وقت خطفها ان كاسترو كان يسمح لهما بمشاهدة التلفاز والقنوات المحلية لترى اماندا والدتها لونا وهى تتوسل لأى شخص يعرف مكان ابنتها الا ان الخاطف لم يهتز امام دموع وكلمات الام ليستمر فى جريمة عمرها 10 سنوات كانت تخشى خلالها من القتل بسبب قسوة خاطفها وقوته الغاشمة. جينا هى الضحية الثانية التى اختطفها كاسترو بنفس الطريقة لتعيش برفقة اماندا طوال سنوات اختطفاهما، وتروى جينا تفاصيل مأساوية صعبة بعد علم صديقتها اماندا حملها من كاسترو، لتخشى رد فعله الا انه سمح لها بإتمام حملها دون الحصول على اى رعاية طبية، وانجبت طفلتها جوسلين بمساعدة صديقتها، وتحولت الاحداث قليلا ليسعد كاسترو بالطفلة الجديدة ، وتوقف عن تقييد المختطفات الثلاثة، واصبح يعامل ابنته بشكل طبيعى. عملية الهروب من اصعب المواقف التى مرت على المحتجزات الثلاثة والطفلة الرابعة لتؤكد اماندا انهن عدن للحياة بعد نسيان كاسترو باب الغرفة مفتوحا لتشعر اماندا ببعض الجرأة التى دفعتها الى رؤية العالم الخارجى للمرة الاولى وكانت تسمع دقات قلبها خوفا من اكتشاف امرها لتتحول حياتها الى جحيم الا انهن نجحن فى اللجوء الى الشرطة والابلاغ عن المتهم الذى افقدهن الثقة فى انفسهن وبعضهن البعض ، وقررت تحويلهن السلطات الامريكية للعلاج الصحى والنفسى المكثف للتغلب على آثار الجريمة التى لحقت بهن. صور رقم 4 للضحايا والمتهم الوجه الآخر للجريمة.. إطلاق سراح الجانى واتهام الضحية! وجه آخر للجرائم، يفسد بطولة وشجاعة النساء اللواتى يقررن مواجهة الجرائم التى تقع لهن واستعادة حقوقهن من جديد، لتظهر على النقيض سيدات يبحثن عن الشهرة او يسعين للانتقام ولا يجدن وسيلة سوى التضحية بسمعتهن وإدعاء وقوعهن ضحايا جرائم اغتصاب للفت الانظار اليهن، وتتناول الصحف الامريكية قصة مثيرة للجدل، يعرفها الجميع فى جامعة ميامى بولاية فلوريدا، لتثير علامات استفهام عديدة وتحمل ألغاز بين سطورها، بطلة القصة الطالبة الجامعية آنجيلا كاميرون عمرها 21 سنة، توجهت الى ادارة الجامعة بعد قضائها سهرة صاخبة برفقة زملائها واصدقائها فى الجامعة، لتؤكد انها ضحية جريمة اغتصاب زميلها الطالب الجامعى وتطالب بمحاكمته ومحاسبته، بدأت التحقيقات المكثفة حول تفاصيل الجريمة التى اسردتها الضحية بنفسها. أكدت آنجيلا انها كانت بين اصدقائها فى سهرة صاخبة بأحد النوادى الليلية وبعد انتهاء السهرة عرض عليها صديقها العودة معه الى منزله، لم تمانع آنجيلا كما قالت فى التحقيقات من الصعود الى منزله لتفاجأ به تحت تأثير الكحوليات بشكل كبير، حاول الاقتراب منها وهو الامر الذى وصفته بالاعتداء عليها بعنف، انتهت التحقيقات معها لتبدأ مع زملائها دون وجود دليل يؤكد ادانة الطالب بالاعتداء الجنسى عليها، انتهت التحقيقات وقررت الجامعة حرمان الطالب من حضور امتحانات منتصف العام إلا انها فوجئت به يظهر فى الجامعة من جديد استعدادا لحضور امتحانات نهاية العام، وحضور حفل التخرج بعد اسابيع قليلة لتشن حملة على مواقع التواصل الاجتماعى تطالب بحرمانه من الامتحانات وحفل التخرج، قصة آنجيلا لا تمتلك دليلا حقيقيا يؤكد الاغتصاب دون ارادتها فهى ايضا كانت مخمورة وصعدت الى منزل زميلها بإرادتها وهو الامر الذى يؤكده المعارضون لموقفها. وهناك جرائم اغتصاب تنتهى بسجن النساء اللواتى يقمن بالابلاغ عن الجرائم، وهو الامر الذى اعتبرته الجمعيات الحقوقية وسيلة لتخويف النساء وعدم تشجيعهن على الاعتراف بالجرائم التى تقع ضدهن وخاصة فى بعض الدول العربية ونقلت الصحف حالات عديدة منها سيدة بريطانية ادعت تعرضها للاغتصاب على يد 3 رجال لينتهى الامر بتغريمها بسبب إدمانها الكحول دون رخصة، وابلغت امرأة نمساوية عن جريمة اغتصاب لتنتهى القضية بسجنها عدة اشهر بتهمة تناول الكحوليات وممارسة افعال غير لائقة خارج اطار الزواج فى قضايا تتهم فيها الشرطة المرأة بالبلاغات الكاذبة وسوء الاخلاق وخاصة فى ظل غياب دليل ملموس على صحة البلاغ والاتهام. 5-الطالبة آنجيلا كاميرون